يحتضن استاد "اليانز ارينا" في ميونيخ اليوم قمة ساخنة بين المنتخبين الفرنسي والبرتغالي في ختام الدور نصف النهائي لنهائيات كأس العالم لكرة القدم. وهي المرة الثانية التي يبلغ فيها المنتخب البرتغالي هذه المرحلة بعد الاولي عام 1966 في انجلترا عندما خسر امام اصحاب الارض 1-2 قبل ان يحل ثالثا بتغلبه علي الاتحاد السوفياتي بالنتيجة ذاتها فيما تبلغه فرنسا للمرة الخامسة. ويدخل المنتخبان المباراة بمعنويات عالية بعد ازاحة كل منهما لمنتخبين عريقين كانا مرشحين بقوة لاحراز اللقب فالبرتغال تغلبت علي انجلترا 3-1 بركلات الترجيح. فيما افقدت فرنسا البرازيل لقبها بتغلبها عليها 1- صفر في واحدة من افضل مبارياتها في البطولة. واصبح مدرب البرتغال البرازيلي لويز فيليبي سكولاري علي بعد خطوتين من دخول التاريخ من اوسع ابوابه ليصبح اول مدرب يحرز لقبين عالميين متتاليين مع منتخبين مختلفين بعد قيادته منتخب بلاده الي لقبه الخامس في تاريخه علما بانه خاض حتي الان 12 مباراة متتالية في النهائيات دون اي خسارة حقق خلالها 11 فوزا متتاليا قبل ان يتعادل مع انجلترا في دور ربع النهائي ويتغلب عليها بركلات الترجيح. اما المنتخب الفرنسي فكشر عن انيابه في الدورين الثاني وربع النهائي بعد معاناة كبيرة في الدور الاول فكانت البداية باسبانيا 3-1 في الدور الثاني وجاء دور البرازيل 1-صفر في دور الثمانية. وكان فوز فرنسا علي البرازيل بالطريقة والاداء والنتيجة والاكيد انها اذا لعبت بالمستوي ذاته ضد البرتغال ستبلغ المباراة النهائية للمرة الثانية في تاريخها وقد تحرز اللقب لتمحو خيبة الامل الت منيت بها في المونديال الاخير عندما ودعت البطولة من الدور الاول. وفرض صانع الالعاب المتألق زين الدين زيدان نفسه نجما في صفوف منتخب بلاده في المباراتين الاخيرتين ودحض انتقادات المتتبعين له بعد مستواه المتواضع في الدور الاول ومطالبته لها بالاستعجال بالاعتزال واكد للعالم بأسره انه لم ينته بعد وان كان قد اعلن سابقا انه سيعتزل بعد النهائيات فان ذلك لن يتم قبل المباراة النهائية. وتحسن اداء الفرنسيين من مباراة الي اخري وبدا الانسجام كبيرا بين لاعبيه خصوصا خط الوسط بين العملاقين كلود ماكيليلي وباتريك فييرا اللذين أبليا البلاء الحسن منذ بدء المونديال ولعب دور المسجل والمرر الحاسم في اكثر من مباراة بالاضافة الي خط دفاع قوي يقوده المخضرم نجم يوفنتوس الايطالي ليليان تورام ومدافع تشلسي الانجليزي وليام لاس الي جانب هداف ارسنال الانجليزي تييري هنري صاحب هدف الفوز في مرمي ابطال العالم. وتضم مقاعد احتياط المنتخب الفرنسي لاعبين لا يقلون شأنا عن الاساسيين في مقدمتهم الهدافان دافيد تريزيجه ولويس ساها والجناح سيلفان ويلتورد. ويحمل زيدان ذكريات رائعة في مواجهته للبرتغال وهو يتذكر جيدا مواجهة المنتخبين في الدور النصف النهائي لبطولة امم اوروبا عام 2000 عندما سجل هدف الفوز من ركلة جزاء في الوقت الاضافي وكان هدفا ذهبيا بحسب نظام البطولة في ذلك الوقت وبالتالي فان مواجهتهما غدا تعتبر اعادة لمباراة نصف النهائي قبل 6 اعوام عندما فازت فرنسا واحرزت اللقب بعد ذلك بتغلبها علي ايطاليا في المباراة النهائية. عموما يقف التاريخ الي جانب فرنسا في المواجهات بين المنتخبين فهما التقيا 21 مرة فكان الفوز حليف فرنسا 15 مرة مقابل 5 هزائم وتعادلا مرة واحدة. وبرغم ذلك فان مدرب فرنسا ريمون دومينيك اكد انه لا يعترف بالاحصائيات وقال صحيح اننا تغلبنا علي البرتغال مرت عدة سابقا لكن لا وجود للاحصائيات في قاموسي وهي للتاريخ ونحن الان عام 2006 والحقيقة ستتضح مساء اليوم. لكن دومينيك ابدي تخوفه من حصول زيدان علي بطاقة صفراء تحرمه من خوض المباراة النهائية والامر كذلك بالنسبة الي فرانك ريبيري وباتريك فييرا وويلي سانيول ولويس ساها وليليان تورام. واضاف المنتخب البرتغالي جيد واثبت للجميع انه قادر علي فرض اسلوب لعبه علي اي منتخب يواجهه مشيرا الي انه لا يعرف سكولاري جيدا لكنه علي ما اعتقد قاد البرازيل الي احراز.كأس العالم قبل 4 اعوام اليس كذلك؟ ويسعي سكولاري الي قيادة البرتغال الي انجاز تاريخي يتمثل في بلوغها المباراة النهائية وتحقيق ما فشل فيه الجيل الذهبي بقيادة اوزيبيو لعام 1966 عندما خرج من الدور الاربعة قبل ان يحل ثالثا. وقال سكولاري سنحت امامنا فرصة لدخول التاريخ عام 2004 لكننا لم نستغلها جيدا والان امامنا فرصة ثانية لتحقيق ذلك في نهائيات كأس العالم. وتابع الاجواء داخل المنتخب رائعة انه منتخب برتغالي جديد وبروح جديدة انها روح قتالية وذلك ما كان ينقص المنتخب البرتغالي في السابق. وتحسن اداء المنتخب البرتغالي كثيرا من مباراة الي اخري فبعد معاناته في المباراة الولي ضد انجولا 1-صفر تغلب علي ايران 2-صفر والمسكيك 2-1 ثم اخرج هولندا من الدور الثاني 1-صفر قبل ان يطيح بالانجليز في ربع النهائي.