محرر آخر ساعة يستمع لآراء كبار عائلة عبدالرحمن رفاعى حطم الصعايدة تحليلات الخبراء والسياسيين عقب ثورة 25يناير 2011 التي أكدت أن أصواتهم هي أداة النجاة الوحيدة لعودة فلول الحزب الوطني (المنحل) إلي الحكم والبرلمان معتبرين أن أصواتهم محجوزة للفلول بسبب سيطرة روح القبيلة علي أبناء الصعيد، لكن أصواتهم حسمت جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية لصالح محمد مرسي ، وعلقوا أمنياتهم في تطوير الصعيد برقبة مرسي ،لكنه خيب آمالهم ولم يحل مشاكلهم خلال فترة حكمه ، الغريب أنه رغم ذلك إلا أنهم لم يخرجوا في 30 يونيو للمطالبة برحيل مرسي بل خرج كثير من المؤيدين لبقائه ، "آخرساعة" حاولت البحث عن السبب من خلال هذا التحقيق مع أبناء الصعيد. بعض الأحزاب والتيارات السياسية بالصعيد أصدرت بيانات تدين خطابات وسياسة مرسي والبعض الآخر رحب بها، وقال أشرف التعلبي، وكيل مؤسسي حزب الصعايدة تحت التأسيس معلقاً علي الخطاب الأخير الذي ألقاه مرسي: "جاء الخطاب مخيبا للآمال، وخالف توقعات المصريين الطامحين في استقرار الأوضاع، مشيراً إلي أن الخطاب يصيب بالشلل والإحباط واليأس، فالخطاب لا يتعدي كونه خطابا لرئيس وحده محلية. ويتساءل التعلبي: لماذا موجة التهديدات التي وجهها الرئيس في خطابه لمعارضيه؟، مستنكرا استخدام شماعة النظام السابق في جميع الأزمات التي تمر بها البلاد، ووصف تفويض المعزول للمحافظين بإقالة ما أسماهم بأتباع النظام السابق، واعتبر ذلك خطوة جديدة لتصفية المؤسسات الحكومية، لتمكين جماعة الإخوان المسلمين ،وقد تكون هذه التصفية علي أساس سياسي وليس فسادا وهو ما يخلق جواً من التناحر والصراعات بين أبناء الوطن، خاصة في الصعيد الذي تحكمه القبلية والعصبية. كما انتقد اتحاد شباب الثورة بأسيوط انشغال مرسي ورئيس الحكومة السابق هشام قنديل بما وصفوه تنفيذ خطة التمكين، علي أجهزة الدولة في محاولة 'الأخونة' من خلال تعيين كوادر تنتمي لجماعة الإخوان في مواقع حساسة بالدولة وهذا سبب فشله، وأكد عقيل إسماعيل، المتحدث الرسمي للاتحاد، أن نسبة الفقر في الصعيد تتجاوز الحد المسموح به عالميًا، كما أن الصعيد يحوي أكثر من 30 مليون مواطن بنسبة تمثل تقريبًا ثلث سكان مصر الواقعين تحت خط الفقر، موضحاً أن أبناء الصعيد كانوا من الطبقة الثالثة في عهد مبارك أما في عهد مرسي فتم تجاهلهم تماماً. واستنكر أعضاء هيئة التدريس بجامعة أسيوط، تجاهل الحكومات المتوالية قبل وبعد الثورة لأعضاء هيئة التدريس بجامعات الصعيد في التشكيلات الوزارية. وقال الدكتور جمال محمد علي، عميد كلية التربية الرياضية بجامعة أسيوط: إن تجاهل الرؤساء اختيار أحد أساتذة جامعة أسيوط أو أي جامعة من جامعات الصعيد الذين يمثلون 10 محافظات تسبب في إصابة أعضاء هيئة التدريس والممثلين الشعبيين بالاستياء والغضب الشديد، مؤكداً أنه طالب وأعضاء مجلس الجامعة برئاسة الدكتور مصطفي كمال رئيس الجامعة، بإصدار بيان من المجلس يتضمن تحفظ مجلس جامعة أسيوط علي تجاهل الأساتذة الأكفاء الذين يقيمون في أسيوط وينتمون للجامعة من التشكيل الوزاري رغم مشاركة المحافظة في تظاهرات 30 يونيو ووقوع ضحايا من أبناء الجامعة، وأنهم يرفضون تجاهلهم في التشكيل الوزاري والمحافظين مما تسبب في إهمال دور الجامعة وأعضائها، مشيراً إلي أن جامعات الصعيد تضم أكثر من 2500 أستاذ، من بينهم 800 بجامعة أسيوط لم