جمال القصاص تاهت القصيدة لا أعرفُ إلى أين ذهبت حاولت أن أشْبُكهَا في صدر الأيام أشدِّدَ العقدةَ لكن الخيطَ انقطع ماذا سأفعل إذن بإنائها القزحيِّ الفارغ أخشى أن تبتلعها العتمةُ تمتصها الشوارعُ المكتظةُ بالبشر ونفايات الأحلام ألا تجدَ بقعةَ ضوء تسعُ مجدافَهَا الصغير أو يعثرَ عليها لصٌّ أرعنُ وهي تتسوَّلُ الشمسَ في ركنٍ قصيٍّ مهمل أنا لم أكسر لعبتها لم أشكّها بالإبرة لم أتعسف أمومة الثقب كما أنني لم أجبرها أن تنام على بطنها الحبلى تمزق مريلة المجاز من أجل نصف عبارة لا تعرف كيف ترشو النومَ بقبلة دائما أحضنها بحواسي كلِّها أجلس في حِجرها كطفل وهي تسألني بغضب: الحربُ/ الحزن/ الكراهية/ الخراب/ الخيانة /الدمار..أَليست من الأيام لماذا إذن تبيعني لزجاجٍ مهشَّم لم يعد صالحا حتى لبصقة ؟! أنا طفلتكَ النَّزقة/ حوضُ مائك سريرُ ظلك.. كيف أمشي دون أن تمسكَ يدي كلَّ يومٍ أخبِّئكَ في عروقي أتركُ لكَ البدايةَ والنهاية أترك لك الخطَّ الأخيرَ في كفِّي نقتسمَ الرِّحلةَ معا تخطُّ .. وتمحو حين تتعبُ تسندُ رأسكَ فوق جذعي وتهتفُ: يا أمي كعكتكِ لم تزل ناعمة. أشعرُ بالفقد لا تينةَ في الطبق لا ماءَ في الإبريق لا عصفورَ يُصْلِحُ يَاقةَ الهواء ضاعت قصيدتي من الصعب أن أعبرَ للضفة الأخرى من الصعب أن أقولَ لامرأةٍ أحبُّك من الصعب أن أجمعَ شتاتَ الجسور أو أدّعي أنني أطلقتُ كلَّ هذا الرصاصَ من أجل وردةٍ وقعَتْ في الأسر. أيها القارئُ المبجَّلُ يا صديقي الطّيب أرجوك.. لو قابلتها امسح عنها الغبار دسّ في فمها قرنفلةً طازجةً قل لها: شاعركِ يحبُّك لا يستطيع أن يعيش دونك في المرة القادمة سيترك لكِ الإبرةَ والخيط كوِّمي العالمَ في الثقب أحكمي العقدةَ أو احرقي الجميع ونامي بهدوء غدا سأوصلك للمدرسة.