استبعد خبراء العلوم السياسية اندلاع حرب أمريكية إيرانية خاصة بعد ان قررت الولاياتالمتحدةالامريكية نشر قوات لها بدول الخليج العربي وهو الأمر الذي جعل بعض المحللين العسكريين والاستراتيجيين يتوقعون نشوب حرب بين أمريكا ودول الخليج ضد إيران اذا استمرت فى تهديد مصالحهما بمنطقة الشرق الاوسط، وهو الامر الذي يعد بمثابة تصعيد خطير يعرض المنطقة العربية بل والعالم كله لمخاطر اقتصادية وإنسانية خطيرة فى حال نشوب حرب ستجعل دول عظمي تمتلك السلاح النووي تتدخل لحماية ايران مثل الصين وروسيا لارتباطهما بمصالح اقتصادية وسياسية وعسكرية مع الدولة الايرانية الاسلامية. وقالت السعودية إنها لا تريد حربا مع إيران، ودعت إلى قمتين خليجية وعربية نهاية الشهر الجاري لبحث الهجمات التي تعرضت لها مؤخرا منشآت نفطية سعودية وناقلات نفط بساحل الإمارات. وفى مؤتمر صحفى بالرياض عقد الاحد قبل الماضي، قال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير إن المملكة لا تريد حربا فى المنطقة ولا تسعى إليها، وإنها ستعمل على منع حدوثها. بيد أن الوزير السعودي قال إنه «فى حال اختيار الطرف الآخر الحرب فإن المملكة سترد على ذلك بكل قوة وحزم وستدافع عن نفسها ومصالحها». وحث المجتمع الدولي على تحمل المسؤولية لمنع إيران من زعزعة استقرار المنطقة، ودعا إلى التحلي بالحكمة، وابتعاد طهران ووكلائها عما سماه التهور والتصرفات الخرقاء، وتجنيب المنطقة المخاطر. وتحدث الجبير عن التحقيقات الجارية بشأن استهداف أربع سفن (بينها ناقلتا نفط سعوديتان) الأحد الماضي على ساحل الفجيرة، وقال إن هناك بعض المؤشرات، وإنه سيتم إعلان النتائج عندما تكتمل التحقيقات. وصباح الثلاثاء قبل الماضي هاجمت طائرات مسيرة للحوثيين محطتين لضخ النفط غرب الرياض، مما أسفر عن توقف المحطتين مؤقتا. واتهمت المملكة إيران بأنها هي من أعطى الأوامر للحوثيين بشن الهجوم، وكرر الجبير فى مؤتمره الصحفى اتهام طهران بدعم ما وصفها بالميليشيات الحوثية التي قال إنها أطلقت 225 صاروخا على المملكة. وفى ذات السياق أكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أنه تحدث قليلا مع نظيره الروسي، سيرجي لافروف، حول الوضع فى الشرق الأوسط، والقضية الإيرانية على وجه الخصوص، وذلك فى مؤتمر صحفى جمع الثنائي الثلاثاء قبل الماضي. وقال بومبيو: «لقد أوضحت أن أمريكا ستواصل فرض الضغوط الاقتصادية على النظام فى طهران، حتى يعيدها قادتها إلى مصاف الدول المسؤولة، والتي لا تهدد دول الجوار ولا تنشر الإرهاب ولا تسعى لزعزعة الاستقرار». وعن الحرب مع إيران، أكد وزير الخارجية الأمريكي أن بلاده «لا تسعى للحرب مع إيران»، وشدد مجددا على رغبة إدارة ترامب بتغيير السلوك الإيراني. ولم يعلق بومبيو على حشد القوات الأمريكية فى الشرق الأوسط والخليج على وجه التحديد، مشيرا إلى أنه سيترك ذلك لوزارة الدفاع. وحول هذا الموضوع يري المحللون السياسيون ان امريكا من خلال هذا التصعيد تستهدف تغيير سلوك نظام الحكم الايراني وليس سقوط نظام الحكم فى إيران، لافتين الى ان استهداف ايران سفنا تجارية دولية وسعودية فى المياه الاماراتية بمثابة تجاوز إيراني لكل الخطوط الحمراء وهو الأمر الذي لن تسمح به أمريكا، مشيرين الى ان امريكا تستهدف من هذا التصعيد إرغام ايران على القبول بمفاوضات جديدة حول البرنامج النووي الايراني برعاية امريكية. ويقول طارق فهمى استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن الخيارات فى هذا الصراع ليس صفريا، موضحا ان امريكا ودول الخليج سيحصلون على مكاسب وايران ايضا ستحصل على مكاسب، موضحا ان التصعيد الاخير ربما ينتج عنه عمليات نوعية من ايران ضد دول الخليج وامريكا وسيتم الرد عليها بعمليات نوعية وليس بحرب شاملة من جانب أمريكا ودول الخليج، لافتا الى ان هذا التصعيد بمثابة عملية ضغط لتغيير سياسات ايران فى منطقة الشرق الاوسط وتقليل نفوذها فى دول «سوريا والعراق ولبنان»، الى جانب إرغامها على عودة المفاوضات حول البرنامج النووي ولكن فى إطار اتفاقية جديدة برعاية امريكية. وأضاف فهمي ل»الاهالي» أن جواد ظريف وزير الخارجية الإيرانى أعلن رفضه للحرب كما ان البيت الابيض ووزارة الخارجية الامريكية يرفضان الحرب ويريان انها ستزيد من التكاليف الاقتصادية الامريكية، وأشار الى ان هناك اطرافا اخري تسعي للحرب مثل الحرس الثوري الايراني والمخابرات المركزية الامريكية، مؤكدا ان الاخيرة تري ان التكلفة الاقتصادية للحرب سيدفعها دول الخليج كاملة وهو الامر الذي يشجعهم لدعم هذه الحرب. وأشار الى ان الحشود العسكرية الامريكية فى الخليج رغم تكلفتها العالية رسالة ردع لإيران لعدم معاودتها أو قيامها مرة أخري بضرب سفن تجارية دولية وسعودية فى المياه الإقليمية الإماراتية، أو قيامها مرة أخري بضرب منشأتين سعوديتين بطيارات بدون طيار، مشيرا الى ان امريكا تردع ايران ايضا لعدم توظيفها وكلاء مثل التيار الحوثي اليمني وحماس والجهاد الفلسطيني وحزب الله اللبناني فى حربها ضد الخليج واسرائيل وامريكا. ويقول حسين عبدالغني رئيس الحزب الناصري ل»الاهالي» إن دول الخليج التى ستدفع ثمن نشر القوات الامريكية بدول الخليج، لافتا الى ان امريكا ليس من مصلحتها الدخول فى حرب شاملة مع ايران بينما التصعيد من اجل مزيد من الضغط على ايران ولكي توقف انتاج الأسلحة النووية التي تهدد امن اسرائيل، مشيرا الى ان اسرائيل الولاية رقم 51 فى امريكا ومن مصلحة الاخيرة ان تبقي اسرائيل وحدها تمتلك سلاحا نوويا فى قارة اسيا.