بدأت مجموعة تومسون رويترز أعمالها بوصفها واحدة من أكبر شركات المعلومات في العالم، حيث تشكلت باندماج مؤسسة تومسون مع مجموعة رويترز. ويأتي هذا الاطلاق لمجموعة تومسون رويترز وسط توترات تشهدها الأسواق العالمية وآمال للمجموعة في التمكن من تجاوز تباطؤ القطاع المالي عن طريق تنوع في المنتجات التي تشمل الخدمات المالية والقانونية والصحية. وانخفض سهم المجموعة الجديدة في أول تداول لها في البورصة اليوم في ظل مخاوف من تراجع القطاع المالي. وتراجع سهم الشركة بنسبة 4% في تورونتو ونيويورك، بينما قالت الشركة انها تعتزم إعادة شراء ما قيمته خمسمائة مليون دولار "313.91 مليون يورو" من أسهمها هذا العام. وهبط السهم في لندن أيضا وتم تداوله بسعر أقل بنسبة 13% عن الأسهم المدرجة في أمريكا الشمالية. وقال محللون إنهم يتوقعون تداول سهم تومسون رويترز المدرج في لندن بأقل بنسبة 15% عن سعره في تورونتو مع تغير طبيعة الملاك الجدد لأسهم الشركة، وانتهاء المضاربات علي ارتفاع سهم رويترز إلي مستوي عرض قدمته تومسون. ويتولي رئاسة الشركة الجديدة توم جلوسر الرئيس التنفيذي السابق لرويترز، وتقدم المجموعة خدمات الأنباء والمعلومات الالكترونية لمديري الصناديق الاستثمارية والمحللين، كما تقدم قواعد بيانات وخدمات أخري في مجال المعلومات للمحامين والمحاسبين والعلماء وصناعة الرعاية الصحية. ويمكن الاندماج تومسون من توسيع أعمالها في مجال البيانات المالية من قاعدتها الأساسية في أمريكا الشمالية، إذ تضيف نقاط قوة رويترز في خدمة المتعاملين إلي أنشطة تومسون مع مديري الاستثمارات. وتقدر الإيرادات السنوية للشركة الجديدة التي سيكون مقرها نيويورك بنحو 12.5 مليار دولار، ويبلغ عدد العاملين فيها نحو خمسين ألف موظف، ولديها ما يزيد علي أربعين ألف عميل في 155 دولة. ولجلوسر وهو محامي اندماجات واستحواذات سابق تصور عن شركة توفر خدمات المعلومات التي يكون لدي الناس استعداد لدفع ثمن لها. واعتبر جلوسر أن الأمر لا يتعلق فقط بأنه بدلا من أن يركز ما يزيد علي 90% من نشاط رويترز علي القطاع المالي، يفضل وجود حافظة استثمارات متنوعة ومتوازنة بحيث تعمل جميع هذه الوحدات معاً. وتعود بدايات عمل تومسون في مجال النشر إلي عام 1934 عندما اشتري روي تومسون أحد سكان تورونتو شركة تيمينز برس في أونتاريو الشمالية، وكان تومسون معروف بتجميعه لأنواع أنشطة غريبة تضمنت في وقت ما عمليات تصنيع بسكويت البوظة. وبدأت أسرة تومسون منذ ذلك الحين العمل في مجالات إصدار الكتب والصحف وكانت تملك صحيفة تايمز التي تصدر في لندن، وأدارت الأسرة أيضا محطات تليفزيون وشركات سياحة وتنقيب عن النفط. وقد باعت تومسون التايمز عام 1981 وركزت علي نشر المعلومات عندما باعت مصالحها النفطية في بحر الشمال عام ،1989 وشركة السياحة عام ،1998 وباعت وحدتها العاملة في مجال التعليم مقابل 7.75 مليار دولار عام 2007. وأما رويترز فقد بدأت عملها عام 1851 عندما كان بول جوليوس رويترز الألماني المولد ينقل أسعار الأسهم في البورصة بين لندن وباريس بواسطة كابل بين كاليه ودوفر، واستخدم قبل ذلك الحمام الزاجل لنقل أسعار الأسهم بين آخن في ألمانيا وبروكسل في بلجيكا. وشكلت هذه الخدمات بداية خدمة رويترز الاخبارية التي تضم حاليا 2400 صحفي، وأضحت أساسا لامبراطورية نقل البيانات المالية بإيرادات سنوية تبلغ خمسة مليارات دولار. وقال ديفيد اندرسون من شركة أتراديا الاستشارية إن الشركة المدمجة التي تبلغ مبيعاتها السنوية 4.7 مليار دولار تتنافس مع شركة بلومبرج علي العملاء من القطاع المالي، وتسيطر كل من بلومبرج وتومسون رويترز علي نحو ثلث السوق العالمية للبيانات المالية. وينافس في هذا المجال أيضا داو جونز آند كو التابعة لنيوز كورب التي يملكها روبرت موردوخ وشركة ريد السيفير. وتوقع أندرسون اضرار أزمة الائتمان والتباطؤ الاقتصادي المحتمل وانهيار بنوك كبري مثل بير سترن بموردي البيانات المالية وتسريح أعداد كبيرة من السماسرة والمتعاملين والتجار والمصرفيين.