تشهد جامعة الأزهر هذا الأسبوع نوعا جديدا من تصعيد الاحداث فقد اشتعلت المظاهرات بفرع البنات مع بداية الأسبوع في حين هدأت الأوضاع في البنين يوم السبت ونهار الأحد واحتقنت الأمور ووصلت لذروتها مساء الأحد وصباح الاثنين.. لكن الروايات المتضاربة ما بين الطلاب بعضهم وبعض من ناحية وبين المسئولين بالجامعة والطلاب من ناحية أخري هي التي خلقت حالة من الالتباس فطالبات فرع البنات يؤكدن انهن بدأن يوم السبت بمظاهرة سلمية داخل اسوار الجامعة تنديدا بمجالس التأديب التي يحال إليها زميلاتهن وزملائهن والطرد من المدينة الجامعية والفصل لعدد كبير من الطلاب والطالبات ولم يتجاوزن حدود السلمية "علي حدقولهن" ولم يعتدين علي أمن الجامعة كما روج المسئولون لكنهن فوجئن بالأمن المدني يحاول تفرقة تظاهرات ويعتدي علي احداهن بالضرب ونزع حجابها وركل اخري بالاقدام واحتجز ثالث داخل أحد الاكشاك وضربها ضربا مبرحا. ونفت الطالبات قيامهن بأي أعمال عنف يوم السبت لكنهن أكدن انهن ثرن لامتهان الأمن لهن واعتدائه عليهن فقررن تعطيل الدراسة الأحد ووقفن علي أبواب الجامعة الرئيسية ومنعن الطالبات من الدخول وكذلك الأساتذة والموظفين ولأول مرة في تاريخ جامعة الأزهر يقتحم الطلاب فرع البنات محاولين تحطيم الكشك الموجود بجوار كلية الدراسات الإنسانية كرد فعل منهم تجاه ما حدث لبنات الأزهر. والغريب ان الطالبات لم يستنكرن هذا السلوك إنما رحبن به كنوع من تصفية الحسابات مع الجامعة. وصرحت الطالبات اللاتي قمن بارتداء الأقنعة واخفاء ملامحهن خوفا من تتبع الأمن لهن وتحويلهن لمجالس تأديب ومن ثم فصلهن ان هدفهن كان تعطيل الدراسة لكن لم ينجحن ودخلت الطالبات المدرجات في تحد سافر لهن مما أثار حفظيتهن. مظاهرات البنين وفي كليات البنين ازدادت الأمور اشتعالا حيث تجمع عدد كبير من طلاب جامعة الأزهر تحديدا لكليات الطب والصيدلة والهندسة واللغات والترجمة أمام مبني كلية الطب وكعادتهم بدأوا يتجولون داخل الجامعة وحسب ما ورد لنا أحد طلاب كلية الطب ان هؤلاء الطلاب حاولوا الخروج خارج اسوار الجامعة وقطع الشارع الجانبي المؤدي لشارع مصطفي النحاس وقاموا باشعال النيران باحدي سيارات الشرطة كما قال لنا أحمد سعيد الطالب بكلية الطب وكان رد فعل الشرطة هو القاء قنابل الغاز علي الطلاب وتفرقةالمظاهرة ومنعهم من قطع الطريق. في حين قص علينا أشرف سعيد الطالب بكلية التربية انه كان داخل مدرج "صيدناوي" احد مدرجات كلية التربيةالذي يقع في الدور الأرضي وفوجيء اثناء المحاضر بهتافات الطلاب المناهضة للجيش والشرطة ثم بعد ذلك ودون سابق انذار استنشقوا رائحة الغاز المسيل للدموع التي لم يستطيعوا تحملها واصيب بعضهم بحالات اغماء والبعض الآخر باختناق فسارعوا إلي باب الكلية ليخرجوا بعدما وقع استاذهم علي الأرض من شدة رائحة الغاز فحموله وخرجوا به لكنهم فوجئوا بأبواب الكلية مغلقة ولا يوجد أمن عليها فاضطروا لكسر أحد الأبواب حفاظا علي أرواحهم واضاف لم نكن مع المتظاهرين ولا نؤيد التظاهر داخل الجامعة لكننا نرفض بشدة ما يفعله الأمن مع زملائنا. وبعيدا عن هذه الروايات وتلك فما رأيناه بأعيننا وحاولنا التقاط صور له هو قيام مجموعة من الطلاب داخل الجامعة باعتلاء سطح كلية التربية ورشق الشرطة بالحجارة والشرطة ترد عليهم بقنابل الغاز المسيلة للدموع وما يكاد الطلاب يلتقطون انفاسهم حتي يعاودوا رشق الشرطة بالحجارة مرة ثانية.. والغريب هو تجمهر عدد كبير من الطلاب في طريق النصر والشارع المؤدي لمصطفي النحاس وقيامهم بتصوير ما يحدث بين الشرطة والطلاب داخل الجامعة لكن سرعان ما قام هؤلاء الطلاب بترديد هتافات ضد الشرطة وشهد الشارع حالة من الكر والفر وشلل مروري وتكدس السيارات به. من ناحية أخري أكدت لنا احدي الموظفات بفرع البنات انها حاولت انقاذ احدي الطالبات بقسم الجغرافيا وتدعي هاجر محمد عبدالله كانت قد تسلقت سور الجامعة لمنع المتظاهرات لها من الدخول لكن لم يسعفها الحظ وقامت طالبات الاخوان بجذبها فوق السور والقائها علي الأرض مما تسبب في كسر قدم الطالبة فقام أمن الجامعة علي الفور باستدعاء الاسعاف لها وبالفعل حضر لكن المتظاهرات منعن سيارة الاسعاف من الخروج ولم تتمكن السيارة من الخروج الا بعد فترة زمنية تقترب الساعة وتم نقل الطالبة إلي مستشفي الزهراء الجامعي وجاء التقرير الطبي لها بأنها تعاني من كسر في مفصل القدم وتحتاج إلي شرائح ومسامير. واضافت الموظفة التي رفضت ذكر اسمها رغم التهديدات التي تلقيناها ونتلقاها من هؤلاء الطالبات الا اننا نصر علي الحضور للجامعة واداء أعمالنا فلن نمكنهم من تعطيل الدراسة بجامعة الأزهر وتخريب الجامعة ولن تخيفنا تهديداتهن. الدراسة منتظمة ومن جانبه أكد الدكتور اسامة العبد رئيس جامعة الأزهر انتظام الدراسة بكل كليات الجامعة وعدم تعطيل الدراسة في أي منها نافيا ما تناقلته احدي القنوات الفضائية حول فصل 700 طالب وطالبة بجامعة الأزهر مؤكدا انه قد جانبها الصواب في هذا الأمر مشيرا إلي أنه تم تحويل 255 طالبا وطالبة لمجالس تأديب ممن ثبت تورطهم في أعمال التخريب وتعطيل الدراسة بكليات الجامعة منهم 18 طالبا وطالبة في احداث يوم الأحد.