تأتي قمة كوب 26، التي افتتحت رسميا 31 أكتوبر وتستمر حتى 12 نوفمبر، بعد ست سنوات من توقيع اتفاقية باريس التاريخية من قبل ما يقرب من 200 دولة لمنع ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية, ومتابعة الجهود لوضع حد للحرارة عند 1.5 درجة مئوية. تستضيف المملكة المتحدة محادثات المناخ عبر الأممالمتحدة في جلاسكو، اسكتلندا فيما وصف بأنه آخر وأفضل فرصة للبشرية لتأمين مستقبل قابل للعيش. ولهذا السبب، يُنظر إلى القمة التي طال انتظارها على أنها إحدى الاجتماعات الدبلوماسية المهمة في التاريخ. كان الهدف الطموح لاتفاقية باريس لعام 2015 هو وضع حد للاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية، حيث يحتاج العالم إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى النصف تقريباً في السنوات الثماني المقبلة والوصول إلى صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050. توصلت قمة كوب 26 لنتائج تثير جدلاً كبيراً بين الخبراء حول ما إذا كانت كافية لانقاذ الكوكب, والتي تنوعت مخرجاتها حتى الآن بين التعهدات والاتفاقيات وبرامج الدعم المالي للدول التي ستنفذ تعهداته. تعهدات كبرى الدول المنتجة للطاقة من حيث تعهدات البلاد بتخفيض نسب انبعاث ثاني أكسيد الكربون، قدمت الهند التعهد الأكبر والأهم حيث أعلن رئيس الوزراء ناريندرا مودي أن البلاد – التي تعد حالياً أكبر الدول من حيث كمية الانبعاثات – تعتزم توليد نصف الكهرباء عبر مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030 وتحقيق معدل صفر انبعاثات بحلول عام 2070. يصنف معظم الخبراء الهدف الأخير على أنه طموح للغاية، ووفقا لمجلة Nature يشك الكثيرون في مدى قدرة الهند علي تحقيقه. ومع ذلك، فإن هذه الخطوة مهمة وتتفوق بشكل حاد عن التزامات تخفيض الانبعاثات التي تعهدت بها حتى الآن المملكة العربية السعودية، ثاني أكبر منتج للنفط في العالم ، وروسيا، ثاني أكبر مزود للغاز. الغابات يساهم قطع الأشجار في زيادة حدة التغير المناخى, حيث الغابات هي العامل الوحيد لامتصاص ثاني أكسيد الكربون. ويقال إن الغابات يتم إزالتها بمعدل مساحة 30 ملعباً لكرة القدم في الدقيقة الواحدة. كان الاتفاق على الدعوة إلى وقف هذا المستوى المذهل من إزالة الغابات-الذي تم التوصل إليه يوم الثلاثاء – أحد النقاط شديدة الأهمية في الأسبوع الأول للمؤتمر. وكجزء من الصفقة، وافق أكثر من 100 من قادة العالم على إيقاف إزالة الغابات بشكل تام بحلول عام 2030. كما كانت البرازيل – التي أزالت مساحات شاسعة من غابات الأمازون المطيرة في السنوات الأخيرة- من بين الموقعين. ومع ذلك، أشار المراقبون إلى أن اتفاقاً دولياً سابقاً وقع في عام 2014، كان قد فشل في إبطاء إزالة الغابات بأي شكل من الأشكال. من ناحية أخرى، ما يقرب من 19 مليار يورو من الأموال العامة والخاصة. بعض هذه الأموال سوف تذهب إلى البلدان النامية, لاستعادة الأراضي المتضررة والمساعدة في معالجة حرائق الغابات. الميثان قد يكون ثاني أكسيد الكربون المحرك الرئيسي للتغير المناخي العالمي، والميثان هو الغاز الثاني الأكثر تأثيراً في احترار الكوكب.. وبالتالي فإن التزام تحالف يضم أكثر من 90 دولة، يمثل ثلثي الاقتصاد العالمي,.بتخفيض انبعاثات الميثان بنسبة 30 ٪ على الأقل من المستويات الحالية بحلول عام 2030 يعتبر خطوة مهمة إلى الأمام، وإن كانت متأخرة. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لين:" إن تقليص انبعاثات الميثان هو أحد أكثر الأشياء فعالية التي يمكننا القيام بها للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري على المدى القريب والاحتفاظ بها إلى 1.5 درجة مئوية". ينبعث الميثان من آبار الغاز والنفط وخطوط الأنابيب والماشية ومواقع مدافن النفايات، وسيشمل الكثير من الجهد – الذي ستقوده الولاياتالمتحدة – إجبار الشركات على سد التسريبات في أكثر من 3 ملايين ميل من خطوط الأنابيب. ومع ذلك، فإن الصينوالهند وروسيا لم تتعهد بخفض انبعاثات الميثان، الفحم الغازات الناتجة عن احتراق الفحم هي المساهم الأكبر في ظاهرة التغيير المناخي, وبالتالي يكون إيقاف توليد الطاقة عبر الفحم هي مسألة حاسمة للحد من ارتفاع درجة حرارة الكوكب. قال ألوك شارما,' رئيس قمة كوب 26 "أعتقد أنه يمكننا القول أن نهاية الفحم أصبحت في الأفق". وذلك من خلال توقيع اتفاق للتخلص التدريجي من محطات الطاقة القائمة التي تعمل بالفحم والتوقف عن بناء محطات جديدة. ومن بين الموقعين الملزم البنوك الكبرى, 46 دولة, 23 منها قدمت التزامات بشأن إنهاء استخدام الفحم في توليد الطاقة بشكل نهائي". ومع ذلك، فإن غياب أسترالياوالهندوالولاياتالمتحدةوالصين من التعهد بإنهاء استخدام الفحم قد أثار الانتقادات. وقال جيمي بيترز، مدير الحملات في منظمة أصدقاء الأرض:" هذا الإعلان مخيب للأمال, فاستخدام الفحم مسموح بالاستمرار كالمعتاد لسنوات من الآن في إطار هذا الاتفاق". ارتفاع درجة الحرارة على المدى البعيد كانت الوكالة الدولية للطاقة (IEA) تتفاعل بحماس إلى حد ما مع التعهدات الصادرة عن قمة كوب 26 حتى الآن. كتب مدير الوكالة ، فاتح بيرول، على تويتر يوم الجمعة الماضي: "يظهر تحليل IEA الجديد أن تحقيق جميع التعهدات حتى الآن سيحد من الاحترار العالمي إلى 1.8 درجة مئوية". لكن يقول سيلوين هارت، المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بالعمل المناخي بأن النتائج المتوقعة أقل من ذلك بدرجة كبيرة. "ولكن استنادا إلى المساهمات المحددة التي تم تقديمها من الدول حتى الان ، فإن العالم سيتحمل ارتفاع بمقدار 2.7 درجو مئوية و هو وضع كارثي".