أيام ويحل علينا عيد الأضحى المبارك ليمنحنا فرصة للفرح, وفرحة "العيد الكبير" أو "عيد اللحمة" كما نطلق عليه نحن المصريون, ارتبطت بطقوس عديدة أهمها الأضاحى والملابس الجديدة ..وقبل الآن تنطلق هذه الطقوس, يعيش تجار المواشى والجزارون أزهى أيامهم, رواج يفتقدونه طوال العام ..الا ان استمرار انتشار فيروس كورونا وتداعياته أثر كثيرا على القدرة الشرائية للمواطنين ..فالأسعار فى ارتفاع مستمر والضائقة الاقتصادية تضاعف من متاعب الحياة وتقلل فرص إثارة البهجة فى نفوس المواطنين, والأضاحى أسعارها تفوق الامكانيات البسيطة, وبالكاد تستطيع الأسرة شراء كيلو أو اثنين من اللحوم حتى لا تحرم أبناءها من أفراح بسيطة ..ففى ظل هذه الظروف يا ترى الناس ها تعمل أيه؟, وكيف سيدبرون أمورهم ؟.. دخلت أغلب الأسر المصرية فى حيرة لتدبير ثمن لحوم العيد خاصة بعد ارتفاع أسعارها فارتفعت أسعار اللحوم البلدية حيث يتراوح سعر الكيلو العجالى بين 120و170 حسب المنطقة والقطعية، والبتلو يتراوح سعره بين 160 و200 جنيه والضانى بين 140و170 جنيها, واللحم الجاموسى يتراوح بين 100و120 جنيها, والجملى يتراوح سعر الكيلو بين 120و140 جنيها, أما أسعار اللحوم المستوردة فوصل سعر كيلو اللحم السودنى 95 جنيها, والضانى ب100 جنيه. ..ورغم كل الاعباء التى تلتهم ميزانية الأسر خاصة بعد ارتفاع أسعار السلع والخدمات إلا أن الكل حريص على شراء لحوم العيد حتى وان لم يتمكنوا من ذبح الأضحية.. انقسم المواطنون فى آرائهم حول أسعار الأضاحى فرأى بعضهم أن أسعار الأضاحى ازدادت بصورة كبيرة هذا العام بالإضافة الى ارتفاع أجرة الجزار عند الذبيح, ولذلك قرروا الابتعاد عن شرائها واكتفوا بشراء اللحوم بكميات قليلة, البعض الآخر فكر فى استبدال الأضحية بالصكوك, أى دفع قيمة صك الأضحية لإحدى المؤسسات الخيرية, حيث تسابقت بعض المؤسسات للاعلان عن صكوك الأضحية بما فيها وزارة الاوقاف, بأسعار تتراوح بين 2200 جنيه الى 4200 جنيها, وبعض المؤسسات قامت بتقسيط قيمة الصك على ستة أشهر, وآخرون سلَموا أمرهم لله, وقرروا الاشتراك مع غيرهم لشراء خروف أو سهم فى عجل على أن يتم الذبح فى المجزر أو عند الجزار, اما البسطاء وهم كثيرون فاتجهوا الى شراء اللحوم المجمدة أو اللحوم الوقيع التى اعتبروها الملاذ الوحيد فى ظل ارتفاع أسعار اللحوم البلدية.. فيقول "مصطفى الابيض" موظف بمعرض سيارات: أسعار الأضاحى غالية جدا هذا العام, فالخروف كان سعره السنة اللى فاتت بالنقل ومصاريف الذبح 5000 جنيه, ولكن السنة دى سألت على الكيلو ب67 جنيها يعنى الخروف الواحد ممكن ان يصل سعره الى 6000 جنيه ده غير أجرة نقله من الشادر الى مكان الذبح, وثمن الذبح 300 او 400 يعنى حوالى6700 جنيه ولذلك قررت ان اشترى هذا العام 10 كيلو لحمة ضانى من الجمعية الكيلو ب100 ونوزع على الأقارب بدلا من الأضحية. "محمود جابر" حارس احدى العقارات بحى الظاهر فيقول انا بروح البلد عند أهلى فى الفيوم والله بشترى 3 أو 4 كيلو لحمة ونقضيها وخلاص. "ابو سيف" عامل أرزقى يقول :"السنة دى كانت الدنيا واقفه, فانا قعدت من غير شغل حوالى 3 شهور, كان نفسى اشترك فى خروف وندبح السنة دى علشان أفرح العيال ونفرق على الأهل والناس الغلابة بس الواحد ماشى بالعافية, كفاية 3 كيلو لحمة علشان ناكلهم فى العيد وخلاص, وربنا عالم بحالنا. "محمد ابراهيم" مدير محل ملابس فى حلوان يقول: العيد بيجى من السنة للسنة, والأضحية دى فرحة وحاجة متعودين عليها من سنينن علشان كده قررت ان اشترك فى عجل مع أقاربى كل واحد هايدفع 5 آلاف جنيه ..