بعد كل أزمة أو ثورة أو حدث ما يخرج عدد من المبادرات للتقليل من حدة الأزمة التي تعيشها البلاد وهو ماحدث في أعقاب نجاح ثورة 30 يونيه حيث قامت إحدي القنوات الفضائية بفتح باب التبرع لإنعاش الاقتصاد المصري خلال الفترة القادمة وتحديدا بعد أن دخلت البلاد في مرحلة انتقالية جديدة وما إن تم الإعلان عن الحساب والذي يحمل رقم (306306) وحتي بدأت الملايين بل والمليارات تتدفق علي الهواء. ولكن الجميع توقف عند رجل الإعمال محمد حواس الذي أعلن علي الهواء أنه سوف يتبرع ب5 مليارات دولار فما كان من الإعلامي خيري رمضان إلا أن يطلب منه أن يحضر إلي البرنامج ليكون ذلك أمام الملايين من المشاهدين وبالفعل في اليوم التالي تم استضافته علي الهواء مباشرة ولكن كانت المفاجأة بإنه لم يتبرع بذلك المبلغ ولكنه أكد أنه سوف يدفع هذا المبلغ كخطابات اعتماد من الحكومة إلي شركات الغاز العالمية لاستيراد البترول وسوف يكون ذلك بمثابة قرض للدولة ولكن بدون فوائد أو أرباح. وقام وزير البترول السابق أسامة كمال وأجري اتصالا علي الهواء أثناء تواجد محمد حواس مع الإعلامي خيري رمضان وأوضح أن الدولة تقوم باستيراد بترول من الخارج في العام الواحد بثمانية مليارات دولارات مشيرا إلي أن مبلغ ال 5 مليارات دولار يكفي الدولة من البترول لمدة 6 أشهر فقط. الغريب أن رجل الأعمال أعلن خلال لقائه أنه عرض علي وزير الإسكان السابق في حكومة الدكتور هشام قنديل إنشاء مدينة حديثة علي مداخل القاهرة الجديدة بتكلفة 50 مليار دولار ولكن علي حد قوله إن الحكومة السابقة رفضت هذا العرض. وعلي حد قوله فإنه تقدم في مارس 2013 إلي الحكومة المصرية بمشروع اقتصادي هام بتكلفة 200 مليار دولار بمنخفض القطارة باشتراك مع مجموعة شركات أفيك الهندسية و تم رفضه علي يد الدكتور محمد بهاء الدين وزير الري في حكومة الدكتور هشام قنديل. كما أشار إلي أنه التقي وزير الري السابق ووزير الإسكان ولكنه عجز عن لقاء هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء كما أكد أنه انسحب من الانتخابات الرئاسية السابقة في عام 2012 وذلك تقليدا للدكتور محمد البرادعي كما أكد أنه ترشح ضد الرئيس المخلوع حسني مبارك في 2005 كما أنه ألمح إلي أنه سوف يترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة. وأكد حواس إن شركته مسجلة في إنجلترا، وتعمل في مجال البترول والغاز، مضيفا أنه يملك الشركة مائة بالمائة. ومن خلال البحث علي مواقع الإنترنت فإن المعلومات المتوافرة عن "حواس" من مواليد 4 نوفمبر عام 1950 وخريج كلية زراعة جامعة عين شمس عام 1976 وحصل علي شهادة في الحاسب من جامعة CROYDON ببريطانيا، وقد تقدم للانتخابات الرئاسية في 2005 أمام المخلوع حسني مبارك. كما بينت المعلومات أنه مقيم في لندن منذ عام 1976 ويمتلك شركة صحاري العالمية للبترول والتي تعمل في مجال الخدمات البترولية ويشاركه في إدارتها أخوه صبري حواس. أما علي صفحته علي الفيس بوك فكان له بعض الآراء السياسية المتعلقة بالفترة المقبلة والتي من أهمها عودة كل مساجد الأوقاف إلي أئمة من الأزهر الشريف وتكون المساجد تابعة له وليس للأوقاف والبعد بها عن المتطرفين وتحقيق العدالة