أفيش فيلم السكرة الكبرى - إيما واتسون أفلام الأكشن، والكوميديا من أهم ماتقدمه السينما التجارية.. والموسم الصيفي في أمريكا الذي شارف علي الانتهاء،قدم لنا عشرات الأفلام التي تنتمي إلي تلك النوعية، أغلبها كان متواضع المستوي، رغم أنه يضم أسماء لنجوم شباك والقليل الذي حقق المعادلة الصعبة بين كونه فيلما تجاريا للتسلية والمتعة وكونه عملا فنيا جيد العناصر، والحقيقة أن البحث عن أفكار جديدة ومبتكرة تصلح للتقديم في الأعمال الكوميدية، به قدر كبير من الصعوبة، ولذلك تلجأ شركات الإنتاج أحيانا لتقديم أجزاء ثانية وثالثة من أفلام سبق أن حققت نجاحا تجاريا، وتعلق الجمهور بأبطالها. وإذا اتفقنا أن الكوميديا، أحياناً ما تسمح بالخروج عن المألوف والمنطق، فإن الكثير منه قد يفسد التوليفة ويحول الفيلم إلي نوع من الهراء، وهو ماحدث مع فيلم »هذه هي النهاية« this is the end الذي يضم مجموعة من النجوم الشباب يظهرون بشخصياتهم وأسمائهم الحقيقية، رغم أنهم يقدمون أحداثا غير حقيقية، منهم وأهمهم جيمس فرانكو. "سبق ترشحه للأوسكار عن فيلم 721ساعة، و»سيث روجان« وقد شارك في كتابة السيناريو والإخراج، وجاي بورشيل، وإيما واتسون"بطلة هاري بوتر"، وريحانا، والفيلم يعتمد علي الألفاظ الخارجة، النقد اللاذع لكل شيء، طبيعة الحياة لنجوم هوليوود، والسياسة والدين، وكل ما يخطر ببالك، وهذا بالطبع لايمثل مشكلة، ولكن كارثة الفيلم، أنه رغم كل ذلك، ليس مضحكا!! في البداية يستقبل »سيث روجان« صديقه جاي بورشيل في المطار، ويصطحبه إلي شقته الفاخرة في حي النجوم بهوليوود، مع ملاحظة أن كل منهما يعمل في مجال التمثيل ويحقق قدرا من النجومية، غير أن الضيف جاي بورشيل، يؤكد من حين لآخر أنه لايزال حريصاً علي التقاليد الدينية خوفا من عقاب ربنا، ومع ذلك فهو لايمانع في تعاطي المخدرات بأنواعها »مثل كل أدعياء التدين«، ويصطحب سيث روجان صديقه وضيفه إلي حفل في منزل جيمس فرانكو الجديد، ولكن »جاي« لايرحب بالفكرة، لأنه لايميل إلي فرانكو، ولايحب صداقته، ولكن مع إلحاح "سيث" يضطر للاستجابة، علي أن تكون الزيارة سريعة وخاطفة، ويكتشف الصديقان أن فرانكو قد أعد حفلا ماجنا، يضم عشرات الأصدقاء، وأنه يزهو بديكور منزله الذي كلفه عدة ملايين »وهو بالمناسبة ديكور فاخر فعلا«، ومع إفراط الجميع في تناول الخمور وكافة أنواع المخدرات،تبدأ أحداث غريبة، حيث تهاجم كائنات متوحشة المكان المحيط بمنزل فرانكو، وتدمر كل شيء، في البداية يعتقد الأصدقاء أن المدينة تتعرض لزلزال أو إعصار مدمر، ولكن بالتدريج يتكشف الأمر، ويصارع الأصدقاء أو الباقي منهم للبحث عن شربة ما، أو أي طعام بعد أن فقدوا كل ماكانوا يمتلكونه نتيجة، سقوط وتدمير أجزاء من المنزل، وتحوله إلي أنقاض، طبعا المتفرج البريء، يظن أن مايحدث علي الشاشة، هو نتيجة إفراط الأصدقاء في تعاطي المخدرات بأنواعها، ولكن قبل أن يصل الفيلم إلي نهايته، تتأكد أن ماحدث كان حقيقة، ولكنها تتفوق علي خيال أي شخص ضارب ترامادول فعلا، حيث يبدأ كل من الأصدقاء في تذكر خطاياهم، طالبين من الله المغفرة، ويرتفع إلي السماء كل من يقدم خدمه لبقية الأصدقاء بينما تلتهم الوحوش من تثبت أنانيته وعدم صدق نيته في التوبة!! طبعا يمكن أن تقبل أعمالاً فنية تحمل توجهات أخلاقية مباشرة إلي هذه الدرجة من السذاجة، ولكن بما أننا بصدد فيلم كوميدي، فأنت تتوقع طبعا أن تضحك مرة أو اثنتين علي الأقل، ولكن هذا لم يحدث، رغم وجود الثنائي جيمس فرانكو، وسيث لوجان، وقد سبق لهما الاشتراك في الفيلم الكوميدي »اكسبريس الأناناس« 8002 وهو أحد الأفلام الكوميدية المدهشة، التي لاتتوقف فيها عن الضحك لحظة، ولكنك في فيلمهما »هذه هي