ألقي الفيلم الأمريكي المسيء للرسول[ بظلاله علي اجتماعات الدورة ال76 للجمعية العامة للأمم المتحدة حيث أكد زعماء الدول الإسلامية الذين شاركوا في اجتماعات الدورة الحالية علي أهمية وضع قوانين لمنع ازدراء الأديان.. وفي حقيقة الأمر فإن هذا العمل المنافي للأخلاق يثير قضية هامة أخري هي إساءة استخدام مبدأ حرية التعبير.. وهنا لابد أن يدرك الجميع أن كافة الدول الإسلامية لا تعارض هذه الحرية ولكن في الوقت ذاته لابد من استخدام حرية التعبير في إطار من المسئولية وفي ضوء احترام قوانين حقوق الإنسان الدولية.. ومن هذا المنطلق اتخذ زعماء العالم الإسلامي موقفا موحدا في توجيه الانتقادات للغرب بسبب الفيلم المسيء للرسول[ معتبرين أنه يتخفي وراء دفاعه عن حرية التعبير مؤكدين أهمية تجريم المجتمع الدولي لإهانة الأديان وعلي دول العالم التحرك بإيجابية وعدم الصمت إزاء مثل هذه التصرفات لأن مثل هذه الأعمال تدمر السلام العالمي وتعرض الأمن الدولي للخطر من خلال سوء استخدام ما يسمي بحرية التعبير. وهنا أود أن أؤكد أننا عندما ندعو إلي إصدار تشريعات قانونية دولية ووطنية لتجريم ازدراء الأديان نقصد بذلك كافة الأديان ولا يقتصر الأمر علي الدين الإسلامي فقط لأن الإسلام يوقر ويبجل كافة الشرائع السماوية وجميع الرسل والأنبياء ومن ثم فنحن نشجب أي أعمال تسيء إلي كافة الأديان وجميع الرموز الدينية. وعلي الجميع أن يدرك أن حرية التعبير هي حق مكفول لكل فرد في إطار حقوق الإنسان التي يتمتع بها الفرد ووفقا للدساتير الوطنية والمواثيق الدولية ولكن الحرية لا تعني الفوضي ولا تعني الإساءة للغير والحرية لا تعني الحض علي الكراهية ونشر التمييز والعنف الديني. وفي ضوء هذه التطورات فإننا ننتظر من الجمعية العامة للأمم المتحدة عدم التوقف عند حد الاستماع إلي الأصوات المطالبة بإصدار هذه التشريعات بل لابد من تحرك فعال وفي أسرع وقت ممكن من أجل وضع نهاية لهذه التصرفات الحمقاء التي تصدر بين الحين والآخر وتهدف للإساءة للإسلام والأديان من خلال وضع قوانين لمنع ازدراء الأديان لأن ذلك سوف يصب في نهاية الأمر في خانة الوفاق العالمي والتقارب فيما بين الثقافات والأديان ويمنع من تكرار هذه الإساءات في المستقبل.