عبدالحليم حافظ.. غني لبلدنا لما كانت حلوة بقلم : نسمة تليمة «فاكرين لما الشعب اتغرب جوه في بلده، علي باب بستان الاشتراكية قاعدين بنهندس علي الميه.. إحنا الشعب، أحلف بسماها، البندقية اتكلمت، عاش اللي قال، النجمة مالت علي القمر، بلادي بلادي.. استشهد فدي أراضيك» جميعها كلمات عاشت في وجدان المصريين لما بلدنا كانت حلوة شدي بها ذلك الرجل نحيل الجسد عذب الصوت «العندليب الأسمر» والذي مرت ذكراه ال 45 في 31 مارس الماضي عبدالحليم علي شبانة أو عبدالحليم حافظ الذي ولد في قرية الحلوات بمحافظة الشرقية.. البعض اعتبره محظوظا لأن ميلاده الفني جاء مع ميلاد ثورة يوليو فكان خير متحدث فني باسمها واقترب من رموزها صور أول أفلامه لحن الوفاء عام 1955، تعاون مع كبار الملحنين بليغ حمدي، محمد الموجي، كمال الطويل، محمد عبدالوهاب، وغني أيضا لكبار شعراء عصره نزار قباني، عبدالرحمن الأبنودي، عبدالرحيم منصور. قدم عبدالحليم حافظ أكثر من 230 أغنية ما بين الأغاني الوطنية للعاطفية وقد قام مجدي العمروسي صديقه بجمعها في كتاب اطلق عليه «كراسة الحب والوطنية»، ما لا يعرفه الكثيرون أن عبدالحليم شارك مرتين بصوته فقط في السينما المرة الأولي في فيلم «ادهم الشرقاوي» الذي غني فيه حكاية أدهم.. «ياشمس شوفي الجدع الا يكون تعبان قالت عليك يا جدع اصلب من الصوان همك في دمك لاهمك سجن ولا سجان يحميك يحميك يالأدهم»، كما شارك بصوته للمرة الثانية في فيلم «بائعة الخبز» حيث غني شكري سرحان بصوت حليم أغنية «أنا أهواك» يذكر أن عبد الحليم حافظ احيا حفلة أضواء المدينة بحديقة الاندلس واعتبرت أول حفلة رسمية للثورة في 18 يونيو 1953وكانت أول حفلة رسمية شارك فيها بإعلان الجمهورية المصرية. الكثير من الحكايات «تروي عن عبد الحليم حافظ الرجل المعجزة، صاحب الحياة الصعبة والعظيمة في نفس الوقت، البعض يروي كيف سلم علي ابطال مسرحية مدرسة المشاغبين ولم يسلم علي أحمد زكي تحديدا ولم يفهم زكي لماذا وبعد فترة قابله عبد الحليم وفسر له تصرفه: بأنه لم يسلم عليه لمدي الشبه بينهما، روايات من عذابه في مرضه وقصص حبه وعلاقته بالسلطة وبالملحنين، وبمرضه. يقول الاذاعي «حمدي الكنيسي» في تصريحات خاصة ل «الأهالي» أن عبد الحليم كان يتمتع بذكاء واضح وقدرة علي اختيار الكلمات التي يغنيها واستثمر نجاح الاغاني الوطنية خاصة مع وجود كبار المؤلفين مثل صلاح جاهين وبمرور الوقت تحول لصوت وطني، أما عن أسباب حماسه للأغاني الوطنية ارتباطه بمرحلة حليم وتقديره لعبد الناصر في مرحلة ازدهار ثقافي وفني وسياسي. ويتذكر «الكنيسي» مقابلته لعبدالحليم في الاذاعة أثناء حرب 1973 عندما كان الكنيسي مراسلا حربيا ويعود لماسبيرو لعمل مونتاج لتسجيلات برنامج «صوت المعركة» فكان يجده مقيما في الاذاعة يغني ويشرف علي الأغاني هو وعبدالرحيم منصور وبليغ حمدي وصلاح عرام في مكتب وجدي الحكيم والجميع كان متطوعا بأجره حتي الملحن أحمد فؤاد حسن رئيس الفرقة الموسيقية أهدي الكنيسي لحن «صوت المعركة» دون مقابل. أما الإعلامي سيد الغضبان فيري أن الظروف الموضوعية لعبد الحليم حافظ جعلته صوت الوطن لفترة طويلة، مع نشأة أنواع كثيرة من الفنون في تلك الفترة بجانب أن ذكاء عبدالحليم مكنه من التأقلم مع المرحلة ليصبح نبض الجماهير لتظل الجماهير تذكر عبدالحليم حافظ، يعيش مع الشباب في اغاني الحب والرومانسية ويفسر لنا حب الوطن في أغانيه الوطنية ونشاهده في أفلام السينما حبيبا رقيقا، توفي حافظ عن عمار يناهز 48 عاما في 31 مارس 1978وشيع جثمانه كبار الشخصيات المصرية السياسية والفنية . وكان علي رأسهم رئيس الوزراء ممدوح سالم ووزير الثقافة وقتها عبدالمنعم الصاوي ووزير الداخلية النبوي اسماعيل.