النهاية« تبحث عن الضحك أو حتي الابتسامة فيصعب عليك أن تجدها!! - أما فيلم »هانج أوفر 3« أو السكرة الكبري 3 فهو أيضا يعتمد علي استثمار نجاح جزئيه الأول والثاني، وقد صادفا نجاحا تجاريا كبيرا، ولكن الجزء الثالث لايخلو من طرافة، وفيه قدر لابأس به من الضحك، وهو يجمع بين أفلام الأكشن والكوميديا، وأحداثه لايمكن أن تتوقعها، وتختلف تماما عن السياق الذي دارت في أحداث الفيلمين السابقين، فهذه المرة لايفقد الأصدقاء وعيهم نتيجة الإفراط في الشراب، ليفاجأوا عند يقظتهم أنهم قد وقعوا في كارثة، مع اختفاء أحدهم وعليهم أن يعثروا عليه، الفيلم الجديد ليس به أحد يفرط في الشراب، ولاحتي يحتسي الخمر من أصله، ومع ذلك فهناك صديق مأخوذ رهينة لدي رجل عصابة خطير، يشترط لإعادته أن يقوم الأصدقاء الثلاثة بتسليمه مستر شو، وهو مجرم كوري خطير، سرق منه سبائك ذهب تقدر قيمتها بعشرين مليون دولار!!! الكوميديا في الفيلم تعتمد علي الصورة وعلي الموقف والحوار، يعني كل عناصر الإضحاك متوفرة له، ويتصرف الأبطال بدرجة عالية من الجدية في الأداء، دون أن يتورط أحدهم في مبالغة أو استظراف، أبطال الفيلم »برادلي كوبر«، زاك جاليفيناكس، والممثلة هيثر جراهام مضافا إليهم الممثل، كين جيونج، وهو أمريكي من أصل كوري، وقد درس الطب، ثم تفرغ للكوميديا بعد ذلك، وهو مفجر الأحداث في هذا الجزء من سلسلة هانج أوفر، حيث يبدأ الفيلم بهروبه من السجن، ويصبح المطلوب من الأصدقاء الثلاثة أن يعثروا عليه ويقدموه حيا لرجل العصابة الخطير جون جودمان، وفي مواقف شديدة الطرافة يفشل الأصدقاء المرة تلو الأخري في تعقبه، لشدة ذكائه وحيله التي لاتنتهي، وتأتي النهاية بشكل غير متوقع، كما بقية الأحداث، وقد حقق الفيلم إيرادات ضخمة تؤكد أن حكايته لم تنته وأن جزءا رابعاً من الفيلم قد يكون في طريقه للإعداد! الكوميديا النسائية أي تلك التي تعتمد علي بطلة أو أكثر، تبدو أشد تعقيدا في الكتابة من تلك التي يلعب بطولتها الرجل،ومع ذلك فإن فيلم »حرارة« THE HEAT يتمتع بدرجة كبيرة من الطرافة، وهو يقوم علي التباين الشديد بين بطلتين إحداهما رشيقة وعملية وجادة وصارمة »ساندرا بولاك« وهي ضابطة في المباحث الفيدرالية، وبين زميلتها البدينة، البذيئة العنيفة »ميليسا مكارثي«، إنها معادلة المخ والعضلات، ساندرا بولاك امرأة محبطة عاطفية، تعيش وحيدة وتعطي عملها معظم وقتها، وتتفنن في القبض علي الخارجين علي القانون، وتلقي بنفسها في التهلكة حتي تقبض علي تجار المخدرات الذين يملأون الشوارع، أما ميلسا مكارثي فهي ابنة متبناة لعائلة كبيرة العدد، تقطن أحد الأحياء الفقيرة التي تنتشر فيها الجريمة بكل أنواعها، ميلسا تشتهر بالعنف في التعامل مع الجميع، وتضعها الأقدار في اختبار صعب عندما تكتشف أن أحد أشقائها متورط مع عصابة كبيرة لترويج المخدرات، وهي تحاول أن تخفي ذلك عن زميلتها ساندرا بولاك، ولكنهما في النهاية يتعاونان للإيقاع برجال العصابة و كالعادة يتضح أن بعض رجال الشرطة متورطون في عمليات إجرامية، الفيلم يجمع أيضا بين الكوميديا والحركة، ورغم ضخامة حجم ميلسا مكارثي إلا أنها تقدم مشاهد منطقية في مطاردتها المجرمين، وهو استخدام جيد لممثلة بدينة أو مفرطة في البدانة، بعكس التعامل مع الحالات المماثلة في السينما المصرية التي تكتفي بالسخرية من صاحبات الوزن الثقيل، وحبسهن في إطار ضيق، بحيث لايمكن أن يطمحن في بطولة الأفلام، أما ميلسا مكارثي فهي تلعب بطولات حلقات تليفزيونية وأفلام سينمائية ولم تفكر قط أن تخفض وزنها، لأن السينما عندهم تعمل حسابا لكل الأنماط البشرية، ولاينقصها الفكر والابتكار في تقديم أدوار مميزة لأصحاب الأوزان الثقيلة رجالا كانوا أم نساء!