في عام 1889 توقفت تجارة العبيد في مصر بعد 12 عاما سماحا لتذويب جيل منقرض منهم.. وقد كانت قوافل العبيد تأتي من السودان عبر الصحراء من سنار إلي إسنا ثم منفلوط فالمنيا ثم بولاق وقافلة دارفور إلي أسيوط و الخصي كان يتم في أبو تيج ودير الزاوية في أسيوط علي أيدي الرهبان. وجاء عبيد من التكرور والسنغال ومن الروم والبلطيق والتتار. كان تجار الرقيق الأسود يقيمون حول مسجد قايتباي والرقيق الأبيض في الجمالية والمحتسب يشرف علي سوق النخاسة لعدم تفريق الجارية عن أبنائها وألا يشتري مسيحي جارية مسلمة. وأبرز العبيد الخصيان كافور الإخشيدي وعطوف خادم ست الملك أخت الحاكم بامر الله وأنشأ حي العطوف و(خليل أغا) لوالدة الخديو إسماعيل وأنشأ مدرسة في باب الشعرية. ومن الجواري رصد جارية سوداء للخليفة الظاهر وولدت له المستنصر وتولي الخلافة صغيرا فسيطرت علي الحكم فحدثت فتنة مع الجنود وشجرة الدر التي أنهت دولة بني أيوب ونادرا ما استرق أحد من مصر. محمد علي منع الجيش من صيد عبيد السودان وأرسل الخديو إسماعيل حملتين عسكريتين للقضاء علي منابع التجارة. سعر العبد في دارفور كان 20 قرشا مصريا يباع في مصر ب 250 قرشا والطفل 150 والمرضعة 10 جنيهات ومدبرة المنزل 15 جنيها والجواري البيض 60 جنيها من أرمينيا والخصيان 30 جنيها. وعندما ألغت مصر تجارة الرقيق قامت ثورة المهدية ضد مصر. وكان في القاهرة بيوت لبيع الرقيق و"دار الجواري المعتقات" لتوفير عمل لهن وكانت الملاءة السوداء وغطاء وجه أبيض، هي ملابسهن. أنشئت مصلحة مكافحة الرقيق عام 1911 وكان عددهم 30 ألفا ولم يتقدم أحد لأخذ صك الحرية فانتقلت للسودان. وكان المصريون يعاملون الرقيق معاملة حسنة ومنهم من كان يزوج بناته منهم وأولاده من بناتهم. واعتاد الخديو إسماعيل عتق جواريه وتزويجهن لرجال الحاشية فظهرت الطبقة الارستقراطية تركية شركسية والرقيق الأبيض لم يعان في مصر وعاشوا دون حساسيات. أما السود فقد فضلن البقاء مع الأسر لارتباطهم بالأبناء وأبناؤهم عاشوا في مصر دون حساسية.