اختتم وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية بمجموعة العشرين اجتماعهم الثامن في ملبورن باستراليا اول امس معربين عن تفاؤلهم إزاء مستقبل الاقتصاد العالمي. وبحث المشاركون في الاجتماع الذي استمر يومين، تحت عنوان "استدامة البناء والازدهار"، الاوضاع الاقتصادية العالمية، وامن الطاقة، والتغير الديموغرافي، وتغير المناخ، واصلاحات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. وقال الوزراء والمحافظون في بيان صدر في ختام الاجتماع "ان المستقبل ايجابي. ومن المتوقع ان يشهد النمو الاقتصادي العالمي تباطؤا طفيفا من الخطي السريعة التي شهدها في السنوات القليلة الماضية". ولكن الاقتصاد العالمي يواجه ايضا تحديات مثل ارتفاع اسعار الطاقة والفلزات وزيادة ضغط التضخم وزيادة الحمائية في التجارة والاستثمار وتأثير النمو البطيء للاقتصاد الامريكي علي النمو العالمي. واكدوا "ان مواجهة هذه التحديات يتطلب سياسات محلية فعالة يدعمها تعاون فعال من السياسات الدولية ومؤسسات دولية قوية ومختصة". اما القضية الرئيسية الاخري التي تم بحثها في الاجتماع فهي امن الطاقة التي قال بشأنها الحضور ان الطلب العالمي علي سلع الطاقة والفلزات من المتوقع ان يزيد بصورة ملحوظة خلال العقود القادمة ويحركه اقتصاد عالمي قوي وارتفاع في الدخول والاتجاه الحالي نحو التصنيع والحضرنة في الكثير من الاقتصاديات. وقالوا في البيان: لقد اتفقنا علي ان تعزيز التجارة العالمية بتدعيم الاسواق وضمان الاستدامة بتعزيز الاستثمارات وتشجيع الكفاءة هو افضل سبيل لتوفير امن دائم للموارد". ودعوا الي استكشاف طاقات اخري مثل الغاز والتشجيع علي تطوير مبادئ واضحة ترشد التجارة والاستثمار للصناعات النشطة. واضافوا: اننا نعترف بالحاجة الي حوار مستمر ومعزز بين المنتجين والمستهلكين. وحول التغير الديموغرافي، اعترفوا باهمية التفكير المبكر في وضع سياسات لتسهيل التعديلات الحتمية التي ستكون هناك حاجة الي القيام بها. وقالوا: إننا سنركز هذا العام علي التداعيات علي اسواق المال وكذا اوجه تحرك العمالة. عقد الاجتماع وسط اجراءات امنية مشددة بسبب مظاهرات الاحتجاج الشديدة التي شارك فيها ما يتراوح بين الفين وثلاثة الاف متظاهر من تحالف من الجماعات اليسارية، والنشطاء المناهضين للحروب، وعلماءالبيئة، والمنظمات الدينية. وتضاعفت اعداد الشرطة عند الحواجز المحيطة بمكان الاجتماع اليوم عقب اصابة عدد من ضباط الشرطة وتم نقل احدهم الي المستشفي ويشتبه في اصابته بكسر في الرسغ عقب وقوع اشتباكات مع المتظاهرين امس. ولكن وزير الخزانة الاسترالي بيتر كوستيلو، الذي استضاف الاجتماع، قال ان الاجتماع كان ناجحا. وصرح كوستيلو في مؤتمر صحفي اليوم " ان هذه المناقشات جرت وفقا لافضل تقاليد مجموعة العشرين في ظل حوار مفتوح وصريح حيث عملت الدول علي التوصل الي حلول تعاونية وعملية للمشكلات الاقتصادية الدولية الكبري". وسترأس جنوب افريقيا الاجتماع العام القادم بالقرب من كيبتاون. تعد مجموعة العشرين منتدي غير رسمي اجتمع اول مرة في ديسمبر من عام 1999 عقب الأزمة المالية الاسيوية. ويمثل اعضاء المجموعة حوالي 85% من اجمالي الناتج المحلي العالمي و 80% من التجارة العالمية وثلثي سكان العالم.