ليس من العدالة والموضوعية أن يظهر الإعلام، خاصة الأجنبي، أن اليمن "أفغانستان الخليج".. بهذه الكلمات دافع وزير السياحة اليمني نبيل حسن الفقيه بحماس شاب "متسلح" بأعلي الشهادات في التسويق والادارة من جامعات أوروبا عن أهمية قطاع السياحة الفترة القادمة في الاسهام في دعم ميزان المدفوعات، والتنمية المستدامة، والحفاظ علي التراث الوطني، ومد جسور الحوار بين مختلف الشعوب والحضارات لتسهم السياحة بدورها في ابراز الصورة الحضارية لليمن. وأوضح الفقيه أنه من خلال الاتجاه إلي الترويج لليمن في أسواق غير تقليدية، مثل الاسواق الآسيوية والمشاركة في عدد من المعارض والبورصات الدولية سوف ينجح في جعل اليمن مقصدا سياحيا علي خارطة السياحة الدولية وعلي الصعيد نفسه يجري تحديث المنتج السياحي، وتحسين جودة المنشآت والخدمات حتي تتلاءم مع متطلبات الاسواق المستهدفة. الوضع الأمني المداخيل السياحية التي بلغت العام الماضي نحو مليار ريال يمني، بعدد سياح بلغ نحو 900 ألف سائح مرشحة للزيادة في المواسم القادمة بشرط التحسن في الجوانب الأمنية التي للأسف تشهد انتكاسات بين الحين والآخر كان آخرها استهداف موكب السفير البريطاني تورولوت في صنعاء من طرف الانتحاري عثمان الصلوي الذي فجر نفسه. ورغم الإعلان عن إقامة 49 مشروعا سياحيا في شتي أرجاء اليمن يبدأ الترويج لها خلال العام الجاري، ومن شأنها ادماج عدد كبير من الشباب في سوق العمل السياحي، فإن اليمن تحتاج إلي المزيد من العمل التوعوي داخليا، من أجل المزيد من انخراط المجتمع بكل فئاته في عملية مكافحة الارهاب، والقضاء علي الخلايا المرتبطة بالقاعدة، وهذه قناعة أيضا موجودة بقوة لدي وزير الإعلام د.حسن اللوزي وحكومته والذي يؤكد أنهم يقومون من أجل ذلك بالعديد من الندوات والبرامج في الاذاعة والتلفزيون لتوعية الناس بهذا الهدف الاستراتيجي. خليجي 20 ولعل أهم حدث، له عائد سياحي كبير في الفترة القادمة، هو "خليجي 20" وهي دورة كأس الخليج العربي العشرون التي ستقام في ديسمبر ،2010 وهي الشغل الشاغل لكل الوزراء والمسئولين الذين قابلتهم خلال زيارتي إلي اليمن ابتداء من نائب رئيس الوزراء د.رشاد العليمي، مرورا بوزير السياحة نبيل الفقيه، ووزير الاعلام حسن اللوزي وصولا إلي محافظ عدن عدنان الجفري الذي تحتضن محافظته فاعليات هذه الدورة الرياضية. ولابد من الاعتراف بأن الصورة النمطية التي تصدر عن اليمن في وسائل الإعلام العالمية مردها سنوات سابقة شهدت خلالها عودة ما يسمي بالمجاهدين العرب من أفغانستان بعد الغزو الأمريكي، وانقلاب الأمريكيين حليف الأمس علي "المجاهدين" من كل الجنسيات الذين كانوا يحاربون الشيوعية في أفغانستان بالوكالة عن الولاياتالمتحدة، وقد عاد هؤلاء ليلجأوا إلي اليمن والصومال ومراكز أخري في افريقيا مستخدمين في ذلك صعوبة التضاريس اليمنية ووعورة الجبال، وتعاطف اليمنيين "الطيبين" الذين خدعوا بشعارات وطنية عروبية وإسلامية. مكافحة الإرهاب وضعت الحكومة اليمنية استراتيجية لمكافحة الارهاب مبكرا، ونادت ببلورة استراتيجية عربية ودولية من أجل ذلك، غير أنه باستثناء الدول التي عانت الارهاب مثل مصر والجزائر لم تستجب بقية الدول للنداء التحذيري، حتي أمريكا لم تنتبه إلي هذا الخطر إلا بعد 11 سبتمبر.. هكذا يوضح وزير الخارجية أبوبكر القربي خلفية ظاهرة الارهاب في اليمن وانتشارها، لكنه ينفي اتساعها بل يري أنها آيلة للانحسار، لأن تنظيم القاعدة استغل قضايا عاطفية لدي الناس مثل الصراع العربي الاسرائيلي وما يحدث من ظلم أمريكي ودولي علي الفلسطينيين والعراقيين، غير أن الناس اكتشفوا مع الوقت أنه لم يقدم حلا.. وعن كيفية مواجهة هذه الخلايا الارهابية يؤكد "القربي" أن محاربة التطرف والأصولية تتم بالتعليم والقضاء علي الفقر والبطالة بمشروعات التنمية.. فالشباب الضائع بدون عمل ولا أمل قنابل موقوتة، طيعة في أيدي من يستغلهم.. ويعترف المسئول اليمني بأن تلك القضايا الاقتصادية والاجتماعية تم اهمالها طويلا ولابد أن تكون ضمن أولويات "حزمة الحلول" في التعامل مع التطرف جنبا إلي جنب مع اليقظة الأمنية.