أستطيع أن أقول بلا أدني فخر أو أدني تواضع أني كتبت ذات نهار قديم عبارة ?أنا فلسطيني الهوي? كمقدمة لواحد من مقالاتي في مجلة صباح الخير، وجاءني الرد غير المباشر من ياسر عرفات حين قال في مؤتمر صحفي ?أنا مصري الهوي?، ودارت الأيام لأشهد مذابح الفلسطينيين ضد الفلسطينيين في غزة، ودون أن آخذ جنبا من أحد الطرفين كتبت ?فيما يبدو أن المسلحين الفلسطينيين قاموا بتحريف عقيدتهم القتالية فصار الوصول إلي القدس يمر بدم فلسطيني ضد فلسطيني، وهذا ما يجعلني أقول إن هذا المنهج يحول كلمة فلسطين إلي كلمتين أولهما ?فلس? وثانيهما ?طين?. وهكذا عاد المعني لفلسطين ككلمتين الأولي ?فلس? والثانية ?طين?، والسبب طبعا هو العثور علي آلاف الأمتار من الاقمشة المعدة التي تتطابق مع أقمشة القوات المسلحة والشرطة المصرية، وكانت معدة للترهيب إلي غزة، وصدر بيان من القوات المسلحة يؤكد المعلومات التي تقول إن هناك من يرغب في التسلل إلي مصر عبر الانفاق ويستخدم تلك الملابس لإثارة متاعب تبدأ من إطلاق الرصاص علي المواطنين المصريين بهدف إثارة الفزع والكراهية بين المواطنين العاديين وبين قواتهم المسلحة. وطبعا طالبتنا حركة حماس أن ندق عصافير علي جباهنا لنصدق أن الاقمشة المهربة هي بهدف صناعة ملابس للأطفال الذين يفضلون ملابس الضباط والجنود المصريين كنوع من التفاخر!! وطبعا يمكننا أن نمد الخيط علي آخره لنقرأ تصريحات عصام الحداد مساعد الرئيس مرسي للشئون الخارجية في ألمانيا بأن النظام الحالي يحاول التوصل إلي وضع الجيش داخل إطاره القتالي، وكأن الجيش قد فرط في مهامه، وكأن هناك من لا يكبله في مسألة هدم الانفاق. علي أية حال أنا واحد ممن لا ينسون تصريحات رابين من أنه تسلل إلي حركات تحرير فلسطين ليدفع إلي تأسيس حركة حماس كي يفتت قوي الثورة الفلسطينية بالخلافات، وهوما أثبتته الأيام. فقط أريد أن أذكر الأخوة في غزة بأن الفلسطينيين عندما هاجموا عبد الناصر واتهموه بالخيانة عندما قبل مبادرة روجرز، هاجموه من إذاعة هو من منحهم إياها، وعندما أغلق عبد الناصر تلك الاذاعة التي أنهالت عليه بالسباب رغم أن إرسالها كان من القاهرة، عند ذلك بدأت مذابح سبتمبر الأسود. أحفظوا مصر كيلا يطبق العالم علي أرض الواقع اسم فلسطين ويقسمها بدلا أن تكون كلمة واحدة لتصبح كلمتين أولهما كلمة ?فلس? وثانيهما كلمة ?طين?.