❊ انتهت الفنانة يسرا اللوزي من تصوير فيلمها الجديد »ميكروفون« الذي يشاركها بطولته خالد أبو النجا وإخراج أحمد عبد الله.. يسرا فازت بشهادة تقدير خاصة من مهرجان روتردام للفيلم العربي عن دورها في فيلم بالألوان الطبيعية. بالرغم من أنني شاهدت أفلام رشدي أباظة عشرات المرات من خلال التليفزيون والقنوات الفضائية.. إلا أنني أتوقف عند فيلمين هما »آه من حواء« المأخوذ عن »ترويض النمرة« لشكسبير، وأيضا فيلم »الزوجة 13« وقد أخرج الفيلمين نجم مخرجي الكوميديا فطين عبد الوهاب. فرشدي أباظة ليس ممثلا كوميديا.. لكنه يجيد تمثيل كل نوعيات الأدوار.. ففيلم »آه من حواء« ضحكت فيه في كل مرة.. فقد مصر تمصيرا جيدا أحسن من الأصل.. أما فيلم »الزوجة 13« فكل مواقفه تثير الضحك والبهجة.. فهذه الأدوار لاتعتمد علي الإفيه ولكنها تعتمد علي الموقف وردود الأفعال التي يجيدها رشدي أباظة، رغم أنه أرستقراطي الأصل فقد أجاد كل الأدوار وكل الأفلام منها السياسي مثل »في بيتنا رجل« و»شيء في صدري« و»جميلة بوحريد« ليوسف شاهين والأفلام الرومانسية مثل »الحب الضائع لطه حسين« والأفلام النفسية مثل »أين عقلي« .. والاجتماعية النقدية مثل »أريد حلا« لحسن شاه. ومن ينسي دور ابن البلد الصعيدي في »صراع في النيل« مع عمر الشريف، والأفلام التي تعتمد علي الرجولة. ❊ ❊ ❊ التقيت برشدي أباظة كثيرا من خلال جولاتي في الاستديوهات لأقدم باباً اسمه (جولة الاستديوهات) في مجلتي »آخر ساعة« .. وعرفته علي الطبيعة.. إنسان ارستقراطي لكنه متواضع.. وسيم من قلائل الممثلين الذين يتمتعون بذلك.. خفيف الظل.. مليء بالرجولة التي تؤهله لأدوار معينة تعتمد علي القوي الجسمانية. يستقبل الناس بابتسامة.. ويحترم المرأة.. يسلم عليها ويقبل يدها علي الطريقة الأجنبية. لم يكن يفكر أبدا بالتمثيل.. ولكنه كان يفكر في البزنس بعد تخرجه من كلية سان مارك بالإسكندرية.. جاءه التمثيل بالصدفة.. وكان عمره 20 عاما حينما رآه المخرج كمال بركات وهو يلعب في صالة البلياردو لعبة أولاد الذوات.. فقدمه في السينما في أدوار صغيرة لم تترك أي علامة.. فابتعد عن التمثيل.. وافتتح مطعما يقدم الأكلات الإيطالية تديره الأم الطليانية.. لكن كانت عينه في نفس الوقت علي السينما.. وبالرغم من أنه لم يحقق النجاح في مصر فقد ذهب ليجرب حظه في السينما الإيطالية التي يجيد لغتها.. لكنه عاد يجر أذيال الفشل.. وعاد للسينما المصرية لكن في أدوار ثانوية. ❊ ❊ ❊ مات أنور وجدي.. ولم يحل أحد مكان النجم الكبير.. ولما كان رشدي يتمتع بوسامة أنور وجدي فقد أسند إليه المخرجون أدوارا فيها الجرأة والمغامرة والقدرة علي جذب النساء.. ساعده علي هذا موهبة حضوره علي الشاشة.. وكان قد بلغ الثلاثين من عمره. يتمتع بقوامه الفارع وجسده القوي.. وأصبح طبيعي الأداء.. يعبر عن أدواره وانفعاله ببساطة.. ساعده صوته الذي بدأ ينضج في سن الثلاثين.. وتحددت ملامحه فضلا عن أحاسيسه.. وبدأ المخرجون الكبار يقدمونه بعد أن اكتمل نضجه ووسامته. وتعتبر بدايته الحقيقية في فيلم »امرأة علي الطريق«.. هذا الفيلم الذي أبرز فيه المخرج قوته الجسدية ولياقته البدنية.. وأصبح بالفعل ساحر النساء . أما فيلم »الرجل الثاني« الذي قدمه مع صباح وشاركهما فيه المذيع أحمد فراج الذي تزوج فيه فراج صباح مع نهاية الفيلم ولم يستمر الزواج كثيرا لاختلاف الكيمياء بين الاثنين.. هكذا قالت لي صباح أنه كان مهتما بالبرامج الدينية أكثر من أي شيء آخر. ❊ ❊ ❊ التقيت به مرات عديدة في استديوهات السينما ودار بيننا بعض الحوارات.. ماذا يريد من السينما؟ وكيف نجح فيها؟ وهل وسامته هي جواز مروره إلي السينما.. وكم تزوج من النساء؟ ورد رشدي أباظة علي هذه الأسئلة بصراحة مثل صراحة الممثلين الأمريكان.. فقد تزوج عدة مرات.. كان أول زواج له من امرأة إيطالية انجب منها ابنته قسمت.. وتزوج من تحية كاريوكا التي قالت لي وأنا أجري معها حوارا حول أزواجها ال 13 .. أنها أحبت رشدي أباظة من بين كل أزواجها وحتي بعد أن انفصلا فلا يزالان أصدقاء.. وقارنت أنا بين رشدي الزوج وأحد أزواجها.. لم يكن رشدي يتكلم عن أحد بالسوء بل العكس.. وحين التقيت بهذا الزوج تكلم عنها كأنثي بإهانة شديدة.. مع أنها هي التي سلطت عليه الأضواء ومنحته أدوارا هامة علي المسرح السياسي الذي حمل اسمها.. وانفصلا عن بعضهما بخناقة.. وسألتها بالمناسبة وكانت تتبني طفلتين.. ألا تزالين تريدين التبني.. قالت بسخرية بطلت التبني بالنسبة للصغار والكبار أيضا!! تزوج رشدي أباظة من صباح لمدة 24 ساعة فقط.. كنزوة.. وحين سألتها لماذا تزوجته وطلقت منه خلال 24 ساعة.. قالت عرفت أنه متزوج من سامية جمال التي تحبه فلم أرد أن أخرب بيتهما.. وفي نفس الوقت أسلب حب الجمهور لي بحجة أنني »خطافة الأزواج«.! ❊ ❊ ❊ مثل رشدي أباظة حوالي 130 فيلما كان آخرها فيلم »الأقوياء« إخراج أشرف فهمي لكنه لم يكمله فقد وقع صريع مرض السرطان فأكمل الفيلم صلاح نظمي، وودع رشدي أباظة الدنيا وعمره 53 عاما بعد أن ترك ميراثا كبيرا في السينما المصرية.. ولم يكرم ميتا.. وبالرغم من أن الكثيرين الأقل منه موهبة وحضورا كرمتهم السينما. رحم الله رشدي أباظة الذي أسعدنا بأفلامه ولايزال حيا في وجداننا.. يسعدنا بأفلامه الناجحة.. ووسامته التي فاقت كل النجوم ورجولته التي جسدها في كل فيلم.