رياح الديمقراطية والحرية تهب علي دول المنطقة.. وها هي ليبيا هي الأخري تجري علي أرضها انتخابات لتشكيل أول مؤتمر وطني منتخب منذ 24 عاما تحت رعاية وإشراف إقليمي ودولي وهي تلك الانتخابات التي وصفها رئيس الوزراء الليبي (عبدالرحيم الكيب) بأنها أول انتخابات ديمقراطية تشهدها البلاد بعد 24 عاما من القهر والظلم في ظل الحكم الاستبدادي لمعمر القذافي وأن من حق الشعب الليبي أن يفرح مؤكدا أن ليبيا سوف تدهش العالم بهذه الانتخابات ولاسيما أن الأمور تسير بشكل جيد باستثناء وجود بعض المشاكل التي يمكن أن تحدث في أي دولة في العالم. ومن المتوقع أن تتمخض الانتخابات عن تشكيل جمعية وطنية تتسم بالتنوع يتصدرها مستقلون يمثلون المصالح المحلية المتنافسة وتمثل هذه الانتخابات اختبارا للأحزاب الإسلامية في ليبيا بعد أن حققت أحزاب مماثلة نجاحات في كل من مصر وتونس بعد ثورات الربيع العربي العام الماضي. ويأتي في مقدمة الأحزاب المتنافسة تحالف القوي الوطنية وهو ائتلاف يضم تحت لوائه 56 حزبا ليبراليا ويتزعمه محمود جبريل وهو رئيس وزراء المعارضة خلال الانتفاضة الليبية وذلك بالرغم أن جبريل نفسه لن يخوض هذه الانتخابات. ومن الظواهر اللافتة للنظر التي أفرزتها ثورة 71 فبراير 1102 التي أطاحت بنظام القذافي هي دخول المرأة الليبية عالم السياسة وبقوة حيث قررت 845 امرأة خوض غمار الانتخابات بهدف الفوز بمقعد في المؤتمر الوطني التأسيسي الليبي المقبل. وبعد فإن نجاح الليبيين في تشكيل جمعية وطنية تأسيسية منتخبة تتكون من 002 عضو يعني ذلك تشكيل حكومة تحل محل الحكومة الانتقالية التي تشكلت في أعقاب الثورة الليبية وتعيين رئيس وزراء جديد وذلك بخلاف أن هذه الجمعية سوف تعمل علي وضع دستور يستهدف تحويل ليبيا إلي دولة موحدة مستقرة. ومن هذا المنطلق فإن كافة الأنظار الآن تتجه نحو ليبيا مع انعقاد الأمل في أن تكون هذه الانتخابات بداية جيدة لدعم مناخ الديمقراطية في ليبيا وعلي هذا الأساس فقد دعت منظمة العفو الدولية أعضاء الحكومة الجديدة التي سوف تتشكل في ليبيا عقب الانتخابات بأن يتم وضع ملف تفعيل القانون والعمل به علي قائمة الأولويات وذلك من أجل ضمان وحماية سير الحياة الديمقراطية في البلاد وضمان عدم تكرار أخطاء الماضي وإنجاب ديكتاتور جديد لبلاد عمر المختار.