استنكر الأزهر الدعوات التي أطلقها بعض أقباط المهجر لتنظيم ما يعرف ب "اليوم العالمي لمحاكمة الرسول محمد صلي الله عليه وسلم". أكد الأزهر في بيان له أمس ان تلك الدعوة التي يعد لها فئة من ذوي النفوس الحاقدة والعقول المريضة التي طالما وقفت من الاسلام والمسلمين موقف الشبهات والأغراض الرديئة تحت دعوي حرية الرأي والتعبير ولابد أن تتم محاكمة المنظمين بتهمة إزدراء الأديان. والأزهر يدين هذه الدعوات المتطرفة التي تشعل روح العنصرية الدينية والطائفية وتهدد أمن المجتمعات واستقرارها ويؤيد ان الاسلام رسالة إلهية خاتمة أوحي بها الله تعالي إلي نبيه محمد صلي الله عليه وسلم وهي رسالة عامة للناس جميعا وهي الفطرة التي فطر الله الناس عليها وهي هداية للناس في كل شئونهم الدينية والسياسية والاقتصادية جاء بالسلام وأمر بالعدل ودعا إلي الاحسان بين الناس جميعا واتهام الاسلام بأنه دين وضعي أو بشري هو هوس وسخافة وضلال في الفكر والرأي وهو ليس بجديد بل ردده كفار قريش في زمن النبي صلي الله عليه وسلم وسوف يردده كل من ينتمي اليهم من المنحرفين قديما وحديثا ومستقبلا. كذلك ان الاسلام دين التعايش والتآلف والتعارف بين الناس وهو دين العقل والمنطق الذي يدعو إلي "حوار الحضارات" والتعايش السلمي وليس دين "صراع الحضارات" وبث الكراهية وإثارة الصدام والعداء بين الشعوب وهو دين المودة والبر والتعاطف مع أهل الأديان الأخري المسالمين لنا. قال تعالي "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم ان الله يحب المقسطين" "الممتحنة 8". ولا يفوتنا في هذا الشأن أن نشيد بموقف بعض الأصوات العاقلة من اخوتنا من أبناء الديانات السماوية الأخري داخل البلاد وخارجها والتي رفضت تلك الدعوات العنصرية المتطرفة ودعت إلي الحوار والتسامح بدلا من الدعوة إلي التنابذ والتباغض التي تفرق ولا تجمع وتهدم ولا تبني وتفسد ولا تصلح.