انتهاء الدعاية واستعدادات مكثفة بالمحافظات.. معركة نارية في المرحلة الثانية لانتخابات النواب    زكريا أبوحرام يكتب: هل يمكن التطوير بلجنة؟    ترامب يعلن موعد اللقاء المرتقب مع زهران ممداني في البيت الأبيض    إسلام الكتاتني يكتب: المتحف العظيم.. ونظريات الإخوان المنحرفة    دعاء الفجر| اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله    بيان سعودي حول زيارة محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة    مستشار ترامب للشئون الأفريقية: أمريكا ملتزمة بإنهاء الصراع في السودان    أسامة العرابي: رواية شغف تبني ذاكرة نسائية وتستحضر إدراك الذات تاريخيًا    سفير فلسطين: الموقف الجزائري من القضية الفلسطينية ثابت ولا يتغير    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    كيفية تدريب الطفل على الاستيقاظ لصلاة الفجر بسهولة ودون معاناة    فلسطين.. تعزيزات إسرائيلية إلى قباطية جنوب جنين بعد تسلل وحدة خاصة    مكايدة في صلاح أم محبة لزميله، تعليق مثير من مبابي عن "ملك إفريقيا" بعد فوز أشرف حكيمي    تضرب الوجه البحري حتى الصعيد، تحذير هام من ظاهرة تعكر 5 ساعات من صفو طقس اليوم    أول تعليق من الأمم المتحدة على زيارة نتنياهو للمنطقة العازلة في جنوب سوريا    طريقة عمل البصل البودر في المنزل بخطوات بسيطة    الجبهة الوطنية: محمد سليم ليس مرشحًا للحزب في دائرة كوم أمبو ولا أمينًا لأسوان    يحيى أبو الفتوح: منافسة بين المؤسسات للاستفادة من الذكاء الاصطناعي    إصابة 15 شخصًا.. قرارات جديدة في حادث انقلاب أتوبيس بأكتوبر    طريقة عمل الكشك المصري في المنزل    أفضل طريقة لعمل العدس الساخن في فصل الشتاء    مروة شتلة تحذر: حرمان الأطفال لاتخاذ قرارات مبكرة يضر شخصيتهم    حجز الإعلامية ميرفت سلامة بالعناية المركزة بعد تدهور حالتها الصحية    أسعار الدواجن في الأسواق المصرية.. اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025    مأساة في عزبة المصاص.. وفاة طفلة نتيجة دخان حريق داخل شقة    بينهم 5 أطفال.. حبس 9 متهمين بالتبول أمام شقة طليقة أحدهم 3 أيام وغرامة 5 آلاف جنيه في الإسكندرية    خبيرة اقتصاد: تركيب «وعاء الضغط» يُترجم الحلم النووي على أرض الواقع    تراجع في أسعار اللحوم بأنواعها في الأسواق المصرية اليوم    وردة «داليا».. همسة صامتة في يوم ميلادي    مهرجان القاهرة السينمائي.. المخرج مهدي هميلي: «اغتراب» حاول التعبير عن أزمة وجودية بين الإنسان والآلة    خالد أبو بكر: محطة الضبعة النووية إنجاز تاريخي لمصر.. فيديو    ضبط صانعة محتوى بتهمة نشر مقاطع فيديو خادشة للحياء ببولاق الدكرور    ارتفاع جديد في أسعار الذهب اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025 داخل الأسواق المصرية    بوتين: يجب أن نعتمد على التقنيات التكنولوجية الخاصة بنا في مجالات حوكمة الدولة    إعلام سوري: اشتباكات الرقة إثر هجوم لقوات سوريا الديمقراطية على مواقع الجيش    إطلاق برامج تدريبية متخصصة لقضاة المحكمة الكنسية اللوثرية بالتعاون مع المعهد القضائي الفلسطيني    تأجيل محاكمة المطربة بوسي في اتهامها بالتهرب الضريبي ل3 ديسمبر    معتذرًا عن خوض