* تسأل مني عمر من شمال سيناء: ماذا فعل إبليس عليه لعنة الله يوم ميلاد الرسول صلي الله عليه وسلم وهل له مواقف معه؟ وبعثته صلي الله عليه وسلم منع الجان من استرقاق السمع؟. ** يقول د. عبدالله الصبان أستاذ الحديث بجامعة الأزهر: يحكي الإمام السهيلي رضي الله عنه عن تفسير بقرين مخلد الحافظ ان إبليس عليه لعنة الله رن أربع رنات في أربعة مواضع وهي حين لعنه الله وحين أهبط إلي الأرض وحين ولد الرسول صلي الله عليه وسلم وحين أنزلت الفاتحة. ومعني رن أي صرخ بأعلي صوته لشدة غضبه. أما عن إبليس ومحمد رسول الله صلي الله عليه وسلم فنستضيف سيدنا أبي سعيد الخدري ليروي لنا قوله إن رسول الله صلي الله عليه وسلم قام ليصلي صلاة الصبح وهو خلفه يقرأ فالتبست عليه القراءة فلما فرغ من صلاته قال: "لو رأيتموني وإبليس فأهويت بيدي فمازلت أخنقه حتي وجدت برد لعابه بين اصبعي هاتين الإبهام والتي تليها ولولا دعوة أخي سليمان وهي قول الله تبارك وتعالي: "رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي انك أنت الوهاب" سورة ص "35" لأصبح مربوطاً بسارية من سواري المسجد يتلاعب به صبيان المدينة فمن استطاع منكم إذ لا يحول بينه وبين القبلة أحد فليفعل" رواه أحمد والبخاري ومسلم والنسائي وأبو داود. ويقول سيدنا أبو الدرداء رضي الله عنه قام رسول الله صلي الله عليه وسلم يصلي فسمعناه يقول: أعوذ بالله منك ثم قال ألعنك بلعنة الله ثلاثاً وبسط يديه كأنه يتناول شيئاً" فلما فرغ من الصلاة قلنا يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئاً لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك؟ فقال صلي الله عليه وسلم: "إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت أعوذ بالله منك ثلاث مرات ثم قلت: ألعنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر ثم أردت أخذه والله لولا دعوة أخي سليمان لأصبح موثقاً يلعب به ولدان أهل المدينة" رواه مسلم. ويقول سيدنا أبو العباس رضي الله عنه: كان الجن يصعدون إلي السماء يستمعون الوحي فإذا حفظوا الكلمة زادوا فيها تسعاً فأما الكلمة فتكون حقاً وأما ما زادوا فتكون باطلاً فلما بعث سيد الخلق محمد صلي الله عليه وسلم منعوا مقاعدهم فذكروا ذلك لإبليس ولم تكن النجوم يرثي بها قبل ذلك فقال لهم إبليس هذا الأمر قد حدث عن الأرض فبعث جنوده فوجدوا رسول الله صلي الله عليه وسلم قائماً يصلي بين جندلين فأتوه فأخبروه فقال هذا الأمر الذي قد حدث في الأرض. انطلق رسول الله صلي الله عليه وسلم وأصحابه عامدين إلي سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خير السماء وأرسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين إلي قومهم فقالوا ما ذاك إلا من شئ حدث فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فمر النفر الذين أخذوا نحو تهامة وهو بنخل عامدين إلي سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا هذا الذي حال بيننا وبين خير السماء فرجعوا إلي قومهم فقالوا "إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلي الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحداً" فأوحي الله إلي نبيه صلي الله عليه وسلم "قل أوحي إليَّ أنه استمع نفر من الجن" سورة الجن 2. .1