ساعات قليلة ويهل علينا شهر رمضان المبارك شهر الانتصارات الكبري. شهر فيه ليلة خير من ألف شهر. وحينما يأتي هذا الشهر نجد الجميع يتحدثون عن فوائد الصوم في تحسين الصحة وتقوية الارادة وغيرها من الفوائد.. لكن الحقيقة ان هذه الفريضة إنما هي محض عبادة من الخلق للخالق سبحانه وتعالي مجردة من حساب الفوائد وغايتها الأساسية الامتثال والخضوع للحق سبحانه وتعالي امتثالاً لقوله تعالي في الحديث القدسي "كل عمل ابن آدم له الا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به". فبالصيام ترتقي طموحات النفس الي معارج النور والخير ونقاء الانسانية وصفائها الفطري بحيث يقترب العبد من مولاه ويسترضيه. وما أعظم ان يظفر العبد بهذه اللحظات في ساحة القرب والرضا والقبول. ومما لا شك فيه ان شهر رمضان يعد فرصة سانحة للخير. وأوقات فاصلة للطاعات والتقرب الي الله من لم يغتنمها فقد أضاع أعظم موسم للعبادة وأرجي وقت للطاعات. ففي هذا الشهر الكريم نجد النفوس مهيئة للقبول. والقلوب في أعلي درجات الاستعداد للإنابة والخضوع.. ومن لطف الله بعباده في رمضان ان تغل الشياطين. ولهذا تقل المعاصي ويقبل الناس علي الطاعات.. لذلك فنحن في مواسم للخيرات والمغفرة والرحمة والعتق من النار. ويكفي الصائم فضلاً من ربه أنه من صام رمضان ايماناً واحتساباً خرج منه كيوم ولدته أمه. كما أخبر المعصوم صلي الله عليه وسلم. فهيا بنا ننفض عن أنفسنا غبار الخلاف والتناحر والتنابز بالالقاب ولنحرص ان يكون شهر رمضان فرصتنا إلي المتاب والمآب. إلي حمي العزيز الغفار. سبحان من قال للمسرفين علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعاً انه هو الغفور الرحيم سبحان من أعطي العهد لمن تاب وأناب وآمن وعمل عملاً صالحاً ان يبدل الله سيئاتهم حسنات سبحان من لا يقال لغيره سبحانك..وكل عام وأنتم بخير.. ورمضان كريم. * * * وختاماً: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "من أصبح آمنا في سربه معافي في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها".. صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم رواه البخاري