الانتخابات.. محمد سليم يلحق ب كمال الدالي ويستقيل من الجبهة الوطنية في أسوان    "مفتاح" لا يقدر بثمن، مفاجآت بشأن هدية ترامب لكريستيانو رونالدو (صور)    ضمن مبادرة"صَحِّح مفاهيمك".. أوقاف الفيوم تنظم قوافل دعوية حول حُسن الجوار    خالد الغندور: أفشة ينتظر تحديد مستقبله مع الأهلي    دوري أبطال أفريقيا.. بعثة ريفرز النيجيري تصل القاهرة لمواجهة بيراميدز| صور    تقرير: بسبب مدربه الجديد.. برشلونة يفكر في قطع إعارة فاتي    بالأسماء| إصابة 5 أشخاص في حادث تصادم ميكروباص وملاكي بأسيوط    ديلي ميل: أرسنال يراقب "مايكل إيسيان" الجديد    فتح باب حجز تذاكر مباراة الأهلي وشبيبة القبائل بدورى أبطال أفريقيا    أرسنال يكبد ريال مدريد أول خسارة في دوري أبطال أوروبا للسيدات    لربات البيوت.. يجب ارتداء جوانتى أثناء غسل الصحون لتجنب الفطريات    ماييلي: جائزة أفضل لاعب فخر لى ورسالة للشباب لمواصلة العمل الدؤوب    الذكاء الاصطناعي يمنح أفريقيا فرصة تاريخية لبناء سيادة تكنولوجية واقتصاد قائم على الابتكار    عصام صاصا عن طليقته: مشوفتش منها غير كل خير    أمريكا: المدعون الفيدراليون يتهمون رجلا بإشعال النار في امرأة بقطار    تصل إلى 100 ألف جنيه، عقوبة خرق الصمت الانتخابي في انتخابات مجلس النواب    علي الغمراوي: نعمل لضمان وصول دواء آمن وفعال للمواطنين    أسعار الأسهم الأكثر ارتفاعًا وانخفاضًا بالبورصة المصرية قبل ختام تعاملات الأسبوع    خالد الجندي: الكفر 3 أنواع.. وصاحب الجنتين وقع في الشرك رغم عناده    أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البابا القادم... اختيارات بيد طفل
المجمع المقدس يجتمع لاختيار البابا الجديد ولائحة57 حاكمة
نشر في آخر ساعة يوم 20 - 03 - 2012


البابا كيرلس
تواجه الكنيسة المصرية الأرثوذكسية " أزمة الاختيار" للبابا الجديد، خلفا للمتنيح البابا شنودة الثالث، فعملية اختيار البابا لم تكن سهلة، ولن تكون في ظل الأوضاع العصيبة التي تمر بها البلاد حاليا. فالبابا الجديد سيكون عليه طمأنة جموع المسيحيين من تنامي تيار الإسلام السياسي، والحيلولة بين تصاعد ظاهرة هجرة الأقباط إلي الخارج.
قد تكون قيادات الكنيسة قد حسمت أمرها لاختيار آلية البابا الجديد، من خلال اعتماد لائحة 1957.. باعتبارها الوسيلة التي تم من خلالها اختيار كل من البابا كيرلس السادس والبابا شنودة الثالث، وهما معا من أفضل بابوات كنيسة الإسكندرية علي مر العصور.
وتنص اللائحة علي ضرورة أن يكون المرشح راهبا أو أسقفا عاما تجاوز الأربعين من العمر و15 عاما في الرهبنة، ويجوز أن يرشح نفسه أو يرشحه آخرون بشرط ألا يكون مطرانا لإبراشية، ولا تمنح اللائحة لعموم الأقباط الحق في انتخاب البابا، بل لأعيان الأقباط والوزراء السابقين والحاليين وأعضاء مجلسي الشعب والشوري السابقين والحاليين والصحفيين، ويتقدم مرشح عن كل إبراشية في مصر. وأعضاء المجمع المقدس الذي وصل عدد أعضائه 120 عضوا ويضم كبار الأساقفة والمطارنة ورؤساء الأديرة وأساقفة الإبراشيات ونواب البابا وممثلين للكنائس ذات الصلة بالكنيسة المصرية.
وبعد الاجتماع وإجراء قرعة بين الأسماء المطروحة للاختيار يتم إعلان الأسماء الثلاثة التي حصلت علي أعلي تصويت.
