* إيهاب عطية: هدف المبادرة يتمثل في حماية ال80% غير المدخنين * محمد غمراوي: أياد خفية ضد تنفيذ تلك المبادرة * أميمة الشيخ: مشاهد التدخين في الدراما يجرمها قانون غير مفعل! كل فترة نفاجأ بإحصائيات مخيفة عن ظاهرة التدخين في مصر، حيث أثبتت الإحصائيات التي أجرتها مؤخرا وزارة الصحة والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ومكتب منظمة الصحة العالمية بالقاهرة -أن 20% من المصريين يستهلكون أحد منتجات التبغ، ويدخن من بينهم حوالي 16% السجائر، و3،3% يدخنون الشيشة، 2،6% يستهلكون التبغ غير القابل للتدخين "التبغ الممضوغ"، كذلك أفادت الإحصائيات بأن معدل انتشار الاستهلاك لأحد منتجات التبغ بين المصريين وصل إلي حوالي 23% بين الفئات العمرية المنتجة وهي 25-44 عاما، وما يقرب من 26% من الفئة العمرية 45-64 عاما، بنسبة معدل استهلاك شهري مقدارها 110 جنيهات، وبعد الزيادة التي أقرها مجلس الشعب علي أسعار السجائر بنسبة 40%، قامت وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية ومحافظة الإسكندرية بمبادرة "اسكندرية بلا تبغ" كبداية لمبادرات أخري يتم تنفيذها بين سائر المحافظات، وذلك للاستفادة من قانون منع التدخين داخل الأماكن المغلقة الصادر منذ عام 1981. "الأسبوعي" التقت المسئولين عن تلك المبادرة والمنظمين لها، للتعرف علي أهم الإجراءات المتخذة لتفعيلها وما وسائل تنفيذها وكيف تتم؟ وما الذي تحتاجه المبادرة لتكتمل؟ ومن الأيدي الخفية التي تقف في مواجهتها؟ سالي مزروع أوضح الدكتور إيهاب عطية مدير عام صحة البيئة بوزارة الصحة أنه من أهم أنشطة مكافحة التبغ الإعلان عن المدن الخالية من التبغ، وحفاظا علي صحة ال80% من المصريين غير المدخنين وأنه تم البدء باختيار مدينة الإسكندرية، وجار التنفيذ بسائر المحافظات، وأشار عطية إلي أنه منذ عام تم التنسيق مع وزارة المالية ومنظمة الصحة العالمية لاتخاذ قرار زيادة أسعار التبغ والمعسل، وأنه علي عكس ما أشيع بأن الدولة قررت زيادة الضريبة علي السجائر من أجل أن تجمع الأموال في خزينتها فقط، وعن فائدة زيادة أسعار السجائر علي المدخنين، أوضح أن كل 10% زيادة علي أسعار السجائر تقلل من نسبة المدخنين من 4 إلي 8% من المدخنين، مما يعني ابتعاد 3،5 مليون مدخن عن التدخين، مما يوفر نسبة الإنفاق علي علاجهم نتيجة الأمراض الناتجة عن التدخين، فضلا علي أنه سيتم استخدام تلك الزيادة في علاج الأمراض المزمنة الناتجة عن التدخين، وأكد عطية أن الأبحاث أثبتت أن منع التدخين في الأماكن المغلقة يحدث معه رواج اقتصادي أكبر، حيث يفضل حينها غير المدخنين النزول إلي المطاعم، وأماكن الترفيه لضمانهم منع التدخين وهم النسبة الأكبر 80% مقابل 20% فقط من المدخنين، وأشار عطية إلي أن الخطوات المتبعة للإعلان عن مدينة خالية من التبغ تتمثل في منع التدخين في الأماكن المغلقة، مثل المنشآت الصحية والتعليمية ودواوين الحكومة، والمواصلات العامة والمطاعم والكافيهات والمولات، وأكد أنه سيتم تغريم المدخن من 50:100 جنيه وتغريم إدارة المكان المغلق ما بين 1000و2000 جنيه من خلال الضبطية القضائية، بعد انتهاء فترة السماح في 10 سبتمبر القادم بمدينة الإسكندرية، وأضاف أن من سيتولي تنفيذ الضبطية القضائية أشخاص من وزارة الصحة، لكنهم في انتظار موافقة وزارة العدل أولا، وصرح بأن المدينة التالية هي الأقصر حيث إن محافظها يعلنها كمدينة خضراء، ومن بعدها محافظة بورسعيد. رد فعل أشارت نسرين عبداللطيف المستشارة الإعلامية لمبادرة التحرر من التبغ بمنظمة الصحة العالمية إلي أن قانون منع التدخين في الأماكن المغلقة موجود بالفعل منذ عام ،1981 وتم تعديله في عامي 94 و2002 وأخيرا في عام ،2007 ولكنه لم يكن مفعلا أضافت أن دور منظمة الصحة العالمية في مبادرة "اسكندرية بلا تبغ" من خلال المساعدة في تقديم الخدمات التقنية والإعلامية، وتدريب رجال الشرطة علي نصوص القانون حتي يتمكنوا من تنفيذ الضبطية القضائية، وأضاف الدكتور مصطفي لطفي مسئول مكافحة التدخين بالمكتب الممثل لمنظمة الصحة بمصر أن تلك المبادرة جاءت نتيجة جهود كبيرة من وزير الصحة ومحافظ الإسكندرية بجانب مكتب مكافحة التدخين بالوزارة بالإضافة إلي العديد من الشركاء الدوليين، وأشار إلي أن وزير الصحة تبني فكرة المبادرة منذ عام ،2009 وتم تنفيذ خطة العمل وأعلنت في يونيو الماضي بمدينة الإسكندرية بلا تبغ، أوضح لطفي سبب اختيار مدينة الإسكندرية كبداية لتلك المبادرة، لعدة أسباب منها وجود المحافظ عادل لبيب صاحب التجربة المميزة فضلا عن وجود منظمات مدنية بالإسكندرية مهتمة بالتنمية ومكافحة التدخين، بالإضافة إلي أن مدينة الإسكندرية معروفة عالميا ووجود مكتبة