تحقيق: منى السيد أثار إعلان وزير الأوقاف محمد مختار جمعة في احتفالية المولد النبوي الشريف، عن زيادة بدل صعود المنبر للأئمة، حفيظة العاملين بالأوقاف، الأمر الذي جعلهم يطالبون بضرورة أن تشمل الزيادة التي طالب بها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال اجتماعه بالوزير الشهر الماضي جميع العاملين بالوزارة، ولم تقتصر على الأئمة فقط، خاصة في ظل تدنى الأجور التي لا تتناسب مع ارتفاع الأسعار التي نال جميع الأرجاء. شملت الزيادة التي ستطبق من بداية ديسمبر القادم حسب تصريحات الوزير، 600 جنيه بدل صعود المنبر لجميع الأئمة، و800 جنيه للأئمة الحاصلين علي درجة الماجستير، وألف جنيه للحاصلين علي درجة الدكتوراه، كما قرر صرف 100 جنيه شهريا بواقع 1200 جنيه سنويا لكل إمام بدل زى، خاصة أن أئمة الدرجة الأولى يحصلون على راتب 5380 ، والدرجة الثانية 4590، الدرجة الثالثة 3700، قبل الزيادة، ويشمل بدل صعود المنبر، القوافل، الدروس، بدل إطلاع، بدل إعانة العلماء. مطالب أخرى وعلى الجانب الآخر، فقد أعلن موظفو الأوقاف من إداريين، ومقيمي الشعائر، ومؤذنين، وعمال عن مطالبهم بأن تعم عليهم هذه الزيادة خاصة مع الارتفاع المبالغ في الأسعار، مؤكدين أنهم يعملون ليلا ونهارا ولا يجدون فرصة للقيام بأي عمل يدر عليهم دخلا ثانيا نظرا لقصر الوقت خاصة فيما يعانون منه من تدني رواتبهم، متسائلين: أليس العامل والمؤذن ومقيم الشعائر مسئولين عن أسرة وهذه الأسرة لها مستلزمات مثلها مثل أسرة الإمام، مشددين على ضرورة عدم التمييز بين فئة وفئة أخري علي مستوي الوزارات وليست الأوقاف فقط. مكافحة الإرهاب بمهن مختلفة في الوقت نفسه جدد خطباء المكافأة دعواتهم للرئيس السيسي، قائلين: ” لقد ناديتم بتجديد الخطاب الديني لمواجهة قوى الشر والإرهاب عن طريق المنابر، المؤلفات، التعليم، شتى وسائل التعليم، التنوير، والدعوة، ولا يمر لقاء إلا ويتم التأكيد على تلك القضية الهامة الشائكة، فقام وزير الأوقاف بإلغاء تصاريح الخطابة لكل من طالب بالنظر لحالته . وأضافوا: نحن خطباء المكافأة خريجو جامعة الأزهر حملة مؤهلات عليا تخصصات شرعية وعربية ولا نعمل بأي قطاع حكومي أو خاص يصل عددنا إلى “3000” ونعمل بالخطابة مقابل مكافأة شهرية نظير الخطبة الواحدة تتراوح من 35 إلى 40 جنيها لتصل إلى 140 جنيها شهريًا، ونتقاضاها كل ثلاثة أشهر أو أربعة على حسب توافر الأموال، وذلك عبر فيزا كارت صدرت لنا من الوزارة بعد أن اجتزنا اختبارات وتحريات أمنية، ونقوم بتقديم تقرير وإقرار شهري كل في إدارته، ومن يتخلف عن تقديم التقرير شهرًا يلغى ترخصه، موضحين أنهم يعملون في مهن مختلفة منهم “الفران، الميكانيكي، بائع عرقسوس، والحداد لكي يربوا أبناءهم… متسائلين: كيف نواجه الإرهاب ونحن نعمل في مهن أخرى لكسب الرزق ولم نتفرغ للدعوة؟. وأكد الخطباء، أنهم تقدموا بطلبات عديدة إلى الوزارة وأعضاء اللجنة الدينية ومجلس الوزراء ، ولكنهم أبلغوهم أن التعيين عن طريق مسابقة عامة تعلن على موقع الوزارة، وحينما تم فتح الباب للمسابقة تعاملوا معنا بمبدأ المنتقم فقاموا بوضع اختبارات تعجيزية بشهادة العلماء من جامعة الأزهر ذاته ومنذ عام 2016 إلى نهاية 2019 لم ينته من اختيار 3000 أمام وخطيب بسبب أسلوب التعجيز في الاختبارات، موضحين أنه تم عمل عشرة إعلانات مكملة للمسابقة رقم “1لسنة 