تستعد شركة أفون برودكتز لمستحضرات التجميل للدخول في مرحلة تحول وتعديل راديكالي، ففي مطلع ابريل 2012 تخلت أندريا يونج 54 عاما عن منصب الرئيس التنفيذي للشركة الذي تولته شيريلاين مكوي - 53 عاما - بدلا منها وكانت أفون قد تعرضت لسلسلة من الأخطاء الادارية إلي جانب عجزها عن تحقيق الارقام المستهدفة لعام 2011 في الايرادات والأرباح مما دفع مجلس الادارة إلي إعلان يوم 11 ديسمبر الماضي عن أن يونج ستترك منصب الرئيس التنفيذي وتكتفي بمنصب رئيس مجلس الادارة لهذه الشركة العريقة البالغ عمرها 126 عاما . وتقول مجلة "فورتشن" إن أفون بعد أن تدهورت أحوالها وانخفضت قيمتها السوقية صارت عرضة لمحاولات الاستحواذ وهي محاولات وإن لم تنجح حتي الآن فإنها يمكن أن تنجح في المستقبل، ومنذ 8 سنوات عندما كانت قيمة أفون السوقية تناهز ال 21 مليار دولار لم يكن هناك من يفكر في شرائها أما الآن وبعد أن انخفض سعر السهم عن 30 دولارا فإن أفون صارت هدفا مغريا . لقد تولت أندريا يونج قيادة أفون عام 1999وكان عمرها آنذاك 41 عاما ولمع نجمها كثيرا، وصارت عضوا في مجالس ادارات شركتين من كبري الشركات الامريكية وهما أبل وجنرال اليكتريك إلي جانب قيادتها لأفون، كما أنها أصبحت ذات نفوذ كبير في دوائر أمريكية عديدة خارج صناعة مستحضرات التجميل رغم ضآلة ايرادات شركتها التي لم تتجاوز ال 3 .11 مليار دولار في عام ،2011 وقد جري اختيارها في العام الماضي لتحتل المركز السادس ضمن قائمة "فورتشن" لأقوي 50 سيدة أعمال أمريكية، في حين احتلت مكوي التي كانت نائبا لرئيس مجلس ادارة جونسون آند جونسون المركز العاشر في ذات القائمة . ومن الأخطاء البارزة التي ارتكبتها السيدة يونج في ادارة أفون انها كانت تعمل بدون مدير تشغيل يعاونها في مهامها منذ عام 2006 واستمرت كذلك 6 سنوات متصلة وهو أمر يتعجب منه جيم بترسون الذي تولي منصب الرئيس التنفيذي شركة أفون عام 1989 ولم يتركه حتي عام 1998 وكان هو الذي اكتشف يونج وضمها إلي باقة العاملين في قيادة أفون، وفي ظل انفراد يونج بالقيادة بعد ذلك عمدت إلي جعل أفون شركة للجمال تنافس شركات كبري مثل بروكتر آند جامبل ولوريال وغيرهما . ورغم امتناع يونج وأعضاء مجلس ادارة أفون عن الكلام فقد لجأت "فورتشن" إلي العاملين السابقين في الشركة الذين شهدوا بأن أفون تحولت بجانب الانتاج لكي تصبح شركة للتسويق المباشر، وقالوا إن أفون هي خامس أكبر شركة للجمال في العالم من حيث نصيبها من السوق والبالغ 2 .3% حيث تسبقها بروكتر آند جامبل "5 .11%" ولوريال جروب "7 .9%" ويونيليفر جروب "8 .7%" ثم كولجيت بالموليف "8 .3%"، ومع ذلك فإن أفون هي صاحبة أكبر نصيب من السوق العالمية للبيع المباشر . والواضح أن عدد البائعين هائل ولكن حجم المبيعات محدود، وتقول بيانات يورو موينتور انترناشيونال إن السوق العالمية للبيع المباشر زاد حجمها 30% بين عامي 2006 و2011 ولم تحصل منها أفون إلا علي 1 .1% ليصبح نصيبها من هذه السوق 4 .11% خلال العام الماضي . ومن أخطاء يونج البارزة انها وهي أول سيدة تتولي منصب الرئيسي التنفيذي في تاريخ أفون قد رفعت شعار أن هذه الشركة للنساء فقط، كما انها كانت كلما شعرت بعدم الزيادة الكافية في الايرادات تلجأ إلي زيادة الانفاق علي الحملات الاعلانية حتي أن حجمها تضخم من 4 .63 مليون دولار عام توليها القيادة "1999" ليصبح 400 مليون دولار عام 2010 أي بنسبة 630% مما كانت عليه . والحقيقة التي يتعين عدم اغفالها أن يونج نجحت في السنوات الخمس الاولي من توليها قيادة أفون "1999 2004" ان ارباحها بلغت 846 مليار دولار في نهاية هذه المدة بعد أن كانت 287 مليونا فقط في بدايتها أي بزيادة 295% عما كانت عليه، ويذكر في هذا الصدد أن أفون غزت الاسواق العالمية مبكرا وان مبيعاتها في الخارج كانت تمثل 70% من جملة المبيعات ثم ارتفعت إلي 85% عام ،2011 ولكن المنافسة من شركات الجمال الكبري التي سبق الاشارة إليها سرعان ما صرعت أفون وفي عام 2005 كانت ارباحها شبه ثابتة بعد ان كانت تزيد بنسبة 10% علي الاقل في السنوات الثلاث السابقة علي هذا التاريخ . وتقول مجلة "فورتشن" إن يونج حاولت إعادة هيكلة أفون فأطاحت بنحو 30% من المديرين وخفضت عدد