*سوسن الشريف اليوم عيد ميلادك .. احترت كثيرًا في الهدية التي احضرها لك، فهدايا الرجال مملة ومحدودة، مما زاد من حيرتي، ابحث عن هدية مختلفة، مختلفة عن التي تهديها لك نسائك. هل أحضر عطر، ساعة، رابطة عنق ؟! كلها بالنسبة لي أشياء معتادة لا يوجد ما يميزها مهما ارتفع سعرها، أو كانت ماركتها. أحاول السيطرة على ذلك الصوت بداخلي، وسجنه، وكلما تجاهلته زاد صخبًا، رغم أنه يخبرني بأن هديتي لك موجودة بالفعل، فقط تريد التحرر من قيودي. ويبدو أنني أعلنت الاستسلام، فقد هلكت مقاومتي وتداعت كورقة شجر في الخريف. سأهديك قلبي .. أعلم أن لديك نساء كثيرات، تتمنى كل منهن نظرة رضا لتهديك نفسها وكل ما تملك، وأنا لست أجملهن، ولا أكثرهن اعجابًا بك، ولا بتلك الهالة المصاحبة لك من الجاذبية. لكن قلبي هو أعز واغلى ما أملك، فهو لا يحب بسهولة، وعندما يحب لا يكره مهما قابل من قسوة، إنه أغلى حتى من لحظة تحولي كفتاة لامرأة بين ليلة وضحاها، هو كالشجرة الصامدة أمام العواصف الباردة والشمس الحارقة، قد يصيبه الذبول، لكن بقليل من الارتواء يثمر من جديد حبًا. قلب يمكنه الاستمرار في حبك وهو يسمعك تقول كلمة "حبيبتي" لامرأة آخري دون أن يتغير، يئن في صمت ويجبر الابتسامة أن تطفو على شفتاي، مرددة حديثًا عاديًا، متجاهلة أوجاعه وتمزقه. قلب أخفى حبك بداخله حتى عني، وأوهمني أني كرهتك، نسيتك، تمنيت لك الألم، قلب خدعني من أجلك، ولائه لك، ويكأنه ليس قطعة مني. قلب يتحمل غيابك، ويقضي الليالي الباردة وحيدًا، وهو على يقين بأن امرأة أخرى تتوسد صدرك، وتنعم بالدفء بين ذراعيك. قلب يعلم أنك ربما لا تفقه ما يعنيه ويعانيه، وأنك مثل كل الرجال، أكثر ما تعترفون به في عالم الحب الرغبة وما يمكن لمسه، حتى لو تنحي الإحساس جانبًا لبعض الوقت. قلب يعلم أنك تضعه دائمًا في ذيل قائمة اختياراتك، تتخلى عنه، وتمنحه استغنائك واستبداله بأي شيء. أقدم لك هذا القلب، ولك حرية أن تقبله، ترفضه، كل هذا لا يهم. فهو خُلق لينبض بالحب، وقدره أن يكون هذا الحب من نصيبك، بادلته بالمثل أو تجاهلته، لا يبالي، هو فقط يستمتع بكل ما يختلج به من احساس ومشاعر، منشغل بحبك عنك. كل عام وأنت حبيبي .. كل عام والقلب ينبض بحبك