رغم أنه وليد أرض كرمتها السماء، وعاش طفولة رحبة، وسبحات روحية ونورانية في ربوع الحرمين الشريفين حيث تنطق الأجواء بالقداسة، وتشهد بالوحدانية للواحد القهار، فقد عاش في مصر ردحا من الزمان ينهل العلم من مدارسها، ويتخرج في جامعاتها، ويعيش بين شعبها، ويعرف أحياءها ومناطقها وشوارعها ويضحك لنكاتها، ويتذوق طعامها، ويطرب لفنها! صقلت الخبرات مواهبه كدبلوماسي محترف طاف بأكثر من عاصمة ممثلا لبلاده، لينتهي به المطاف سفيرا علي أرض الكنانة التي أحبته وأحبها، وله علي أرضها أهل وناس يحبهم ويحبونه، إنه الصديق الفاضل أحمد عبدالعزيز قطان سفير خادم الحرمين الشريفين في مصر ومندوب السعودية الدائم لدي جامعة الدول العربية. عرفته سنوات ليست بالقليلة، يتمتع بصفات أصيلة أبرزها الذكاء، والتدين، والطيبة، والشهامة، وتأثر بعادات المصريين وتقاليدهم فأصبح واحدا منهم، إلا أن عيبه الوحيد أنه »أهلاوي« صميم!!! لقد استقبل السفير أحمد قطان في بداية سنوات عمله حدث كبير كأحد أخطر الثورات الشعبية في التاريخ المصري الحديث، وأقصد ثورة 52 يناير وتوابعها بأحداثها الساخنة، ومشاهدها الدامية، وأمواجها المتلاطمة، ونالت سفارته، بل تعرض شخصه لنوبات من الضجيج الغاضب، لكنه احتكم لصوت العقل، ولسلطان القانون، واحتوي هذه الأحداث بدبلوماسيته الهادئة: يحلل المشاهد، ويعالج المواقف العصيبة بحلول حكيمة ومنصفة، ولم تتأثر العلاقات المصرية السعودية خلال هذه المرحلة العصيبة في تاريخ مصر بفضل حنكة هذا السفير ومهارته، بل وتمضي عجلة الزمن في خضم هذه الأحداث لنري الملك عبدالله بن عبدالعزيز مساندا وظهيرا للشعب المصري وقت الشدة والحاجة إلي الأخ والصديق. ويستيقظ السفير أحمد قطان مبكرا فجر الثلاثاء الماضي ليصل إلي مطار شرق القاهرة وليكون في طليعة المستقبلين لأول دفعة من المستشفيات الميدانية القادمة من بلاده في إطار حزمة المساعدات التي أقرها خادم الحرمين الشريفين لمصر لمساندة مصابي الأحداث الأخيرة.. لتصل هذه الطائرات عبر الجسر الجوي »قطان«، فقد كان معبرا للمحبة بين القاهرة والرياض!