سويوز هو تسمية لأسرة المركبات الفضائية السوفيتية والروسية المتعددة المقاعد والمهام التي تخصص للتحليقات الفضائية في المدار حول الأرض وإيصال رواد الفضاء والشحنات إلى المحطات الفضائية المدارية. بدأ العمل على تصميم مركبة"سويوز" في عام 1962 باعتبارها سفينة فضائية مخصصة للتحليق في المدار حول القمر. وبعد إغلاق هذا المشروع الذي حل محله مشروع "بروتون" القمري أعيد تصميم مركبة "سويوز" لتصبح سفينة مدارية ثلاثية المقاعد تخصص للالتحام بالمركبات الفضائية الأخرى والوحدات الانفصالية والمحطات الفضائية. وبدأت تجربة المركبة في عام 1966 حيث تم إطلاق 3 مركبات غير مأهولة. وأدى الإطلاق الثاني إلى تفجير الصاروخ في المطار الفضائي. اما الإطلاق الرابع لمركبة "سويوز – 1" المأهولة التي قادها رائد الفضاء فلاديمير كوماروف فاسفر عن حادث مأساوي ومقتل رائد الفضاء نتيجة وقوع خلل في نظام مظلات الهبوط. لكن التجارب ما زالت مستمرة وتوجت بالتحام مركبتين من طراز "سيوز" يبعضهما وتشكلت لدى ذلك أول محطة فضائية في المدار حول الأرض. شهد عام 1969 استمرار العمل على تجميع محطة فضائية طويلة الأمد في المدار. وقد تم تصنيع مركبة الشحن "سويوز – تي" على أساس مركبة "سيوز" وذلك بغية إيصال الطاقم والشحنات الى المحطات الفضائية. وكان بوسع مركبة الشحن القيام بالتحليق الذاتي خلال 3 أيام والتحليق ضمن قوام المحطة خلال 60 يوما. وتزودت المركبة الجديدة بجهاز الالتحام وبوابة تستخدم لانتقال رواد الفضاء من المركبة الى المحطة أو لمركبة اخرى. وشهد التحليق المأهول الرابع في المركبة "سيوز -11" في يونيو/حزيران عام 1971 كارثة مأساوية أدت إلى فك إحكام السفينة الفضائية ومقتل رواد الفضاء دوبروفولسكي وفولكوف وباتسايف الذين لم يرتدوا بزات العمل الواقية. وأعيد بعد ذلك تصميم المركبة لجعلها تضم رائدي فضاء فقط بدلا من 3 إفراد وأجهزة أمان الإضافية. شاركت مركبة "سيوز" المطورة عام 1975 في البعثة الفضائية السوفيتية الأمريكية المشتركة "سيوز – ابولو" بعد أن تم تزويدها بالبطاريات الشمسية من تصميم جديد احدث مما كان عليه سابقا. ثم شهدت المركبة عدة تطويرات توجت بتصنيع نموذج جديد من طراز "سويوز – تي ام" تم تزويده بمحركات جديدة ومنظومات المظلات المطورة. وقامت "سويوز – تي ام" الأولى بالتحليق الأول لها الى محطة "مير" الفضائية السوفيتية عام 1986. أما أخر تحليق لهذا النموذج فوقع عام 2002 إلى المحطة الفضائية الدولية. ومنذ ذلك الحين ولغاية أكتوبر عام 2010 استخدمت مركبة "سيوز – تي ام آ" التي تم تصميمها خصيصا للمحطة الفضائية الدولية بمثابة شاحنة قامت بإيصال رواد الفضاء الروس والأجانب والسياح الى المحطة الفضائية الدولية. ويجب القول ان مركبة "سيوز – تي ام آ" اعتبرت لحد الآن وسيلة رئيسية لإيصال أطقم جديدة الى متن المحطة الفضائية الدولية وسيظل الأمر كذلك لغاية عام 2013 حيث يخطط الأمريكيون والروس لتصنيع مركبات من جيل جديد سيكون بوسعها القيام بالرحلات الفضائية المأهولة الطويلة الأمد، بما فيها الى كوكب المريخ. يوم 8 اكتوبر/تشرين الاول عام 2010 وصلت مركبة "سويوز" الروسية المطورة المزودة بنظام تحكم رقمي إلى المدار المحدد بعد انطلاقها من مطار بايكونور الفضائي في كازاخستان. وأوصلت "سويوز" الى محطة الفضاء الدولية طاقما روسيا أمريكيا يتكون من رائدي الفضاء الروسيين ألكسندر كاليري وأوليغ سكريبوتشكا والأمريكي سكوت كيللي. وتفتح عملية الإطلاق الأخيرة سلسلة من 3 رحلات تجريبية لمركبات "سويوز– تي ام آ – 01 ام" من الجيل الجديد إلى المحطة الدولية. وتختلف المركبة الجديدة تماما عن سابقاتها، باعتبارها أول مركبة يتم تحديث أنظمة القيادة والتحكم فيها لتصبح رقمية، مما سيسهم في تسهيل عمل رواد الفضاء خلال رحلاتهم.