يستدع الرئيس أحدا منهم لمقابلته خلال التشكيل الوزاري. وأكد الدكتور يحيي كشك محافظ أسيوط في تصريحات إعلامية أن الصعيد أهمل لفترات طويلة بعد أن كان سلة الغذاء لمصر كلها، لكن بدا إهماله منذ ثورة 23 يوليو حتي الآن حيث انخفضت فيه معدلات التنمية، مضيفاً أنه لا يمكن إصلاح مشكلات متراكمة منذ 60 عاما في غضون شهور قليلة، وأوضح أن نسبة البطالة كانت 61 ٪ حتي 25 يناير ارتفعت إلي 65 ٪ وأوضح أن الفقير في الصعيد أفقر من فقراء الوجه البحري، لافتا إلي أن متوسط دخل الفرد 176جنيها، مؤكدا أن المحافظة بها 253 قرية منها 200 قرية تحت خط الفقر، ونسبة الأمية بها بلغت 23٪. تحولت السهرات الرمضانية في محافظات الصعيد إلي سهرات سياسية، والحديث عن ماضي ومستقبل مصر والمقارنة بينهما لا يفارق ليلة من ليالي رمضان بالجنوب، والندم علي عزل محمد مرسي أساس النقاش بينهم، فهم يرون أن الإصلاح والتقدم كان سيأتي علي يده وسبب تيقنهم من ذلك أنه رجل متدين ويحب "الغلابة"، وعندما تقول لهم أنتم وقفتم معه وساندتموه والإخوان في الانتخابات وبدونكم لن يري النجاح ورغم ذلك لم يهتم بكم ،فيقطعون السؤال وتكون إجابتهم سريعة "محدش أعطاه فرصة"!!. آخرساعة" شاركت في حضور أمسية رمضانية وكانت مع كبار عائلة "عبدالرحمن رفاعي " بمركز ساقلتة محافظة سوهاج . حضر الأمسية أحمد محمد عبدالرحمن ومحمد حافظ عبدالرحمن وهاشم إسماعيل عبدالرحمن والسيد الحاج محمود وحسن مخلوف وفؤاد صبرة وجمال محمد راضي وكمال عبدالرؤوف وعمر عارف والشيخ كمال المراغي، كلهم يطالبون بعودة مرسي باستثناء اثنين فقط يرفضان عودته هما فؤاد وعمر، حيث يرون أن عزل مرسي حرب علي الدين الإسلامي وأن واجبهم نصرة الدين، واعتبروا المؤسسات والأشخاص التي رفضت العمل في عهده خائنة ، ويرون أن سبب ما أطلق عليه أخونة الدولة مصطلح لخداع المصريين وليس لديهم مانع من تعيين غالبية الوزراء والمسئولين من الإخوان لأنهم هم من سيقفون بجانبه ويعملون معه، لكن التيارات الأخري ستخذله. وأجمع كبار عائلة عبدالرحمن رفاعي علي أن مرسي نصير الفقراء ومحارب الفساد ، وأشار أحدهم إلي أنه استفاد من حكم مرسي بتخفيض وخصم الأقساط المتراكمة عليه لدي بنك التنمية والائتمان الزراعي، لكن في 30 سنة من عهد مبارك لم يستفد بشيء، وأنهم استبشروا خيراً عندما جاء مرسي وطمأن المصريين بأن الدولة مليئة بالخير وأنه سيحارب الفساد الموجود وسيعم الخير علي الجميع لكن مبارك كان دائماً يقول الدولة مدانة وتعداد السكان كبير وكان "ماسك في الفقر" حسب قولهم ، لذلك فهم يطالبون بعودة مرسي إلي الحكم، واستنكروا عدم ظهوره ومعرفة مكانه قائلين "عاوزين نعرف مرسي فين، هو في حد يخطف رئيس الدولة ؟!"، وتساءلوا عن سبب اختيار عدد من الوزراء في الحكومة الجديدة وخاصة أنه كانت تتم المطالبة بتغيير وزارة هشام قنديل ؟، وأشاروا إلي أن الحرب بدأت ضد مرسي منذ اليوم الأول لتوليه الحكم في 30يونيو 2012. بينما يرفض فؤاد صبره وعمر عارف عودة مرسي بشدة ، معتبرين أن سنة من حكمه خلقت الكثير من الأزمات وتراكمت الديون علي مصر وأنه لا يصلح من الأساس أن يكون رئيساً، وظهر الإخوان علي حقيقتهم عندما تم عزل مرسي وظهر الإرهاب مجددا وأعمال العنف والبلطجة ، في حين أن المسيرات التي شهدتها الميادين في 30 يونيو للمطالبة برحيل مرسي لم تخرج عن السلمية ، فهل الإخوان هم الطرف الثالث الذي كنا نبحث عنه طوال السنوات الماضية؟ يقول عبدالفتاح محمودالزهري 70سنة (مديرمدرسة بالمعاش): جماعة الإخوان المسلمين جاءتهم فرصة الوصول إلي الحكم ولم يستغلوها، وكان كل ما يشغلهم هو تمكين أعضائها في مفاصل الدولة، كما أن مؤسسة الرئاسة لم تساعد محمدمرسي بالقدر الكافي وأكثر ما جعل شعبيته تتراجع هو رجوعه في القرارات التي كان يتخذها وهذا دليل علي عدم دراسة هذه القرارات جيداً قبل اتخاذها، وأبناء الصعيد وقفوا بجانب مرسي وانتخبوه ورغم أنهم لم يستفيدوا منه بشيء إلا أنهم علقوا أمل الاستفادة منه في الأيام القادمة فهم يريدون أن يعطوه فرصة، خاصة أنهم شعروا أن ما يحدث علي الساحة صراع ضد الدين الإسلامي وليس ضد مرسي بشخصه، فأبناء الصعيد مطالبهم بسيطة تتمثل في توفير لقمة العيش والوظيفة للمتعلمين والسماد والمياه بالترع للمزارع وتخفيض الأسعار فهم لا يطالبون بأكثر من ذلك وهذه أبسط حقوقهم. ويري فتيحة الزهري 45سنة (معلم) أن الحرب ضد محمد مرسي بدأت منذ توليه الرئاسة عندما ذهب لحلف اليمين وظهرت الاختلافات علي مكان وصيغة اليمين، ثم جاء بعد ذلك رفض مؤسسات القضاء والشرطة العمل معه وتشويه الإعلام لصورة الإخوان، موضحاً أن سبب استمرار اعتصام المؤيدين لمرسي بميدان رابعة العدوية هو أنهم متأكدون من عودة مرسي لمنصبه فالتاريخ يعيد نفسه، فإذا تذكرنا ثورة 1952 عندما قام الضباط الأحرار تم بعدها عزل الرئيس محمد نجيب ونجحوا في ذلك وجاء جمال عبدالناصر رئيساً حتي خرج الإخوان عام 1954م واعتصموا بالميادين للمطالبة بعودة محمد نجيب وتفاوض معهم الجيش وقتها ونجحوا في تحقيق مطلبهم، واستنكر التجاهل الإعلامي لمظاهرات مؤيدي مرسي وطريقة إغلاق القنوات الدينية التي كان يجب أن تتم بالطرق القانونية، متسائلاً: أين الشباب في وزارة الببلاوي؟، ويري أن الحل في إنهاء الاعتصام هو عودة مرسي للحكم علي أن يدعو إلي انتخابات رئاسية مبكرة والجميع يعلمون أنه لن ينجح لكن هذا الأمر سيكون بمثابة رد شرف له. ويقول عمر حسام 20 سنة (طالب بمعهد حاسب آلي) من محافظة قنا: ما حدث إنقلاب عسكري، وأهل الصعيد يخرجون يومياً في مسيرات حاشدة للمطالبة بعودة مرسي ولا أحد يعلم عنها شيئا حيث يوجد تعتيم إعلامي متعمد لهذه المسيرات التي تنتشر في الصعيد بالإضافة إلي تهويل أي شيء سلبي يفعله مؤيدو مرسي. ويطالب حلمي عبدالكريم 22سنة (طالب بكلية هندسة) من محافظة الفيوم بعودة محمد مرسي باعتباره رئيساً منتخباً، والشيء الوحيد الذي يعزله هو الصندوق الانتخابي، مشيراً إلي أن غالبية أبناء وشباب الفيوم يريدون عودة مرسي لأنه حصل علي أغلب أصواته من هذه المحافظة وهم يشعرون أنه تم تجاهل هذه الأصوات، مشيراً إلي أنه في حالة عدم رجوع مرسي للحكم فإن أي رئيس سيأتي بعده لن يستمر في الحكم . بينما يوجه خالد حجي 32سنة (مزارع) من أبناء محافظة الأقصر التحية إلي الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي لاستجابته لمطالب الشعب بعزل مرسي، مشيراً إلي أن الجيش والقوات المسلحة هم حماة مصر والمصريين ودائماً ما يلجأ إليهم الشعب في أزماته ويجدهم جواره فبدونهم في 25يناير 2011م لكانت الفوضي استمرت في البلاد، وفي 30 يونيو قاموا بتأمين وحماية المتظاهرين مع رجال الشرطة الذين فهموا دورهم الحقيقي وتعلموا من أخطائهم، موضحاً أن المطالبين بعودة مرسي الموجودين بميدان رابعة العدوية يبحثون عن مصالحهم .