هذا اوفر كتير من ذبح خروف . "عبير محمد "ربة منزل تقول بصراحة زوجى راجل على باب الله وأسعار اللحوم غالية اوى وعلشان كده هانجيب كيلو او اتنين من الجمعية الكيلو ب 90 جنيها وزى الفل وطبعا مش طول العيد هيبقى لحمة ممكن اشترى كيلو بانيه أو فرخة ده غير الفشة والكرشة وهانقضى الكام يوم بتوع العيد وخلاص. وأكدت "وفاء جاد "ربة منزل أنها اعتادت أن تشترك مع اخوتها الاربعة فى شراء عجل, ولكن هذا العام سوف تشترى لحوما من الجزار حوالى 3 او 4 كيلو ب 500 او 600 جنيه, وتابعت ان الاسعار غالية جدا وعندى ابنى عنده ثانوية عامة علشان كده قررنا أن نستغنى عن الاضحية هذا العام. "الحاجة حياة "ربة منزل على المعاش فتقول انا ست كبيرة ومقدرش على تعب الدبح وشراء الأضحية علشان كده هدفع صك الاضحية هيجوا ياخدوا الفلوس من البيت وهيدونى جزء من الاضحية وهذا اضمن, الاسعار معقولة يعنى انا هدفع صك ب3200 جنيه, وممكن ادفع بالتقسيط. لحوم الغلابة وادى ارتفاع اسعار اللحوم البلدية الى زيادة الطلب على اللحوم السودانية المستوردة التى تباع بمنافذ بيع اللحوم المنتشرة فى الشوارع سواء لجهاز الخدمة الوطنية أو منافذ أمان "وزارة الداخلية" وسيارات وزارة التموين وفروع المجمعات الاستهلاكية حيث تباع اللحوم السوداني ب95 جنيهًا، سواء المبردة أو المذبوحة محليًا، كما لجأ عدد كبير من المواطنين الى شراء اللحوم الجاموسى "الوقيع" أو الكبيرة كما يطلق عليها البعض, حيث يستغل بعض الجزارين معدومى الضمير معاناة المواطنين وموسم العيد لبيع هذه اللحوم, والتى تباع باسعار ارخص نسبيا من اسعار اللحوم البلدى نظرا كونها مريضة أو نافقة. أجرة الجزار على جانب آخر اشتكى عدد من المواطنين الذين اعتادوا على ذبح الأضاحى من اشتعال أجرة حجز "جزاري الأضاحي" لتسجل أسعارا قياسية حسب طبيعة المنطقة سواء ريفية أو حضرية، وتراوحت أجرتهم بين 200 إلى 700 جنيه لذبح الخروف غير الإكرامية والفرو لتصل إلى ما يتجاوز 2500 جنيه لذبح الأضاحي من الجمال والبقر والجاموس ، ويقول " الحاج راضى" جزار، إن هذا العام شهد تنافس بلغ ذروته، فيما يخص طرح كميات كبيرة من اللحوم المذبوحة في الأسواق سواء كانت مستوردة حية أو بلدية، وتراوحت أسعارها ما بين 85 إلى 140 لكيلو اللحوم الطازجة مشفاه, اما أسعار الكيلو الحي في بعض المناطق الريفية وصل الى 60 لكيلو الخراف الحي, فيما تراوحت الأسعار في مزارع التسمين الكبري بين 55 إلى 60 جنيها للكيلو الحي. فيما اضاف" هشام محمد " جزار، إن أسعار الجزارين في العيد تحكمها نظرية العرض والطلب حيث يطلب الزبون جزارا بأي ثمن شرط أن يكون جاهزا للعمل بعد صلاة العيد مباشرة، موضحا أن أعداد الجزارين المدربين على الذبح والتشفية لا يمكن أن تفي بطلبات الزبائن على مدار الأيام الثلاثة الأولى للعيد، ومن الطبيعي أن ترتفع الأجرة خاصة ان عددهم قليل، مضيفا أن أجرة ذبح الخروف وسلخه وتنظيفة فقط دون تشفيته تبدأ من 300 جنيه في المناطق الريفية حتي 1000 جنيه في المناطق الحضرية، وترتفع القيمة حالة طلب التشفية بنسبة لاتقل عن 50%، وبالنسبة لذبح العجل تتراوح بين 800 جنيه في الأرياف إلى 1700 جنيه في الحضر فيما تتراوح تكلفة ذبح وتشفية الجمل بين 1800 إلى 3 آلاف جنيه.