الاجتماعية بتحقيق الحد الأدني والأقصي للأجور الحد الأدني يكون مابين 1500 و2000 والحد الأقصي 30 مرة من الحد الأدني والتأمين الصحي الشامل علي كل المصريين وحق العلاج للجميع وأن يتم وضع دستور لكل المصريين بأياد مصرية تحب مصر وإلغاء مايسمي بوزارة الإعلام وتشكيل مجلس إعلامي فقط من أهل الإعلام بالانتخاباب وإلغاء مجلس الشوري كاملا وعدم عودته للحياة مرة أخري. كما طالب بتقليص عدد سفاراتنا بالخارج مع مايتناسب مع المصالح المصرية فقط وتشكيل مؤسسة لمتابعة الفساد تكون خاضعة للمجلس الأعلي للقضاء وتحت إشرافه وحرية إصدار الصحف تكون تابعة لنقابة الصحفيين وإلغاء المجلس الأعلي للصحافة وانتخاب رئاسة التحرير للصحف من أعضائها وليس بالتعيين بالإضافة إلي إخضاع السجون المصرية تحت إشراف المجلس الأعلي للقضاء والمجلس القومي لحقوق الإنسان. ولكن علي الجانب الآخر تبرع عدد كبير من المشاهير بملايين الجنيهات وعلي رأسهم رجل الأعمال صادق السويدي والذي تبرع ب 25 مليون جنيه والفنانة إلهام شاهين والتي تبرعت ب 10 آلاف دولار والفنان مصطفي قمر تبرع ب10 آلاف دولار بالإضافة إلي رجل أعمال مصري تبرع ب5 مليارات دولار ولكنه رفض ذكر اسمه كما تبرعت الفنانة غادة عبد الرازق بمليون جنيه والإعلامي خيري رمضان تبرع ب 10 آلاف دولار والإعلامية لميس الحديدي والتي تبرعت ب 10 آلاف دولار وكذلك الفنان أحمد حلمي والذي تبرع بأجر فيلمه الجديد ورجل الأعمال كامل أبوعلي والذي تبرع ب100 مليون جنيه لمدة أربع سنوات وكذلك رجل الأعمال كامل غالي الذي تبرع بربع مليون جنيه وأخيرا الفنان محمد صبحي تبرع ب 50 ألف جنيه بالإضافة إلي القوات المسلحة المصرية والتي تبرعت ب300 مليون جنيه. ومن جانبه أكد الدكتور عبد المنعم درويش الخبير الاقتصادي أنه علي الرغم من أهمية تلك التبرعات لإنعاش الاقتصاد المصري خلال الفترة المقبلة وتحديدا بعدما أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية أنهما سوف تساعدان مصر ب11 مليار دولار خلال المرحلة المقبلة إلا أن المهم كيفية توجية تلك التبرعات لأوجه صرف يستفيد منها المواطن المصري البسيط وكذلك ألا تكون مجرد شو إعلامي لايتم تطبيقه علي أرض الواقع وخصوصا أننا أمام واقعة حدثت العام الماضي وذلك بعد أن أعلن الشيخ محمد حسان عن فتح حساب جار بأحد البنوك للتبرع لإنقاذ الاقتصاد المصري وعلي الرغم من قيام المصريين بالتبرع بملايين الجنيهات ولكننا لا نعلم حتي الآن مصير تلك الأموال وأين ذهبت وكيف تم صرفها. وأضاف أنه يجب أن يتم وضع المليارات التي تبرعت بها الدول العربية في الاحتياطي النقدي الذي وصل إلي أقل معدلاته من 6 أشهر حينما وصل إلي 13 مليار دولار إلا أنه ارتقع بعد ذلك إلي 16 مليار دولار بعد الوديعة القطرية والدعم الليبي. وأشار إلي أن مصر مازالت بحاجة إلي قرض صندوق النقد الدولي حتي ولو جاءت تلك المليارات مشيرا إلي أن قرض الصندوق يعطي الاطمئنان للمستثمرين الأجانب أن الوضع في مصر أصبح مستقرا متوقعا أن يشهد الاقتصاد المصري طفرة كبيرة خلال الأعوام الماضية لانفتاح دول الاتحاد الاوربي علي مصربعد أن كانت في حالة شبه مقاطعة أثناء فترة تولي الدكتور محمد مرسي.