وتضع لائحة الكنيسة الخاصة بانتخاب البابا والتي أقرت عام 1957 شروطا عديدة يجب أن تتوافر فيمن يترشح لشغل المقعد البابوي، أبرزها أن يكون مصريا قبطيا أرثوذكسيا، وأن يكون من الرهبان المتبتلين (غير المتزوجين ولم يسبق لهم الزواج)، ويبلغ من العمر 40 عاما ميلادية علي الأقل عند خلو الكرسي البابوي، وأن يكون قد قضي في الرهبنة مدة لا تقل عن 15 عاما، وألا يكون مسئولا عن أي إبراشية، وهو ما يجعل خلافة البابا محصورة في عدد لا يتجاوز 100 أسقف.
وتحدد اللائحة طريقة اختيار البابا عن طريق ما يسمي "المجمع الانتخابي"، الذي يضم نحو 1500 شخص هم فقط لديهم الحق في التصويت لاختيار البابا، من بين نحو 12 مليون قبطي، هم عدد الأقباط الأرثوذكس بحسب الإحصائية التي أعلنتها الكنيسة نهاية عام 2008 والتي أثارت جدلا واسعا وردت عليها الدولة بشكل غير رسمي بالتأكيد أن عدد الأقباط لا يتجاوز أربعة ملايين من دون أن تعلن عن تفاصيل الإحصائيات الرسمية التي يجريها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
وتقوم لجنة مكونة من ثلاثة من رجال الدين واثنين من أعضاء المجلس الملي بتحرير جداول الناخبين الذين سيمثلون المجمع الانتخابي، ويكون لهم حق التصويت، ويختار القائمقام البطريرك (شخص يتم اختياره لتسيير أمور الكنيسة حتي يتم اختيار بابا جديد) أعضاء اللجنة، وتكون رئاستها لأعلي رجال الدين من أعضائها رتبة أو أقدمهم رسامة. وتجري عملية التصويت في يوم واحد في حضور مندوب من وزارة الداخلية، ويتم إعلان أسماء الثلاثة مرشحين الحاصلين علي أعلي الأصوات بحسب الترتيب، ويتم في "الأحد" التالي اختيار البابا من بين الفائزين الثلاثة عن طريق ما يسمي ب"القرعة الهيكلية"، والتي تجري في الكنيسة المرقسية الكبري بالقاهرة.
ويتم كتابة أسمائهم في ثلاث ورقات، يتم وضعها علي المذبح، وبعد الصلاة الطقسية تجري بعد ذلك القرعة الهيكلية بين أصحاب المراكز الأولي الثلاثة -أعلي الأصوات- بعد صلوات خاصة، يتم علي إثرها اختيار طفل صغير من المتواجدين في القداس لاختيار ورقة من ثلاث ورقات مكتوب عليها أسماء أصحاب المراكز الأولي في التصويت ويكون هو البطريرك رقم 118 في تاريخ الكنيسة القبطية.
وتقرر أن يتولي الأنبا باخوميوس أسقف البحيرة وكنائس شمال أفريقيا منصب القائمقام البابا وبطريرك الكرازة المرقسية لمدة شهرين وذلك لحين إجراء الانتخابات لشغل المنصب , وذلك بعد أن اعتذر الأنبا ميخائيل أسقف أسيوط وأكبر الأساقفة سنا عن المنصب لظروف صحية. جاء ذلك في أعقاب اجتماع المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية لبحث تسيير أمور الكنيسة عقب وفاة قداسة البابا شنودة الثالث.
وتم استدعاء جميع أساقفة الكنيسة القبطية في المهجر لحضور اجتماعات المجمع المقدس المقبلة وسيبدأ توافدهم إلي جانب العديد من الضيوف الأجانب من الرئاسات الدينية والسياسية.
مرشحو البابوية
ولن تمر عملية اختيار البابا الجديد بسهولة فهناك اكثر من مشكلة قد تواجه اختيار البابا رقم 118، فيذهب المفكر القبطي كمال زاخر إلي أن التوقيت صعب لاختيار بابا جديد في ظل حالة التخبط الذي تعيشه مصر حاليا. كما أن غياب رئيس لمصر قد يعطل اختيار البابا إلي ما بعد انتخاب رئيس للجمهورية إذا لم يوقع رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة المشير طنطاوي باعتباره القائم بمهام رئيس الجمهورية.
من جانبه أكد الكاتب والمفكر مصطفي الفقي أن المجمع المقدس منعقد لاختيار اسم من الأسماء الخمسة المرشحين لخلافة البابا شنودة الأنبا موسي، بيشوي ، بولا ، يوأنس ، أرميا.
