إنه الصراع بين الأموات الأحياء "الزومبي"، وبين بقية البشر، الأموات يطلقون فيروسا قاتلا، ينتقل عن طريق العض المباشر، للشخص السليم فيتحول بعد دقائق إلي زومبي، ويتحول جسديا إلي وحش يطارد الآخرين لينقل لهم العدوي، في وقت قياسي أصبح نصف سكان العالم عبارة عن مخلوقات، شرهة قميئة مخيفة، غير آدمية، تهدد الآخرين، فيروس غامض لايعرف أحد من أين أتي؟ مسبباته وكيفية القضاء عليه، وتكلف الأممالمتحدة أحد رجالها، ليبحث عن نشأة الفيروس وكيفية القضاء عليه، مع تعهدهم برعاية أسرته وحمايتها، داخل قاعدة عسكرية بعيدة عن احتمالات الإصابة حتي عودته بحل لتلك المعضلة، وتبدأ رحلة "جيري لان" أو النجم براد بيت المحفوفة بالمخاطر، في فيلم من نوعية الخيال العلمي، من اخراج مارك فورستر باسم "الحرب العالمية زد". كثيرة هي الأفلام، التي تتحدث عن خطر داهم يهدد البشرية بالفناء، سواء كان هذا الخطر من كائنات فضائية قررت مهاجمة كوكب الأرض، والقضاء علي من فيه نهائيا، أو من خلال وحوش انطلقت من مخابئها أم من قوي الطبيعة مثل البراكين والزلازل والأعاصير، أو من أمراض وأوبئة وفيروسات! وغالبا ما يأتي الإنقاذ علي يد شخص واحد، هو بطل الفيلم الذي يعرف كيف يستخدم ذكائه في إعادة الوحوش إلي مخابئها أو القضاء علي أسباب المخاطر، وفي فيلم المخرج مارك فورستر، يكون رجل الأممالمتحدة هو الفارس المنقذ، وهو شخص لايمتلك قدرات بدنية خارقة، ولكن شخص بيشغل دماغة، لمعرفة من أين أتي هذا الفيروس، وأسباب انتشاره، وكيفية القضاء عليه؟ تبدا الأحداث بفاصل يستغرق حوالي عشر دقائق تصور حالة الذعر، التي انتابت إحدي المدن الأمريكية، نتيجة تحول بعض سكانها إلي وحوش آدمية، تهاجم الأصحاء لتحولهم في دقائق إلي مخلوقات وحشية، ويحاول الأصحاء الفرار والنجاة من هذا المصير المخيف، ويظهر بين الجموع بطل الفيلم براد بيت وأسرته الصغيرة المكونة من زوجة وثلاثة أبناء، ويحاول عن طريق جهاز استقبال مع إحدي القواعد العسكرية التي استدعته ليشارك في عملية الإنقاذ، أن يصل سالما مع أسرته لأسطح إحدي العمارات حتي يستقل طائرة مروحية تنقله للقاعدة العسكرية، ولكنه يمر بسلسلة من المخاطر، والمطاردات من الكائنات المتوحشة، حتي يتمكن في النهاية من الصعود للطائرة لتبتعد به مؤقتا، عن الخطر الذي تفشي في كل مكان علي الكرة الأرضية، ويدرك أن هناك رحلة لابد أن يقطعها للبحث عن مكمن ظهور الفيروس، ويصاحبه أحد العلماء الشباب، الذي يخبره أن كل فيروس يحمل داخله أسباب هلاكه وكيفية القضاء عليه، المهم ان تدرك مكمن ضعفه! ولكن سرعان ما يموت هذا العالم الشاب بعد أن تعرض لهجوم الزومبي، ويصبح براد بيت وحده المكلف بالبحث عن أول شخص تعرض للفيروس، ويتجه إلي إسرائيل حيث يفاجأ بأن أكثر من نصف البلد قد أصابها المرض وتحول سكانها إلي كائنات متوحشة، في واحد من أهم مشاهد الفيلم، حيث يحاول هؤلاء القفز علي السور العازل مثل ملايين الفئران المذعورة، ومرة أخري لايجد أمامه إلا الهرب في طائرة مدنية مع إحدي فتيات الجيش الإسرائيلي متجهين إلي منطقة معزولة علي المحيط الاطلسي، عليها أكبر معمل أبحاث للأمم المتحدة، به مجموعة من كبار علماء العالم يدرسون طرق علاج الأمراض المختلفة، ولكن الوصول للمعمل يحتم المرور ضمن سلسلة من المخاطر، منها أن تتحطم الطائرة التي تقل البطل المنقذ بعد اكتشاف اختباء بعض الكائنات المتوحشة علي متنها، ومهاجمة الركاب، ويصبح الحل الوحيد هو تفجير الطائرة لتسقط بمن عليها، بعد التخلص من عناصر الشر، ولكن يتعرض البطل المنقذ إلي إصابة قاتلة، جراء سقوطه من الطائرة، ويتم معالجته في معمل الأبحاث المنعزل، الذي تم اقتحامه بشكل ما من تلك الكائنات! أما الحل فيأتي بمنتهي اليسر والسهولة، بعد أن يكتشف البطل، أن الكائن المصاب يبحث عن بدن صحيح لينقل إليه الفيروس، فلو صادف شخص مريض لايهاجمه، ولايراه مطلقا، وعلي هذا يقرر البطل ان يحقن نفسه بفاكسين أحد الأمراض فيصبح غير مرئي، وغير قابل لمهاجمة كائنات الزومبي!! ويحتفل بانتصاره بشرب كانز مياه غازية، يتضح أن الفيلم وكأنه إعلان عن الشركة المنتجة لها! الفيلم متواضع للغاية رغم المؤثرات البصرية والصوتية، وشوية الرعب اللي في البداية، ولكنك سوف تندهش كثيرا ولو أن الدهشة كلمة لا تعبر عن الإحساس الحقيقي، وأنت تتابع نجماً كبيراً في قيمة براد بيت وهو يقدم فيلما متواضع القيمة لايحتاج مهارات ممثل في قيمته، أما الدهشة الأكبر فهي للمخرج مارك فورستر الذي سبق له تقديم مجموعة من الأفلام جميلة القيمة فكريا وتقنيا مثل البحث عن أرض المستحيل بطولة جوني ديب، وكيت وينسليت، وكرة الوحش بطولة هال بيري، وكوانتم أوف سولاس أحد سلسلة أفلام جيمس بوند، ولكن يبدو أن بعض كبار النجوم لايجدون عيبا في تقديم أفلام تجارية بحتة بين الحين والآخر!