من المأثورات الإسلامية قولنا إن الأعمال بالخواتيم. وهذا معناه أن يظن الإنسان بنفسه الظنون ليمحو السيئات بالحسنات. وليس معني هذا أن يؤخر الإنسان العمل الصالح إلي الأوقات التي تكتب النهاية لما يريد. وانما يجب أن تشمل الأعمال الصالحة كل الوقت من بدايته إلي نهايته. ولكن النصوص المعتبرة تؤكد أن خواتيم الأعمال لها اعتبارها وقيمتها. ونحن الآن نعيش الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان.. ومن واجبنا أن نغتنم هذه الأيام الفاضلة لننعم بثواب الله عز وجل علي عباداتنا ومن أخصها صيام شهر رمضان هذا الصيام الذي أضافه الله إلي نفسه حيث ورد في الحديث القدسي ان كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فانه لله وهو الذي يجزي به. وهذا معناه أن ثواب الصيام جزيل علي قدر عطاء الله سبحانه وتعالي. وهو عطاء غير محدود لأن الله سبحانه وتعالي ربط ثوابه بعطائه الجزيل. والأيام الأخيرة من شهر رمضان تعني أيام الحصاد للزرع المبارك بصيام أيامه وقيام لياليه وفيها ليلة القدر التي أخبر الله سبحانه وتعالي بأنها خير من ألف شهر.. ونحن ندعو الله تعالي أن ينعم علينا بنفحات هذه الليلة المباركة حتي ننجو من سيئاتنا بفضل نعمته العظيمة في ليالي شهر رمضان وبخاصة الليالي الأخيرة منه التي أخبر العلماء بأنه يغلب أن تكون فيها ليلة القدر. وهي ليلة المكانة العظيمة عندالله تعالي حيث ورد أن الله يغفر فيها ذنوب عباده فضلاً منه ورحمة. ونحن إذ نغتنم هذه الأوقات المباركة بالعبادة والدعاء إلي الله فانما نطمع في مغفرته وثوابه غير المحدود وبخاصة ثواب صيام شهر رمضان هذا الشهر الذي فضله الله علي كل الشهور حيث فرض صيامه وحيث سن رسول الله صلي الله عليه وسلم قيامه.. فاللهم امنحنا من فضلك العظيم ما هو جدير بعطائك وأنت الكريم ذو الفضل العظيم.