زاد الاقبال علي اجراء عمليات التجميل في العالم العربي خلال العام الماضي من 380 الفا الي 650 الف عملية تجميل سنويا فحسن المظهر والجمال اصبح من متطلبات العصر الحديث كما تروج له جميع الفضائيات، وبعد ان كان الاتجاه الي دول أوروبا وأمريكا لاجراء مثل هذه الجراحات التجميلية اصبحت مصر من أهم عواصم الجمال العربية التي يفد اليها عدد كبير من دول الخليج والدول العربية المجاورة. وقد ارتفعت نسبة الرجال الذين ينافسون السيدات في سباق عمليات التجميل الي 30%، وفي احصائية قام بها طلبة علم الاجتماع في جامعة بيروت وجد أن 61% من الرجال يتذرعون بحجج كثيرة لاخفاء اعمارهم الحقيقية بينما يعتبر 22% أن عمرهم الحقيقي شأن خاص لا يودون الحديث عنه، ومن أكثر الجراحات اقبالا لدي الرجال هي زراعة الشعر، فالاصابة بالصلع وفقدان كثافة الشعر قد تكون مشكلة حقيقية بالنسبة للبعض، وتعود اسباب الصلع في الرجال الي عوامل وراثية بنسبة 90% وفي النساء 80% لعامل الوراثة مع التقدم في العمر، وتوضح دراسة حديثة أجريت في جامعة بورتسموث في بريطانيا ان ثلث الرجال والنساء الذين يعانون من تساقط الشعر في مقتبل العمر يرجع ذلك الي نقص البروتين وسوء التغذية بشكل عام، كما وجدت ان 65% من النساء اللاتي لا يعانين من صلع وراثي ويفقدن شعرهن كن يعانين من نقص الحديد في الدم بشكل كبير، والعلاج بتعويض الحديد والبروتين لمدة 6 أشهر نجح في وقف تساقط الشعر في 39% من الحالات، أما في مصر فهناك تخوف من زيادة هذه الظاهرة وأن نتحول الي أمة من "الصلع" بعد ارتفاع اسعار البروتينات والفواكه والخضراوات وجميع المواد الغذائية وقد استخدم الفراعنة في عهد الملكة كليوباترا خليطا من فأر مشوي مع مسحوق سن الحصان ودهن الدب ومسحوق عظام الغزلان لعلاج الصلع كما تقول البرديات القديمة، وفي العصر الحديث وبالرغم من السيل الجارف من اعلانات الأدوية والأعشاب التي تدعي علاج الصلع وزيادة كثافة الشعر لم تجز هيئة الدواء الأمريكية الا ثلاثة أدوية فقط من بين 250 الف منتج قدم اليها، وتعتبر عمليات زراعة الشعر أو ارتداء الباروكات الحديثة هي الحل الوحيد لمن يعاني من تلك المشكلة وتشكل بالنسبة له احراجا. شبكات الشعر وائل مكاوي المتخصص في تراكيب الشعر المستعار باحد مراكز التجميل يقول: إن الحل المثالي للتغلب علي مشكلة الصلع وقلة كثافة الشعر لدي الرجال والنساء يكون باستخدام خصلات شعر طبيعية بعد زراعتها في شبكة رقيقة شفافة يتم تفصيلها حسب المساحة الخالية من الشعر في رأس العميل والتي تتركز في الغالب في منطقة مقدمة الرأس لدي الرجال ومنتصف الرأس لدي السيدات، ثم يتم لصقها بمادة خاصة في فروة الرأس، وهي تحتوي علي خصلات شعر طبيعية 100% يتم استيرادها من الهند ودول شرق آسيا الذين لديهم أجود أنواع الشعر في العالم ولها نفس ملمس ولون شعر العميل، ويمكن ان يصل طول الشعرة الي 65 سم للسيدات، كما يمكن صباغتها وممارسة السباحة اثناء ارتدائها وغسلها ويفضل استخدام الشامبوهات الخاصة بالاطفال التي لا تحتوي علي نسبة عالية من الكيماويات التي قد تؤذي الشعر، ويتم فك وإعادة تثبيت شبكة الشعر كل 25 أو 30 يوما لدي المختص الذي يقوم بقص وتهذيب الشعر المتبقي. ويؤكد وائل مكاوي أن استخدام شبكة الشعر أقل في التكلفة من الناحية الاقتصادية من عمليات زراعة الشعر حيث تتراوح بين 2000 4000 جنيه ولا تتعدي 5000 جنيه بالنسبة للسيدات اللاتي فقدن كمية كبيرة من شعرهن، كما