التمتمة بالشهادتين.. واستحضار بعض النكات السياسية والاقتصادية كانت بعض ردود افعال وفد رؤساء واعضاء جمعيات المستثمرين ومعهم اعضاء اللجنة المكلفة من امانة السياسات بالحزب الوطني لمتابعة تنمية صعيد مصر خلال رحلتها الأولي علي متن طائرة شركة الخدمات الجوية البترولية الاسبوع الماضي التي ما أن حلقت باتجاه محافظة أسوان.. حتي أسلمت الجميع لنوبة من الذعر نتيجة لانطلاق "كركبة" من باطن الطائرة قيل إن مصدرها خروج الوسادة الهوائية التي تؤهلها للهبوط علي سطح الماء في الأحوال الاضطرارية لسبب غير معلوم وهو ما تسبب في تأخر وصول الطائرة عن موعدها المحدد لنصف ساعة كاملة!! إنبري أعضاء جمعيات المستثمرين كل يحكي مأساة مختلفة وذكريات أليمة علي احدي طائرات هذه الشركة كان أشهرها رحلة للصعيد علي متنها جمال مبارك وعدد من الوزراء اضطرت معها للعودة مرة أخري للمطار لإصلاح العطب. غياب ثلاثة محافظين كان مقرراً مرافقتهم للوفد "أسيوط - قنا - المنيا" فسره البعض بأنه مؤامرة للتخلص من الصداع الذي يسببه المستثمرون وطلباتهم المزعجة من الحكومة التي لا تنتهي.. وبمجرد هبوط الطائرة أرض مطار أسوان كدنا جميعا ان نسجد لله حمدا غير عابئين بلهيب لفح وجوهنا جميعا.. فدرجة الحرارة تخطت الأربعين. *** تكتظ قاعة احدي فنادق المحافظة التي اختفي من شوارعها أي أثر للسياحة الأجنبية بالعديد من أصحاب الشركات والمستثمرين يتصببون عرقا فيما لم تفلح أجهزة التكييف من تهدئة حرارة الجو الذي تحول إلي مشادات بين المستثمرين الأسوانيين بعضهم البعض وبين المحافظ اللواء أركان حرب سمير يوسف الذي إنتزع بالقوة الميكروفون من أحد المستثمرين المتخصصين في صناعة الجرانيت.. واستخراجه.. مرورا بحالة القلق التي اكتست قسمات البعض منهم خوفاً من ان تسحب "سجادة" الاستثمارات القادمة من القاهرة وما حولها من مدن.. من بين أيدي أبناء المحافظة. دراسة واستكشاف لم يجد فريد خميس رئيس الاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين ومجموعة العمل الخاصة بتنمية الصعيد بداً من أن يشدد علي سبب الزيارة.. التي تبدأ بالدراسة واستكشاف فرص التنمية المتاحة بأسوان والترويج لها داخل وخارج مصر.. ومن "الآخر" يقول لهم.. عندكم إيه.. عايزين نعرف ما هي البضاعة التي تبيعونها. يلتقط اللواء سمير يوسف طرف الحوار.. ليعرض خطة طموحاً من الاستثمارات تتجاوز قيمتها الفعلية عشرات المليارات في مشروعات متاحة بجميع المجالات.. لا تفي بها ميزانية حكومية هزيلة قيمتها 50 مليون جنيه وحينما سألته "الاسبوعي" وهل تفي هذه الميزانية؟! اكتفي بابتسامة ساخرة! امنيات المحافظ تحتاج لتحقيقها مصباح علاء الدين.. ومنها علي سبيل المثال مد خط السكك الحديدية حتي أبو سمبل.. تحويل ميناء برنيس علي البحر الاحمر للاستخدام المدني الذي يمكن من خلاله انطلاق منتجات المحافظة المحجرية والزراعية والتعدينية لآفاق عالمية.. مفاوضات يجريها مع احدي الشركات لتسيير خطوط نقل حول بحيرة السد العالي. *** تتوالي مفاجآت أسوان التي يبوح بأسرارها محافظها سمير سويف مكتفيا من شرح طويل عريض بأن يؤكد أن أبوابه مفتوحة للجميع فيما يتمتم الجالس ورائي من المستثمرين قائلا.. الحصول علي ورقة أو مكاتبة رسمية من المحافظ يستغرق عدة أسابيع!! اصدقه فيما يقول.. ولم لا والمحافظ معترف أنه "عمل اللي عليه" والباقي علي الهيئات الاخري مثل التنمية الزراعية والاستثمار والتنمية الصناعية التي "تسلخ" المستثمرين. وفي مجال الزراعة قام المحافظ بطرح 250 الف فدان للاستثمار علي بحيرة ناصر ورغم تخصيصها ل 22 مستثمراً.. وموافقة وزارة الري علي تخصيص مقننات الري.. إلا أن هيئة التنمية الزراعية لم تحدد حتي الآن كيفية التعامل المالي مع المستثمرين.. وهل سيتم ذلك بنظام حق الانتفاع ام بإجراء مزادات للاستغلال بأعلي سعر.. وما بينهم جميعا يتوه المستثمر دون أن يجد بوصلة ترشده.