عندما يركن الإنسان إلي نفسه متأملا مايحدث علي الساحة يصاب بحالة من اللاوعي .. حالة من الذعر .. حالة من الألم النفسي لما يتعرض له الاسلام في بلاده ومن المسلمين أنفسهم... الهجوم علي الدين أصبح سلوكا يوميا.. الطعن في كتاب الله .. في رسول الله بل في رسل الله حتي الكتب الصحيحة أصبحت مشاعا لمن هب ودب مثل صحيح البخاري الذي اعترف به القاصي والداني . الغريب ظهور من يؤمن ببعض الكتاب ولايؤمن ببعضه وكأنهم يستعيدون تاريخ بني اسرائيل الذين قال الله فيهم وفي من يسير علي نهجهم "..أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضي فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَي أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلي عَمَّا تَعْمَلُونَ" سورة البقرة :الآية 85 . وهم جماعة ظهرت منذ أيام في المحلة الكبري والقت الشرطة القبض عليهم يسمون أنفسهم¢ القرآنيون¢ أي الذين يتبعون القرءآن الكريم . والذي يسمع اسمهم يدرك لأول وهلة أنهم مؤمنون حقا لكن الذي يمعن النظر في فكرهم يجدهم أنهم يؤمنون بالقرءان لكنهم في الوقت نفسه ينكرون السنة النبوية المطهرة بل وينكرون الرسول صلي الله عليه وسلم . ولو حاورناهم نقلا لقلنا لهم بما أنكم تؤمنون بالقرءان الكريم وتسمون أنفسكم ¢قرءآنيون¢ ألم ترد أيات كثيرة في القرءان الكريم نفسه تأمر بالإيمان برسول الله صلي الله عليه وسلم وهو القرءان الذي تؤمنون به إن كنتم تؤمنون به حقا كما زعمتم مثل قوله تعالي:" وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا" سورة الحشر :الآية 7. والقرآن الذي تدَّعون الإيمان به يؤكد أن محمدا رسول الله صلي الله عليه وسلم مصداقا لقوله تعالي : "مُّحَمَّدى رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَي الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعي أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَي عَلَي سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً" سورة الفتح : الآية 29. بل قرن الله طاعته بطاعة رسوله ومصطفاه في قوله تعالي "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءي فَرُدُّوهُ إِلَي اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرى وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا" سورة النساء . الآية 59. ال الله تعالي: "قُل إن كنتُم تُحبُّونَ الله فاتَّبِعُوني يُحبِبكُمُ الله ويَغفِر لكم ذُنُوبَكُم والله غَفُورى رحيمى" سورة النساء . الآية: "31" وقال أيضا: "إنَّما المؤمنونَ الَّذينَ آمنوا بالله ورسولهِ وإذا كانوا معَهُ علي أمري جامعي لم يذهبوا حتَّي يستَئذِنوهُ إنَّ الَّذينَ يستئذنونَكَ أولئِكَ الَّذينَ يؤمنونَ بالله ورسولهِ فإذا استئذنوكَ لبعضِ شأنِهم فَأْذَن لِمن شِئتَ منهم واستغفرْ لهم الله إنَّ الله غفورى رحيمى" سورة النور . الآية 24. أما إذا تحاورنا معكم عقلا وبعيدا عن النصوص القرءآنية والنبوية والتريخية فنقول لكم : مامعني أن تؤمنوا بالله وتؤمنوا بالقرءآن - إن كنتم مؤمنين حقا- ولاتؤمنوا برسول الله ؟ وهل معني ذلك أن تحذفوا من القرءآن الكريم كل ذكر لرسول الله صلي الله عليه وسلم؟ وهل بعد الحذف - من وجهة نظركم- يصبح قرءآنا؟ وهل أنكر المسلمون أوغيرهم من أتباع الديانات الأخري رسولا من الرسل؟ وهل هناك رسالة بغير رسول؟ فكيف تنكرون الرسول وتزعمون الإيمان ؟ قمة التناقض عقلا ونقلا ..بل إنها الفتنة الكبري في الدين وهذا في حد ذاته ليس غريبا بل الأغرب منه أن هذه الفتنة يتستر أتباعها بستار الدين والقرآن.