تحول المستثمرين الأجانب نحو البيع بقوة خلال تداولات الأسبوع الماضي وهو ما ظهر بقوة من خلال تعاملاتهم، بعد أن انهوا تعاملات الاسبوع قبل الماضي علي صافي شراء، ما كان له ابلغ الأثر في الضغط علي غالبية الأسهم القيادية، ومن ثم علي مؤشر السوق الرئيسي "إيجي اكس 30" في كثير من الأحيان. البعض فسر معاودة المستثمرين الأجانب سلوكهم البيعي مجددا في الاسبوع الماضي، إلي أنها مجرد عمليات لجني ارباح خاصة بعد الارتفاعات القوية التي حققتها الاسهم القيادية وبخاصة اسهم الاتصالات في التعاملات القليلة الماضية، بينما ارجع البعض سبب البيع إلي وجود بعض المخاوف السياسية التي تسيطر عليهم خاصة بعد بدء الحديث عن رئيس توافقي وانتظاراً لبدء الخوض في الانتخابات الرئاسية، إذ يعكف الكثير من الأجانب علي تأجيل ضخ سيولة اضافية الي البورصة المصرية قبل ان تبدأ الأمور في التحسن ويتم الانتقال الي سلطة مدنية. كما طالب الخبراء مجددا بضرورة اعادة تقييم دور الاجانب في البورصة المصرية، وقالوا إنه وبدراسة الواقع فإن الاجانب كانوا الطرف الاكثر استفادة في تعاملاتهم بالبورصة المصرية من خلال الارباح الطائلة التي حققوها دون أن يقدموا للاقتصاد المصري ما يعادل ما حصلوا عليه من مكاسب. ووفقا لبيانات واحصاءات البورصة المصرية، فقد سجل الأجانب غير العرب صافي بيع بقيمة 594.17 مليون جنيه هذا الشهر، بينما سجل العرب صافي شراء بقيمة 40.81 مليون جنيه هذا الشهر، وذلك بعد استبعاد الصفقات.. كما سجلت تعاملات المستثمرين المصريين خلال تعاملات شهر فبراير نسبة 77.72% من إجمالي تعاملات السوق، بينما استحوذ المستثمرون الأجانب غير العرب علي نسبة 16.08% والعرب علي 6.20%، وذلك بعد استبعاد الصفقات. والجدير بالذكر أن صافي تعاملات الأجانب غير العرب سجلت صافي بيع قدره 229.93 مليون جنيه منذ بداية العام، بينما سجل العرب صافي بيع قدره 128.10 مليون جنيه خلال نفس الفترة، وذلك بعد استبعاد الصفقات. من جانبه يقول رئيس قسم البحوث بأحد بنوك الاستثمار المصرية محمد صديق، إن تعاملات الاجانب منذ بداية العام الجاري 2012، اثارت تساؤلا مهما وهو من المتحكم في التداولات بالبورصة المصرية: هل هم المستثمرون الأجانب أم صغار المستثمرين، الذين سرعان ما يهرولون للبيع اقتداء بتحركات الأجانب كما يتساءلون ماذا ستكون عواقب الاحتجاجات السياسية التي قد تحدث في البلاد من حين لآخر علي السوق وعلي استثماراتهم. وأضاف أن عددا كبيرا من المستثمرين الاجانب ابدوا عدم قلقهم إزاء الأحداث القائمة في مصر، واعتقادهم بانها ستكون افضل حالا وسرعان ما يعود الاستقرار،وقالوا إن اتجاهاتهم الاستثمارية ستكون إما التريث والترقب أو البيع للتكيف مع التغيرات ثم إعادة الشراء حين استقرار الأوضاع. من جانبه أكد ايهاب سعيد رئيس قسم التحليل الفني بشركة اصول للسمسرة في الاوراق المالية، أن النسبة الغالبة بالسوق من المصريين فالأجانب لا يشكلون أكثر من 16% من السوق. لكنهم "أي المصريين" ليس لديهم ثقة بأنفسهم. وأضاف أن المستثمرين المصريين عادة يعتقدون أن الأجانب علي علم بكل شيء بمصر أكثر منهم وأنهم "الأجانب" يفكرون أفضل منهم.. هذه مشكلتهم هم وليس للأجانب دخل بها.. ليس ذنبهم أن المصريين يبيعون وراءهم دائماً. وأشار ايهاب إلي أن العام الماضي شهد خروج استثمارات اجنبية بقيمة 5 مليارات جنيه، أي ما يعادل نحو 12% من اجمالي الاستثمارات التي جذبتها البورصة المصرية خلال السنوات الخمس الماضية، وهو أمر طبيعي ان يظهر الاجانب بعضا من الخوف علي استثماراتهم، اما فيما يتعلق بمبيعاتهم الاسبوعين الماضيين اعتبرها امرا طبيعيا خاصة وأن الفترة الحالية تعد فترة جيدة لاعادة تكوين محافظ مالية، وان البيع قد يحدث في بعض الاسهم القائدة بغرض جني الارباح خاصة بعد الارتفاعات القياسية التي شهدتها تلك النوعية من الاسهم خلال الفترة القليلة الماضية، لافتا الي ان المصريين باتوا ينظرون بجدية الي السوق والي الاسهم وهي مرحلة جيدة تحتاج الي إعادة بناء الثقة بين المصريين وبورصتهم من جديد.