ودّعت مصر أمس 17 شهيدًا من أعز أبنائها الذين راحوا ضحية الغدر والخيانة والتطرف، وقتلوا بأيدى الغدر وقت الإفطار في مخطط يستهدف مصر وقواتها المسلحة. تحركت جنازة الشهداء من مسجد آل"رشدان" بمدينة نصر يتقدم صفوفها المشير محمد حسين طنطاوي، وغياب الدكتور محمد مرسي ووسط مشاركة الآلاف من المصريين المكلومين والدكتور كمال الجنزورى مستشار الرئيس والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء الذى تعرض للاعتداء من قبل بعض المشاركين فى الجنازة الذين قذفوه بالأحذية. كما قاموا بالاعتداء على الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح رافضين حضورهما كما حضر الجنازة الفريق سامى عنان رئيس الاركان، والسيد عمرو موسى المرشح الرئاسى السابق، ومصطفى بكرى عضو مجلس الشعب المنحل ومحمد ابوحامد عضو مجلس الشعب المنحل و توفيق عكاشة والشيخ حافظ سلامة، والعديد من قيادات القوات المسلحة وشارك أيضًا بعض القوى السياسية والحركات الثورية وعلى رأسها ائتلاف أقباط مصر واتحاد شباب ماسبيرو وحركة ياحبيبتى يا مصر. ردد المشاركون هتافات عدة هتافات منددة بالاخوان المسلمين، وبحكم المرشد والدكتور محمد مرسى والدكتور هشام قنديل وقالوا شكرًا شكرًا ياحماس و"مرسى باطل" و "مرسى مرسى ياجبان ياعميل الأمريكان و لا إله الا الله الشهيد حبيب الله". واتهم المشاركون جماعة الإخوان المسلمين بالتعاون مع حركات إسلامية متطرفة بقتل الضباط والجنود المصريين لتنفيذ مخططهم فى القضاء على الجيش المصري. رفع المشاركون عدة لافتات كتبوا عليها "مصر تودع شهداء الغدر والخيانة" و جزمة الشهيد أحسن من مائة اخوانى" و "يوم 24 شهداء بالملايين". وبعد صلاة الجنازة على الشهداء فى مسجد ال "رشدان" سارت الجنازة يتقدمها شهداء مصر الأبرار فى نعوشهم الى نصب الجندى المجهول بالمنصة، وسط هتافات الآلاف من المواطنين الذين رددوا "يانجيب حقهم يانموت زيهم". ونقلت عربات القوات المسلحة جثامين شهداء رفح، لعدد من السيارات المخصصة والتى ستتجه لمسقط رأس كل شهيد فى محافظته، بعد أداء مراسم الجنازة، كما استمر المواطنون المتواجدون أمام المنصة فى ترديد الهتافات ضد الدكتور مرسى رئيس الجمهورية، مرددين شعارات "مرسى باطل" وسط تواجد مكثف من الجيش والشرطة والأمن المركزي. كما شهدت المنصة، وقوع مناوشات بين عدد من المواطنين وشباب حركة 6 إبريل، وبالأخص الناشط أحمد دومة، حيث حمل المواطنون الغاضبون أعضاء الحركة المسئولية عن الأحداث. ومن ناحية أخرى، توجه الشيخ حافظ سلامة إلى المنصة للمشاركة فى عزاء الشهداء، إلا أن المواطنين المحتشدين قاموا بطرده خارج الجنازة كما قاموا بالاعتداء على نادر بكار المتحدث الرسمى باسم حزب النور. ووسط حالة من الغضب والغياب اتجه آلاف المشاركين في الجنازة في مسيرة الى قصر التحادية مؤكدين محاصرتهم للقصر حتي رحيل الدكتور مرسي. وفي تصريح خاص ل"الدستور"، قال الكاتب الصحفي مصطفى بكري "قيل أي حديث لابد أولاً من الثأر للشهداء لأنها قضية كل المصريين ولن يهدأ لهم بالا ولن يغمض لهم جفن قبل أن نثأر لأولادنا ممن خططوا ونفذوا هذه الجريمة الدنيئة وهذا المخطط البشع". وأضاف بكري أن ما حدث في رفح جريمة نكراء عاشت مصر بسببها حزناً شديداً على فقدانها أعز أبنائها مشيراً إلى ضرورة أن يتكاتف جميع المصريين خلف قولتنا المسلحة لنوصل رسالة معينة إلى الجميع. وأوضح بكري أن هذا التوحد في شعور الغضب خير دليل على موقف المصريين ووحدتهم في التصدي للمخططات القذرة. وقال عفت السادات رئيس حزب مصر القومى "إن المشهد كان عصيبًا على المصريين الذين ظهر توحدهم فى حزنهم على شهدائهم"، مشيرًا الى أن هناك العديد من علامات الاستفهام حول عدم حضور الدكتور محمد مرسى الجنازة بصفتة رئيسًا لكل المصريين كما قال في بياناته. وقال السادات "إن الدكتور محمد مرسى لم يلق التوفيق في معظم قراراته خاصة الإفراج عن المعتقلين والمسجونين على ذمة قضايا ارهابية مما يعمل على اتساع الفجوة الأمنية وانتشار الانفلات أكثر مما هو عليه". وأكد السادات ان الاحداث التى شهدتها مدينة رفح وراح ضحيتها شهداء مصر الأبرار تعد انتهاك للسيادة المصرية. مشيرًا الى ان التيارات الاسلامية المتطرفة تستغل هذه الظروف من اجل السيطرة على سيناء.