أفصح"دميتري روغوزين" المندوب السياسي الروسي لدى حلف شمال الأطلسي "الناتو" في حديث لصحيفة "يورو ابسيرفر" الإلكترونية أن عملية الناتو في ليبيا تعني نهاية توسع الحلف نحو الشرق وبدء حملته الصليبية بغية كسب النفط في الشرق الأوسط. وأعرب عن اعتقاده بأن "ليبيا هي أول بلد أصبح عرضة للحملة الصليبية الجديدة". وقال روغوزين: "بالنسبة إلينا فإن الحرب في ليبيا تحت قيادة التحالف الغربي كانت حدثا جديدا إطلاقا لم يستكمل تحليله بعد. وترمز الحرب إلى انتهاء مرحلة توسع الناتو نحو الشرق. ومنذ ذلك الحين سيتوسع الناتو إلى الجنوب موجها جهوده نحو المجتمعات الإسلامية التقليدية". ووصف الحرب في ليبيا بأنها حرب من اجل النفط. لكنه أشار إلى أن هذا الرأي ليس رأيا رسميا بل رأيه الشخصي. ومضى قائلا: "لم يتمكن الغرب من إيجاد رد اقتصادي على الأزمة المالية ويحاول الآن توفير الهيدروكربونات الرخيصة لاقتصاده". وتساءل قائلا: "ماذا يجبر هؤلاء الوزراء على صرف الأموال الباهظة لشن حملة عسكرية جديدة؟ - هل يريدون مساعدة شعب ليبيا؟ إذا أجبتم ب"نعم" سأضحك عليكم!". وخلص مندوب موسكو لدى الناتو إلى أن بلاده لن تدعم مشروعا جديدا أعده الاتحاد الأوروبي لمجلس الأمن الدولي بشأن سورية بسبب أنه قد يُستخدم لشن الحرب ضد الرئيس بشار الأسد. وقال "دميتري روغوزين": "لايمكن أن نصدق الناتو الآن. كما لا يمكن أن نكون واثقين بألا يتجاوز الناتو تفويض مجلس الأمن وألا تسقط قنابله على دمشق". وروسيا الحليف الوثيق لنظام بشار الأسد، دأب منذ بدء الانتفاضة الشعبية هناك على إبداء مواقف متحفظة من أي تحرك ضد النظام السوري رغم جرائم النظام بحق المحتجين السلميين وعمليات القتل والتعذيب الموثقة في أشرطة مصورة انتشرت على شبكة الإنترنت مع حصيلة للقتلى تجاوزت 2200 قتيل، بحسب تقرير للأمم المتحدة. وأشار روغوزين إلى أن روسيا راضية بأن الناتو حوّل اهتمامه من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق إلى الجنوب. لكنه يعتقد أن هذه التطورات ستؤدي إلى تقوية ما وصفها ب"النزعة الإسلامية الراديكالية" في الشرق الاوسط وأوروبا نفسها. وفي أواخر شهر مارس الماضي، انتقد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين قرار الأممالمتحدة رقم 1973 الصادر بحق ليبيا وشبهه ب"الحملات الصليبية" خلال القرون الوسطى. وقال بوتين في حديث للعمال في مصنع روسي للصواريخ الباليستية: "قرار مجلس الأمن بالطبع ناقص ومعيب... يسمح بكل شيء". وأضاف: "بالنسبة إلي فإنه (القرار) يشبه دعوة من العصور الوسطى للقيام بحملة صليبية يطلب فيها شخص من شخص آخر الذهاب إلى منطقة معينة وتحرير شخص ما". وامتنعت كل من روسيا والصين عن التصويت على قرار مجلس الأمن الذى يجيز استخدام القوة ضد ليبيا. وعلقت روسيا على القرار بأنه استخدام للقوة بشكل غير انتقائى ضد أهداف مدنية. وكان وزير الداخلية الفرنسي كلود جيان قد اعتبر التدخل الدولي في ليبيا "حربًا صليبية". وجاء تصريح جيان، في أواخر مارس الماضي، عندما كان يشيد بتحرك الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ضد النظام الليبي بينما كان "العالم أجمع يستعد للتفرج على شاشات التلفزيون على ما يرتكبه العقيد القذافي من مذابح"، وتابع: "لحسن الحظ قاد الرئيس الحرب الصليبية لتعبئة مجلس الأمن الدولي ثم الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي".