تحت عنوان المرأة العربية بين الممنوع والمسموح نظم مركز الدراسات الشرقية بجامعة القاهرة بالتعاون مع جمعية خريجي اقسام اللغات الشرقية مؤتمرا عن المرأة في الحضارات والاداب الشرقية علي مدار يومين ناقش خلاله اسهامات النساء في الانتاج الثقافي والابداعي في المجتمع الاسلامي الشرقي واهم المعوقات التي ادت الي تقليص مشاركة المرأة الابداعي بشكل عام وهل هذه المعوقات خاصة بالنساء ام تمس ذراعي المجتمع علي السواء المرأة والرجل. وكشف العديد من الحضور من خلال البحوث التي تمت مناقشتها في المؤتمر انه لاف رق بين معوقات الابداع في المجتمعات العربية بالنسبة للمراة والرجل والتي من اهمها حجب النشر وتعارض بعض الافكار الابداعية مع التيارات السائدة في المجتمع التي تحكم المناخ الثقافي وعلي رأسها التيار الديني والخوف من الانفتاح علي المجتمعات الاخري مما نتج عنه ما يسمي محدودية الثقافة، الامر الذي انعكس علي الادب حيث يأتي أغلب الاعمال متشابهة بسبب ندرة التطويرفي النصوص الادبية وضرب الدكتور محمد جلاء ادريس مقرر المؤتمر مثالا علي ذلك قائلا " ان ما ترجمه العالم العربي في مائة عام يعادل ماترجمته دولة اسبانيا في سنة واحدة فقط من العلوم المختلفة". اما عن القهروكونه عاملا من اهم عوامل اعاقة الابداع فأشار جلاء إلي ان سمة علاقة جدلية بين القهر والابداع فاشد لحظات القهر قد تكون سببا في الابداع فعندما اغلق المسرح امام اعمال الاديب الانجليزي شكسبير كان السبب الرئيسي في انتاجه نوعا مختلفا من الادب الذي لايعتمد علي النثر المسرحي بل علي القصة. بينما رسمت الامثال الشعبية الفارسية صورة واقعية عن المراة في المجتمع الايراني ومدي فقدانها الحرية وازدرائه للمطلقات والمراة الارملة حيث تضعها الامثال الشعبية مدعاة للسخرية والفكاهة وتصفها بالدهاء وسلاطة السان ونقصان العقل هذا ما اكدته د.ايمان عرفة استاذ اللغة الفارسية باداب القاهرة ان المأثور الشعبي من الامثال الفارسية يدل علي مدي تفضيل المولود الذكر علي الانثي وتحث علي زواج البنات في سن مبكرة لضمان عفتها والتشديد علي طاعة الزوج، في المقابل تحث الرجل علي استخدام الشدة مع المراة لاجبارها علي احترامه. مصدر الإلهام كما شغلت المراة جزءا كبيرا من الهام الرجل الادبي والابداعي وبرزت في العديد من الاعمال الفنية ومن ابرز الشعراء تاثرا بالمراة الشاعر الفارسي مهدي اخوان ثالث بسبب تعلقه الشديد بامه لدرجة دفعته الي كتابة قصيدة يعلن فيها تبرئه من "حزب تودة" الذي كان ينتمي اليه استجابة لدموع امه التي دفعها حبها الشديد لابنها الي كتابة تعهد علي نفسها عند الحاكم العسكري ليفرج عنه. كما احتلت المراة مكانا رائدا في ادب راشد المهدي حيث بلغ عدد القصص التي تناولت المراة في اعماله حوالي 40 رواية واشارت د. هاجررمضان كلية الاداب جامعة القاهرة ان ادب راشد اسهم مساهمة فعالة في نهضة المرأة وتعليمها وتصحيح كثير من عادتها وحثها علي التمسك بحقوقها من خلال كتاباته المستمرة في قضية حرمانها من الميراث والظلم الواقع علي الارملة من جانب المجتمع من خلال روايته "طوفان الحياة". الرواية العبرية وفي دراسة بعنوان اتجاهات العنف ضد المراة في المجتمع الاسرائيلي وانعكاساته في الرواية العبرية قالت د. مريم جمال الدين الاستاذ باداب كفر الشيخ ان من ابرز صور العنف ضد المراة في اسرائيل وجود تجارة النساء والتمييز بينها وبين الرجل في كثير من الاعمال وقد عكس الادب العبري تلك الظاهرة ومن بين الادباء الذين تناولوا موضوع العنف ضد النساء "الكاتبة ايلنا اساو" في روايتها «يوميات امراة معنفة» والتي تناولت اسباب العنف الذي وقع علي البطلة من قبل زوجها مشيرة الكاتبة في روايتها الي سلبية الشرطة والمؤسسات الاجتماعية وغلبة المحسوبية علي القانون. وعبر الكاتب الاسرائيلي ناتان شاحام في قصة" يد القدر" عن المراة كرمز للصهيونية فرمز بها الي ارض اسرائيل التي تحتاج من وجهة نظره الي بذل الجهد والدم للحفاظ علي وجودها الذي فرضته الظروف. وقالت د. ريهام سيد عطية مدرس اللغة العبرية باداب القاهرة ان قصة يد القدر لشاحام من القصص القليلة في الادب العبري الحديث التي عبرت عن المراة بصورة ايجابية كرمز للقوة والتفاني ويرجع ذلك الي ان الرواية لا تتطرق الي صورة المراة السلبية في الشريعة اليهودية. ست سنوات وعلي النقيض ذكرت د. مني السعيد استاذ التاريخ رئيس قسم التاريخ بكلية الدراسات الانسانية ان المراة المسلمة استطاعت ان تثبت جدارة في الحياة السياسية والثقافية والعلمية رغم كل القيود التي وضعت عليها، وقدمت نموذجا لهؤلاء النساء منهن "ضيفة خاتون" ابنة السلطان الايوبي العادل والتي حكمت حلب بعد وفاة ابنها الملك عبد العزيز لمدة ست سنوات من الفترة 634 الي 640 ه حيث تصدت بحكمة وحنكة سياسية للاخطار الداخلية والخارجية المتمثلة في حملات التركمان والصليبيين. وذكرد. جمال الرفاعي بكلية الالسن جامعة عين شمس ان الصور التشكيلية والشعرية في اعمال الفنانة والاديبة" ليئة جولدبير" تخطت حدود ابداع الكلمة المكتوبة الي افاق الفن التشكيلي حيث شملت علي بورتيريهات والسرديات المختلفة من خلال اعتمادها علي تقنيات متنوعة مثل الاكواريل والكولاج والتشهير والالوان الاحادية والمجموعات اللونية.