2016” في سابقة لم تحدث وتلك الإعلانات يعقبها اختبارات تحريرية وشفوية مما يعد إهدارا للمال العام، مشددين على ضرورة تعيينهم حتى ولو بألف جنيه بهدف سد العجز في المساجد، إلى جانب “فتح بيوت ناس تانيه قد اللي موجودين”، خاصة أن عدد المساجد 150الفا، والمعينين 43 ألفا، والزوايا70 ألفا، وعدد خطباء المكافأة 30 ألفا وغير المعينين 3000 ، متسائلين: كيف تقوم الوزارة بسد العجز في ظل أعداد المساجد والخطباء. قواعد منظمة وقال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، أن الوزارة استجابت لمطالب الرئيس السيسي بتحسين أحوال الأئمة المعيشية، من خلال الاستغلال الأمثل للموارد الذاتية لوزارة الأوقاف، مؤكدًا أن الزيادة لم تشمل العاملون بالوزارة ولكنها اقتصرت على الأئمة فقط، وطالب الرئيس أيضًا التركيز على توفير التدريب الراقي للأئمة، وتنمية مهاراتهم وقدراتهم المعرفية والعلمية، لاسيما في التفاعل مع وسائل الإعلام المختلفة، إلى جانب التوسع في مجال الترجمة والنشر. وعن خطباء المكافأة، أشار طايع أن الخطباء وعددهم حوالي 3000 ، عجزوا عن اجتياز الدورات التدريبية والتحسينية، فكيف يتم تعيينهم؟ موضحًا أن الوزارة تعمل بشكل دوري مسابقات تدريبية وتحسينية لجميع الأئمة والخطباء لرفع مستواهم العلمي والمادي، ومن لم يجتز تلك المسابقات فالوزارة ليست مسئولة عن ذلك. وأضاف أن الوزارة تعمل بشكل دوري على تدريب الأئمة خاصة أن لدينا مائة متدرب في الأكاديمية الوطنية بأكتوبر، إلى جانب 103 واعظين وإمام وخطيب، بالإضافة إلى قيام الوزارة بعمل دورتين للإعلام تهدف لكيفية التعامل مع السوشيال ميديا والظهور الإعلامي، بالإضافة لدورات الكمبيوتر والحاسب الآلى، ودورة أخري لخريجي اللغات والترجمة، ونسعى أن نخرج بدفعة ثالثة خلال الأيام المقبلة. وفيما يخص تدريب القيادات أكد رئيس القطاع الديني، أن مسجد النور بالعباسية يعمل دائما على التدريب في الدورات التأهيلية والتخصصية وبالعمل الإداري، موضحا أن الدورات انتقائية لاختيار الكوادر التي لديها القدرة على العطاء ولديهم استعداد للعلم والتعلم، موضحًا من يقع عليه الاختبار وفقا لضوابط معينة يتم اجتيازه الدورات إجباريا، ونحن نستهدف اكبر عدد من الأئمة للعطاء، مشيرًا إلى أن الوزارة أصدرت مؤخرًا مجموعة من الكتب والإصدارات الفكرية والصحفية بشأن مكافحة الفكر المتطرف ونشر المنهج الوسطي لمواجهة عوامل الهدم والتخريب وتعزيز ثقافة البناء والتعمير. وأوضح أن الخطبة الموحدة ساهمت بشكل كبير في ضبط الخطاب الديني، بعد أن لاقي المجتمع والمارة في الشوارع والطرقات اختلافات وتشاجرات بسبب الخطب وما يقال فيها وحول الموضوعات المقدمة، لتلقى نزاعات بين مؤيد للإمام وعارض. وأشار إلى أن وزارة الأوقاف راعت الأوزان النسبية للخطب وفقا لحاجات المجتمع، مثل التركيز على المناسبات الدينية والوطنية وحاجة الوطن إلى التركيز على المفاهيم الوطنية لدى المواطن وتعميق الولاء والانتماء، قائلا: لولا أن لدينا خطابا دينيا منضبطا موحدا لاستطاع الخطاب أن يشتت شمل المجتمع، وضبط الإيقاع للشارع المصري. وقال: لدينا من جملة القوانين التأديبية في قانون العاملين لسنة 81 ، ما يكفي للالتزام والانضباط للجميع ولكل من تسول له نفسه أن يخترق القواعد المنظمة للعمل في وزارة الأوقاف، وهو ما ركز عليه الرئيس في تجديد الخطاب الديني