جاءت احتفالات الصين وأندونيسيا بالذكري ال60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين لتؤكد أن هناك علاقات قوية بين البلدين خاصة علي الصعيد الاقتصادي حيث توقع الرئيس الأندونيسي سوسيلو بامبانج يودهيونو أن يصل حجم تجارة بلاده مع الصين إلي 50 مليار دولار أمريكي خلال السنوات الخمس القادمة بفضل تحسن الاداء الاقتصادي. وذكرت وكالة أنباء "شينخوا" في تقرير لها أن المتحدث باسم الرئاسة الاندونيسية دينو باتي جلال قال إن الرئيس يودهيونو أعرب عن تفاؤله تجاه تحقيق هذا الهدف خلال اجتماع له مع المسئول البارز بالحزب الشيوعي الصيني، ليو تشي، بقصر الدولة بالعاصمة الاندونيسية جاكرتا. وقال دينو إن حجم التجارة بين أندونيسيا والصين تجاوز 30 مليار دولار أمريكي، مما يظهر النشاط الهائل في مجالي التجارة والاستثمار بين البلدين "مشيرا إلي انه من المتوقع أن يشهد اقتصاد البلدين نموا ملحوظا في المستقبل، مؤكدا ان حجم التبادل التجاري" المستهدف 50 مليار دولار أمريكي يمكن تحقيقه. خاصة أن أندونيسيا والصين سجلا نموا اقتصاديا إيجابيا خلال الأزمة المالية العالمية، حيث سجلت الصين أعلي معدل نمو في العالم خلال الربع الثالث من العالم الحالي فيما احتلت أندونيسيا المرتبة الثالثة بعد الهند في الوقت الذي عانت بعض الدول الأخري من انكماش حاد. ومن جانبها قالت السفيرة الصينية لدي أندونيسيا تشانج تشي يويه: إن الصين وأندونيسيا تتمتعان بتاريخ طويل جدا من العلاقات بعد وصول البحار الامبراطوري القديم الأدميرال تشنج إلي أندونيسيا قبل حوالي ألفي عام. وقالت السفيرة إن "أندونيسيا والصين دعمت كل منهما الأخري خلال حربهما ضد الاستعمار، كما قامت الصين واندونيسيا بأدوار اساسية في المؤتمر الآسيوي الافريقي الذي عقد في باندونج باندونيسيا عام 1955". وأضافت تشانج أن اندونيسيا كانت من بين أوائل الدول التي أعترفت بجمهورية الصين الشعبية. وقد دخلت العلاقة بين البلدين افضل أوقاتها بعد تطبيع العلاقات الدبلوماسية عام 1990، وتعززت أكثر عام 2005 بعد أن أصبح البلدان شريكين استراتيجيين . ويغطي التعاون حاليا مختلف القطاعات، بما فيها التبادلات في مجالات التجارة، والدفاع، والتكنولوجيا، والفنون والثقافة، والاستثمار، والتعليم. وقالت إن "حجم التجارة الثنائية بين أندونيسيا والصين بلغ 1.18 مليار دولار عام 1990 وارتفع بشكل حاد ليصل إلي 31.5 مليار دولار عام 2008"، مضيفة ان الصين اصبحت حاليا ثاني اكبر شريك تجاري لاندونيسيا. وان الصين تعد أكبر مستورد للسلع غير النفط والغاز من أندونيسيا في النصف الأول من هذا العام. وصرح كبير المشرعين الصينيون بانج قوه، وكبير المستشارين السياسيين جيا تشينغ لين في اجتماعين منفصلين مع توفيق كيماس رئيس مجلس شوري الشعب بأندونيسيا بأن الصين تتعهد بالعمل مع أندونيسيا لدفع الشراكة الاستراتيجية الثنائية إلي الأمام. وقال إننا نشيد بالتزام أندونيسيا طويل الأجل بسياسة صين - واحدة ، معربا عن تقديره لدعم أندونيسيا للصين في القضايا المتعلقة بتايوان، والتبت، وشينجيانج . وأضاف وأن الدولتين، وكلناهما دولتان مهمتان في منطقة آسيا الباسيفيك ، تتمتعان بمصالح مشتركة واسعة، معربا عن أمله في ان يقوم الجانبان بتعزيز التبادلات البرلمانية، والتعاون من أجل إثراء محتوي العلاقات الثنائية. وقال جيا تشينجح لين رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، لتأكيد ان العلاقات الصينية الأندونيسية انتقلت إلي مرحلة جديدة من النمو السريع، والصحي، والمستقر . وأضاف جيا اننا عن استعداد للعمل مع أندونيسيا من أجل توسيع التعاون في مجالات الاقتصاد، والتجارة، والثقافة بهدف دفع شراكتنا الاستراتيجية قدما، مشيرا إلي أن ذلك سيفيد الشعبان، ويساعد في السلام والتنمية في المنطقة والعالم .