مهرجان الجونة الحلم والحقيقة ماجدة موريس علي كل الشاشات التليفزيونية والافتراضية، كانت فساتين نجمات الفن، والحالمات بالنجومية، هي الابرز في «التغطيات» لمهرجان الجونة السينمائي، لم ينافسها الا أخبار حريق سبق الافتتاح بيوم في جانب من القاعة الكبرى التي أنشئت العام الماضي لتستوعب كل العروض الكبري، لم يهتم احد بتفاصيل القضاء السريع علي الحريق وآثاره بفعل فريق إنقاذ قوي ومحترم، ولم يقدم أحد علي شاشته الواقعية والافتراضية، نوعيات الانشطة التي ضمها المهرجان هذا العام، ولا الضيوف ومحاضراتهم، ولا الندوات، ولا الافلام التي جاءت من كل العالم ليراها المصريون، كل هذه الامور التي تصنع القيمة والاهمية لاي حدث لم يحتف بها صناع التريندات، والمانشيتات، كما احتفوا بفساتين فلانة وعلانة وعذرا لهذه المقدمة عن حدث فني مصري كبير هو هذا المهرجان السينمائي الذي بدأ عام 2017 فقط، في مدينة صغيرة من مدن محافظة البحر الاحمر، قرر احد المقيمين بها وهو المهندس سميح ساويرس ان يضع يده في يد الدولة لتصبح افضل، وكان المهرجان السينمائي الذي ترك بصمته علي المدينة، فأقيم مركز الجونة للمؤتمرات والثقافة بعد ثلاثة اعوام من افتتاح المهرجان «2019»، والذي مضي يتقدم بفريق عمل قدير، يعرف كيف يقدم لمحبي السينما افضل الافلام، والدروس من سينمائيين كبار يحضرون من كل مكان في العالم للحديث عن تجاربهم وفي هذه الايام، تتوالي الاضافات للمهرجان بشكل يجعل متابعة كل ما يقدمه معجزة، لكننا، في اطار نفس الروح المحبة للفن، نحاول. ملعب وعالم آخر طفلة تبكي وتنظر لأبيها متوسلة ان يعيدها معه للبيت بدلا من ادخالها هذا العالم الجديد المجهول، المدرسة، ولكن الاب يرحل لتواجه «نورا »عالم جديد، وفتيات لا تعرفهن، وفي الفسحة تكتشف ان أخيها الاكبر «آبيل» يتعرض للضرب من بعض زملائه، فتندفع للدفاع عنه، ويطالبها هو بألا تقول للأب، وتتحول حياة الطفلة الي الغاز لا تليق بعمرها في فيلم المخرجة البلچيكية لورا فؤنديل «ملعب» أحد افلام المسابقة الرسمية للافلام الروائية الطويلة، وعددها 16 فيلما، بينها فيلمان مصريان ربما للمرة الاولي وهما «ريش» اخراج عمر الزهيري، و«أميرة» اخراج محمد دياب، وفيلم من المغرب للمخرج نبيل عيوش هو«علي صوتك»، وفيلم لبناني «البحر امامكم» اخراج ايلي داغر، وافلام اوروبية تمثل الاغلبية لكن الملاحظ هنا هو اشتراك مؤسسات من بلاد عديدة في انتاج افلام عديدة، منها الفيلمان المصريان، ومن اهم الافلام هنا الفيلم الروسي «هروب الرقيب فولكونو جوف» عن ضابط تمرد علي مجموعته، والفيلم الفنلندي «الرجل الاعمي» الذي لم يرغب بمشاهدة تيتانيك» وهو دراسة نفسية تستخدم الدراما للكشف عن مشاعر المحرومين من البصر، والحركة من خلال بطل الفيلم«باكو» وفي الفيلم الاسترالي «نيترام » دراما نفسية اخري عن شاب فشل ابواه في تربيته والتعامل معه، وحين يجد من يتفاهم معها، يتسبب في موتها، وتبدأ حياته في الانحدار نحو النهاية، اما الفيلم الفرنسي «عالم آخر» فيطرح قضية المستقبل القريب لدي مجتمعات عديدة، هي الصراعات في مؤسسات العمل، وكيفية تخلص المديرين من العاملين معهم بحجة «عدم الكفاءة» و«انخفاض المستوي» وهو ما يواجهه بطل الفيلم من بقية المديرين، وبعد صراع طويل واتهامات متبادلة، يقرر تقديم استقالته للحفاظ علي إنسانيته . كباتن الزعتري والعودة فيلمان مصريان ايضا بين عشرة افلام تضمها مسابقة الافلام الوثائقية الطويلة للمهرجان، «العودة» وهو الفيلم الاول للمخرجة سارة الشاذلي التي تجبرها جائحة كورونا علي البقاء مع عائلتها بعد سنوات طويلة عاشتها في الخارج فترة من ذاكرتها ذكريات الماضي كله، اما «كباتن الزعتري» للمخرج علي العربي، فهو فيلم عن ابناء مخيم الزعتري الشهير في الاردن. وكيف حقق «محمود» و«فوزي» احلامهما في لعب كرة القدم كمحترفين، وفيلم عن مخيم آخر في سوريا هو «سبايا» اخراج هوجير هيروري عن احتجاز داعش للنساء والفتيات الايزيديات كرقيق جنسي في مخيم الهول، والفيلم حصل علي جائزة السينما العالمية للفيلم الوثائقي في مهرجاني، صاندانس، وهونج كونج هذا العام ، وهناك فيلم عن عائلة سورية فر افرادها من الحرب في بلدهم ليذهب كل فرد فيهم الي بلد مختلف وهو فيلم «هذا المطر لن يتوقف أبدا» اخراج الينا جورلوفا، وافلام اخري مهمة عن الحياة حين تغدر بالبشر والشجر والحجر، اما مسابقة الافلام القصيرة، المسابقة الثالثة للمهرجان، فتضم ثلاثة وعشرين فيلما منها فيلمان مصريان هما «خديجة» اخراج مراد مصطفي عن ام صغيرة تعيش وحيدة مع وليدها بسبب عمل الزوج في مدينة بعيدة، والفيلم الثاني هو «القاهرةبرلين» اخراج احمد عبدالسلام عن فتاة تشعر بالاكتئاب فتقرر تغيير حياتها وبدون ان يعلم احدأ. قمر 14 والافلام الخضراء بعيدا عن المسابقات، يأتي البرنامج الرسمي للمهرجان، خارج التسابق، ليضم عشرين فيلما، مهما، عرض اغلبها في مهرجانات دولية كبري هذا العام، وبينها فيلم مصري واحد هو «قمر 14» للمخرج هادي الباجوري عن قصص عديدة، من الحياة، يوشك الحب. فيها علي الدمار، اما عن الجوائز المخصصة لنوعية معينة من الافلام، وفقا لرأي جمهور المشاهدين للعروض، فقد اضاف المهرجان في هذه الدورة جائزة جديدة بأسم «نجمة الجونة الخضراء» للافلام المهتمة بقضايا البيئة، لتضاف الي جائزة سابقة يقدمها عن الافلام المهتمة بالقضايا الانسانية «سينما من اجل الانسانية»، واخيرا، البرنامج الخاص بالمخرج العالمي الكبير المكرم هذا العام، كريستوف كيشلوفسكي، احد اهم المخرجين في المجر والعالم، والذي يقدم له المهرجان ستة افلام، اضافة لفيلم يعترف فيه بما قدمه في حياته بعنوان «انا بين بين»، ومعرض رائع عن افلامه وكل ما يخصها قام بتشكيله فنان الديكور الكبير أنسي ابو سيف.