الدول الكبرى لا يعنيها وحدة التراب السوري تحقيق :عبدالنبي عبد الجواد ستظل الأزمة السورية مشتعلة تبحث عن مخرج سياسي ما لم يدرك أطراف النزاع أن الرهان بات على الوطن وعلى الوحدة الوطنية وعلى التراب الوطني، وأنه لا هازم ولامهزوم، وأن الخاسر الوحيد هو الوطن الجريح والشعب الممزق، والدولة السورية التي أوشكت على الانهيار تحت وطأة طعنات أبنائها وسموم أعدائها . وأن مبادرات الدول الكبرى لحل الأزمة تفتقد المصداقية لأنها دائما تبحث عن مكاسبها السياسية ولا يعنيها ما وصلت إليه أرقام القتلى والجرحى واللاجئين . اكد السفير جمال بيومي أنه لا مخرج من الأزمة السورية وستظل قائمة مادام كل طرف من الأطراف المعنية بالأزمة يتشبث بموقفه ويستنجد بالأطراف الدولية وسيظل الصراع قائما حتى يحسم أحد أطراف النزاع الموقف لصالحه . وأن كل القوى لا تريد حل الأزمة حتى تقوم كل الفصائل بتدمير بعضها البعض حتى يفني الجميع ويتم تمزيق الدولة السورية. المشكلة الأساسية ورغم حرص الدول العربية على بقاء الجيش السوري والمحافظة على وحدة الأرض السورية يلوم البعض على الجامعة العربية ويصفها بالتقصير، لكن المشكلة الأساسية هي عدم وجود آذان صاغية تستجيب لنداء الحكمة وكل فريق يعطي آذانه لمن يقوم بتوجيهه من الخارج ,ولكن الأمل ما زال معقودا في لجوء القوى المتصارعة إلى مصر باعتبارها القوى العربية القادرة على تقديم الدعم والنصيحة الخالصة بشرط أن يكون لديهم قدر من تحمل المسئولية الوطنية حفاظاً على وحدتهم وترابهم الوطني، وأن يقبل الجميع بتقاسم المستقبل والسلطة,وأن إعلان العديد من الدول الكبرى استعدادها لإنهاء الأزمة لن يكون لصالح سوريا بل سيكون ذلك عن طريق إنشاء نظام وكيان موالٍ لهم سواء كان ذلك على الجانب الأمريكي أو الروسي أو تركيا وفرنسا.ولا يخفى على أحد حقيقة البعد الإسرائيلي في الأزمة والتي تقف خلف الستار وتسعى جاهدة لتدمير الجيش السوري وتسعى للهيمنة على الأراضي السورية. وأن الأزمة الليبية أقرب للحل من الأزمة السورية نظرا للحدود الملاصقة للدولة المصرية وقدرة مصر فيها أقوى بكثير من التأثير في الملف السوري. لذا من المتوقع أن تستمر الأزمة السورية طويلاً خصوصا مع زيادة حدة الصراع الروسي الأمريكي في المنطقة. حرب بالوكالة وشاركه الرأي السفير كمال عبد المتعال وأبدى أسفه الشديد لعدم وجود بوادر على المدى القريب. وقال إن الأزمة السورية لن تنتهي إلا بتقسيم سوريا على أساس طائفي وعرقي ومذهبي. وأن تدخل الولاياتالمتحدةوروسيا لم يكن يوما مجاملة لأحد بل هو نوع من تنفيذ أجندات خاصة تتعلق بمصالح تلك الدول في المنطقة ،والإستحواذ على أكبر قدر من المكاسب السياسية في ظل تراجع وتدهور النظام العربي وانقسامه على نفسه ولا يعطي أملاً في الحفاظ على الدولة السورية,ولن تعود سوريا لما كانت عليه قبل احتدام النزاع, وأن سقوط سوريا سيؤدي لإحكام الدائرة حول مصر,وأن الواقع الغربي يؤكد أن الإسلام أصبح عدو أوروبا بعد انهيار الإتحاد السوفيتي وحلف برلين ووضع سيناريو تقسيم العالم الإسلامي منذ عام 1990,وأن سوريا أصبحت ساحة للحرب بالوكالة لمليشيات بعضها ينتمي لروسيا وأخرى لتركياوالولاياتالمتحدةالأمريكية، وأصبحت تمثل تلك المليشيات أوراق ضغط لصالح الأجندات الخارجية. ولقد بدأت عملية التقسيم الطائفي وغرس أنصار داعش في المنطقة منذ غزو العراق وساهم ذلك في التمدد الشيعي وغرس بذور الفتن الطائفية والعرقية والمذهبية وإشعال نار الصراع بين السنة والشيعة وستدور الدائرة على إيران وسيهلك الشيعة بعد صراع طويل مع السنة ولن يكون هناك فرق بين سني وشيعي مادام الهدف هو القضاء على الإسلام. مناورات سياسية وأشار. فراس الخالدي "عضو لجنة مؤتمر القاهرة" أن التدخل الأجنبي في الأزمة السورية لن يصب في صالح الشعب السوري والدولة السورية بل سيصب في مصلحة كلٍ من روسياوأمريكاوتركيا وبعض الأطراف الإقليمية,وأثبتت التجارب أن الشأن السوري لا يعنيهم وإنما مصالحهم السياسية, ولقد قال الرئيس بشار الأسد إن روسيا جاءت لسوريا من أجل مصالحها . ففي الوقت الذي تدعم امريكا الأكراد بالطائرات والاسلحة والمعدات تكتفي بدعم الجيش الحر من خلال تقديم علب البيتزا، وفي نفس الوقت تبعث رسائل للنظام السوري بتحركات المليشيات المسلحة لتبقى الحرب مشتعلة وترتفع نسبة الضحايا ويظل الصراع قائماً . وليس هناك إتفاق دولي لحل هذه الأزمة بدليل فشل مفاوضات جنيف لعدم جدية الأطراف للتوصل للحل. كما أن النظام السوري يسعى هو الآخر لكسب الوقت ويضع القلاقل أمام طريق المفاوضات وغير جاد في الحل السياسي,وأن المعارضة الموالية لأمريكا أشبه بالدمي التي تحركها أمريكا كيفما تشاء من خلف ستار وتبسط نفوذها عليها وتراها تتحدث عن مصالح شخصية وليست مصالح وطن وأرض وشعب وأن كل المبادرات التي يتم الإعلان عنها من وقت لآخر من قبل الشركاء الدوليين ما هي إلا ضرب من سراب وأنها تعد من المناورات السياسية للاستهلاك الإعلامي فقط لا غير.