من الفلسفات التي تحكم المسلم وتزوده بمنهجية التعامل مع غيره من بني البشر من غير المسلمين التأكيد علي مبدأ المساواة ومن ذلك قوله تعالي: ""يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير"" الحجرات أية "13" وقوله تعالي: ""وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربي"" الأنعام "152" وقوله تعالي: ""ولا يجرمنكم شنآن قوم علي ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوي واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون"" المائدة "8" هذا وقد قص القرآن علي أبنائه ما يؤكد معاملة غير المسلم بنفس المعيار الذي يعامل به المسلم في قوله تعالي: ""إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيماہ واستغفر الله إن الله كان غفوراً رحيماًہ ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خواناً أثيماًہ يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضي من القول وكان الله بما يعملون محيطاًہ ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلاًہ ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماًہ ومن يكسب إثماً فإنما يكسبه علي نفسه وكان الله عليماً حكيماًہ ومن يكسب خطيئةً أو إثماً تم يرم به بريئاً فقد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناًہ ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شئ وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً"" النساء "105 113" وعن سبب نزول الآيات يقول الإمام الواحدي: ¢هذه الآيات نزلت في رجل من الأنصار يقال له¢ طعمة بن أبيرق¢ أحد بني ظفر بن الحارث سرق درعاً من جار له يقال له قتاده بن النعمان. وكانت الدرع في جراب فيه دقيق. فجعل الدقيق ينتثر من خرق في الجراب حتي انتهي إلي الدار وفيها أثر الدقيق. ثم خبأها عند رجل من اليهود يقال له زيد بن السمين. فالتمست الدرع عند طعمة فلم توجد عنده وحلف له.. والله ما أخذها وما له به من علم. فقال أصحاب الدرع: بلي والله قد أدلج علينا فأخذها وطلبنا أثره حتي دخل داره. فرأينا أثر الدقيق فلما أن حلف تركوه واتبعوا أثر الدقيق حتي انتهوا إلي منزل اليهودي فأخذوه فقال: دفعها إلي طعمة بن أبيرق وشهد له أناس من اليهود علي ذلك. فقالت بنو ظفر وهم قوم طعمة. انطلقوا بنا إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فكلموه في ذلك. فسألوه أن يجادل عن صاحبهم وقالوا: إن لم تفعل هلك صاحبنا. وافتضح وبرئ اليهودي. فهم رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يفعل وكان هواه معه وأن يعاقب اليهودي حتي أنزل الله تعالي: ""إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله"". إن مبدأ المساواة بين الإنسان وأخيه الإنسان بغض النظر عن عقيدته ولونه وجنسه هو ما طبقه الرسول في واقع حياته ومع أصدقائه وأعدائه وحلفائه. ومن الفلسفات التي تحكم المسلم الاعتقاد بتكامل الشرائع فلقد علم الإسلام أبناءه بأن شرائع السماء متصلة الحلقات لا تنفصم عراها. ولا تنفصل حلقاتها. فشرع ما قبلنا هو شرع لنا في جميع الأمور ما لم يرد نص يخالفه أويخصصه. وما تلتقي عليه شريعة الإسلام وغيرها من الشرائع مساحة مترامية الأطراف تكفي لجمع الكلمة وتؤدي إلي التعاون وتنمي عاطفة الحب والإخاء: ""وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعةً ومنهاجاً ولو شاء الله لجعلكم أمةً واحدةً ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلي الله مرجعكم جميعاً فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون"". المائدة "48" وفي تكامل العقائد نقرأ أيضا قوله تعالي: ""شرع لكم من الدين ما وصي به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسي وعيسي أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر علي المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب"". الشوري "13" ونقرأ أيضا قوله تعالي: ""قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلي إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسي وعيسي وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون"". البقرة "136"