* تسأل حنان محمد حسن من المنزلة دقهلية: مات جدي وترك ميراثاً كبيراً. وثلاث بنات. وثلاث رجال ويهيمن عليها ابن خالي. ولا يريد إعطاء عماته حقهم الشرعي فما الحكم؟ ** يقول الشيخ عادل أبوالعباس عضو لجنة الفتوي بالأزهر: الميراث شريعة الله التي لا يجوز لأحد أن يعبث بها أو أن يقسمها وفق هواه ومزاجه فلم يتركها الله عز وجل لأهواء البشر بل إنه جعل لكل واحد نصيبه المقدر في كتابه العزيز وفي هدي نبيه صلي الله عليه وسلم فبعد أن قسم الله الأنصبة وبيَّن لكل وارث حقه نهي بقوله تعالي: "ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه" بمعني أنه عرضها للعذاب الشديد بسبب تعديه لحدود الله. وما فعله هذا الحفيد من استحواذه علي التركة وعدم اعطائه لعماته نصيبهن في أبيهن يُعد أكلاً لأموال الناس بالباطل واتهامه لله عز وجل بأنه قسم التركة ظلماً وأن الحفيد هو العدل لأنه لم يرض بقسم الله فحاز علي نصيب غيره ورفض قسمة الله باعتدائه علي حقوق عماته وهذا من أكبر الجرائم في الإسلام لأنه بذلك يعيد قسمة الجاهلية بحرمان البنات من حقهن وإن لم يرجع إلي صوابه فيا ويله من عقاب الله في الدنيا ولعذاب الآخرة أشد وأبقي إن علي أهل الخير أن يجلسوا مع هذا الحفيد وأن يبصروه بحق العمات في حقهن. فإن لم يستطيعوا إعادة الأمور إلي نصابها لجأوا إلي القضاء لأخذ حقهن فلو حصلوا علي حقهن بالقضاء فيا ويله أيضاً من عذاب الله لأنه أضاع الوقت في إعادة الحق إلي أصحابه. إن القسمة الشرعية لهذه التركة هي أن لأبناء المتوفي التركة كلها للذكر مثل حظ الأنثيين وما عدا ذلك فباطل وضال. ولو استطاع هذا الحفيد أن يزور في المستندات أو أن يضحك علي القضاء بأكل حقوق عماته فيا ويله من قاضي السماء يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم.