ثبت في الكتاب والسنة بعض الاسماء الصريحة للنبي صلي الله عليه وسلم.. فقد سمي في القرآن الكريم ب"محمد. أحمد." وجاء في أحاديث صحيحة أنه له اسماء عدة هي: "إن لي اسماء أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس علي قدمي وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد". وعن أبي موسي الأشعري قال: "كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه اسماء فقال: أنا محمد وأحمد والمقفي والحاشر ونبي التوبة ونبي الرحمة". وفي بعض الأحاديث ما ظاهره تحديد عدد الاسماء.. ففي صحيح البخاري عن محمد بن جبير بن مطعم عن ابيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "لي خمسة اسماء أنا محمد وأحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر. وأنا الحاشر الذي يحشر الناس علي قدمي. وأنا العاقب". قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: والذي يظهر أنه أراد أن لي خمسة اسماء أختص بها لم يسم بها أحد قبلي أو معظمة أو مشهورة في الأمم الماضية لا أنه أراد الحصر فيها. وقيل: الحكمة في الاقتصاد علي الخمسة المذكورة في هذا الحديث أنها أشهر من غيرها موجودة في الكتب القديمة وبين الأمم السالفة. وقد صنف العلماء في جمع اسماء النبي صلي الله عليه وسلم مصنفات كثيرة. تزيد علي الأربعة عشر مصنفاً. وخصص المصنفون في السير والشمائل أبواباً لبيان اسمائه صلي الله عليه وسلم. كما فعل القاضي عياض في الشفا بتعريف حقوق المصطفي في فصل اسمائه صلي الله عليه وسلم وما تضمنته من فضيلته. وأفرد لها الحافظ ابن عساكر باباً في "تاريخ دمشق" وقال العلامة بكر أبوزيد رحمه الله: ألّف في اسماء النبي صلي الله عليه وسلم عدة مؤلفات. وفي "كشف الظنون" و"ذيليه" تسمية أربعة عشر كتاباً. وقد اختلف العلماء في اسماء كثيرة. هل تصح نسبتها إلي النبي صلي الله عليه وسلم أو لا. فأدي ذلك إلي اختلافهم في تعداد هذه الاسماء. وقد كان من أهم أسباب الخلاف أن بعض العلماء رأي كل وصف وُصف به النبي صلي الله عليه وسلم في القرآن الكريم من اسمائه. فعد من اسمائه مثلاً: الشاهد. المبشر. النذير. الداعي. السراج المنير. وذلك لقوله تعالي: "يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلي الله بإذنه وسراجاً منيراً". في حين قال آخرون من أهل العلم: إن هذه أوصاف وليست اسماء أعلام. يقول الإمام النووي رحمه الله: بعض هذه المذكورات صفات. فإطلاقهم الاسماء عليها مجاز. يقول العلامة بكر أبوزيد رحمه الله: جعلها بعضهم كعدد اسماء الله الحسني تسعة وتسعين اسماً. وجعل منها نحو سبعين اسماً من اسماء الله تعالي. قال العلماء: إن كثرة الاسماء دالة علي عظم المسمي.