لا أثق كثيرا في الوثائق الأجنبية السرية فألاعيب السياسة تسمح بالكثير لذا توقفت طويلا في كتاب (أنور السادات في الوثائق السرية الأمريكية) أمام تقرير قبل عام 7691 يقترح التخلص من المشير عبد الحكيم عامر ذراع عبدالناصر في القوات المسلحة وفهمت من الإيماءات أن ذلك جزء من تخطيط هزيمة 76 لكني لم أستسغ الأمر فمما لاشك فيه أن عامر كان مخلصا ووطنيا لمصر ولقواتها المسلحة ولصديق عمره ناصر وكان عامل أمان في ذلك المجال وقد تظهر القراءة الأولي للتقرير الأمريكي أن التخلص من عامر سيضعف عبدالناصر واعتراضي قائم علي معرفة بطريقة تفكير الأمريكان وغيرهم من أي قوي تخشي مصر أنها بكل الوسائل تجمع معلومات أساسية عن كبار القادة وتاريخهم وولائهم تحسبا وانتظارا لتوليهم المناصب فيكونون علي علم بهم وبأفكارهم. ويثبت الواقع أن هذا الأمر ليس دقيقا أو حقيقيا فان كان عامر قد خرج من الصورة بعد هزيمة 76 بطريقة أو بأخري فإن القوات المسلحة المصرية صعدت قادتها بالترتيب الطبيعي فعرفنا الأفذاد من الفريق محمد فوزي والفريق الأسطوري عبدالمنعم رياض ولم تتوقف الأجيال أو القيادات التالية عن تصعيد عمالقة لم نكن نعرف عنهم شيئا كطبيعة الأمن في القوات المسلحة فتوالي.. المشير أحمد إسماعيل علي والشاذلي والجمسي وكمال حسن علي وأحمد بدوي وأبو غزالة وأبو شناف والعرابي وأبو سعده وغيرهم الكثير ممن أداروا ببراعتهم حرب أكتوبر وكانوا جميعا في ولاء شديد لمصر وللقوات المسلحة وللقائد الأعلي للقوات المسلحة رئيس الجمهورية عبدالناصر وما بعد عبدالناصر فبذلك رأيت أنها فرية للإلهاء وليست حقيقة كان يجب التروي في سردها وإضافة تحقيق تاريخي ملازما لها حتي لا يتلقفها الذين لا يعلمون ويستمرون في ترويج سخافاتهم.