ان المادة المستخدمة في لصق الشعر غير ضارة وكانت تستخدم في الماضي في عمليات التجميل وشد الوجه قبل تقدم جراحات التجميل واستخدامها بشكل واسع. كوارث في "الصناعي" الدكتور أحمد عادل نور الدين استاذ جراحة التجميل بطب القاهرة، السكرتير العام للجمعية المصرية لجراحي التجميل، وزميل الجمعية الدولية لزراعة الشعر يوضح ان هناك نوعين لزراعة الشعر: شعر صناعي مكون من ألياف صناعية مشابهة للشعر الطبيعي يتم استيرادها من الخارج وهو كارثة حقيقية حيث يتعامل معه الجسم باعتباره جسما غريبا ويحدث تفاعلات مرضية تؤدي الي حدوث التهابات متكررة وحكة بفروة الرأس قد تصل الي درجة تكون التهاب "خراج" بالرأس، كما ان الشعر الصناعي لا يتحمل الاستخدام اليومي للشخص أو استخدام المشط والفرشاة حيث يتساقط جزء كبير منه بنسبة 20% سنويا، وفي الغالب تنكسر الشعرة وتظل العقدة التي تم غرسها بداخل فروة الرأس مسببة كوارث صحية، وتبلغ تكلفة زراعة الشعر الصناعي من 6 7 جنيهات للشعرة الواحدة أي ما يعادل 8000 15 الف جنيه في الجلسة الواحدة فهي مكلفة جدا، وقد تم منع زراعة الشعر الصناعي نهائيا في أمريكا والسجن جزاء من يستخدمه هناك، وبالرغم من ذلك لا يزال عدد من الاطباء ومراكز التجميل في مصر تستخدم تلك الطريقة في الزراعة بل وتقوم بنشر الدعاية الخاصة بها في جميع الصحف والمجلات بالرغم من تزايد عدد البلاغات والمحاضر في أقسام الشرطة المقدمة ضدهم من ضحاياهم. الزراعة الطبيعية ويري نور الدين أن الطريقة المثالية للزراعة هي باستخدام شعر طبيعي يؤخذ من المنطقة الخلفية لفروة الرأس لزرعه في مقدمة الرأس لنفس الشخص ولا تحتاج عملية الزراعة الي دخول غرفة عمليات بل تتم في غرفة مجهزة بالعيادة حيث يسترخي المريض تحت تأثير بنج موضعي لمدة من 4 5 ساعات يمكنه فيها متابعة الدش اثناء اجراء الجراحة، كما يسمح له بفترة استراحة اذا اراد، ولا يستخدم الليزر في الزراعة الا في حالات محددة، ويحتاج الشعر الطبيعي لفترة من 4 الي 6 شهور حتي ينمو ونحصل علي نتيجة نهائية، ومن الممكن إعادة الزراعة مرة أخري حتي نصل الي كثافة الشعر المطلوبة، وايضا يمكن علاج مشكلات الجبهة العريضة لدي بعض السيدات بزرع كمية من الشعر الطبيعي لتقليل مساحة الجبهة، ولا يتساقط الشعر المزروع للمريض بالصلع الوراثي كما حدث له في السابق، فالشعر في المنطقة الخلفية للرأس لا يحتوي علي الشفرة الوراثية المسببة لتساقط الشعر، والمشكلة في زراعة الشعر الطبيعي أنها تحتاج الي خبرة كبيرة وتدريب من الطبيب لصعوبتها، وتصل نسبة نجاح عملية الزراعة في أمريكا الي 95% وفي مصر الي 90% فمن بين كل 100 شعرة تتم زراعتها تنمو 90 شعرة وهي نسبة ممتازة وقد رفض الدكتور نور الدين الافصاح عن تكلفة زراعة الشعر الطبيعي "ربما درءا للحسد" وقدرها بحسب عدد الجلسات اللازمة، وإن كان أكد علي أنها اقل من تكلفة الشعر الصناعي. الباروكة والفنانون أما عن استخدام الباروكات فهذا لا يناسب جميع الاشخاص فهي تحتاج الي صيانة مستمرة ومتابعة لدي المختص لازالتها وإعادة لصقها، ومشكلتها أنه ليس جميع الافراد قادرين علي تحمل وجود جسم غريب فوق رؤوسهم، فهي مناسبة أكثر للفنانين الذين لديهم ماكيير خاص يقوم بفكها وإجراء حمامات بخار وتنظيف فروة الرأس باستمرار، فبالرغم من وجود شبكة الا ان وجود المادة اللاصقة يمنع وصول الماء الي فروة الرأس وهو من شروط الوضوء مثل طلاء الاظافر الذي يمنع وصول الماء اليها.