والأنبا بيشوي ربما كان قبل ثلاثة أعوام أكثر المرشحين حظا إذ يعد الرجل الثاني في الكنيسة بعد البابا وسكرتير المجمع المقدس منذ عام 85 وقد كان طبيبا، وقبل أن يكمل الثلاثين من العمر رشحه البابا شنودة أسقفا علي مدينتين دفعة واحدة، وهما دمياط وكفر الشيخ في 1979 ليكون أسقفا في نفس العام، وقد وصفه البابا في إحدي عظاته بأنه "الصخرة التي تتحطم عليها مكائد أعداء الكنيسة، وهو المسئول عن تقييم أداء ومتابعة ومحاسبة الكهنة بحكم موقعه في الكنيسة كرئيس للمجلس الإكليريكي، ولكنه معروف بصداميته مع المسلمين وتشدده الديني كان مثار جدل الأوساط السياسية والدينية المصرية بسبب تصريحاته المتتالية التي وصف في أحدها بأن المسلمين ضيوف علي الأقباط و شكك في آيات القرآن التي تناولت المسيح، وهو الأمر الذي قلل من أرصدته علي الأقل في أوساط النخبة السياسية والمثقفة، ولكنه بعد وفاة البابا يتعامل في الكاتدرائية وكأنه الآمر الوحيد، وقد سارعت مواقع إلكترونية إسلامية متشددة لوصفه بانه عدو الإسلام فور إعلان الصحف عن احتمال خلافته للبابا.
ويعد الأنبا موسي أسقف الشباب الأكثر حظا في الوصول إلي كرسي الباباوية فقد كان منتميا للمذهب البروتستانتي وتحول إلي الأرثوذكسية علي يد الأنبا "اثناسيوس" مطران بني سويف ومعروف عنه أنه تلميذ البابا شنودة النجيب وهو محبوب من أوساط المثقفين والسياسيين وقد كان له دور كبير في ربط الكنيسة بقطاعات الشباب وعمل علي التقارب بين الشباب المسيحي والمسلم في الجمع بينهما في لقاءات ثقافية وأدبية وشعرية.. ويعتقد مقربون من الكنيسة أنه الأقرب حاليا لخلافة البابا.
أما الأنبا يؤانس الذي اكتسب شعبية واسعة بين صفوف الأقباط لحلاوة صوته في أداء الترانيم الدينية وهو الأسقف العام للخدمات العامة وسكرتير قداسة البابا، وهو في الأصل يسمي هاني عوني وولد في 23 نوفمبر 1960 في ملوي بالمنيا..لأب محام وله عم كاهن من أشهر أقاويله (لا نأخذ سلامنا من الناس بل من الله) وحصل علي بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة أسيوط عام 1983.. وقد دخل الرهبنة بعد أن أعترف عند الأنبا ساويرس أسقف و رئيس دير المحرق بأسيوط و عندما أخذ قرار الرهبنة ، فضل ان يترهب بدير بعيد تماما عن مسكنه و نشأته و بالفعل ذهب لدير الأنبا بولا في البحر الأحمر و قضي به ما يقرب من 8 سنوات حتي تم اختياره للأسقفية من قبل المكتب البابوي في 6 يونيو 1993، ومن المعروف عن الأنبا يؤانس أنه كان مسئول ملف الأمن في الكنيسة وكانت أغلب تعاملات الكنيسة مع الأجهزة الأمنية تتم من خلاله.
وتنص اللائحة علي ضرورة أن يكون المرشح راهبا أو أسقفا عاما تجاوز الأربعين من العمر و15 عاما في الرهبنة، ويجوز أن يرشح نفسه أو يرشحه آخرون بشرط ألا يكون مطرانا لإبراشية، ولا تمنح اللائحة لعموم الأقباط الحق في انتخاب البابا، بل لأعيان الأقباط والوزراء السابقين والحاليين وأعضاء مجلسي الشعب والشوري السابقين والحاليين والصحفيين، ويتقدم مرشح عن كل إبراشية في مصر. وأعضاء المجمع المقدس الذي وصل عدد أعضائه 120 عضوا ويضم كبار الأساقفة والمطارنة ورؤساء الأديرة وأساقفة الإبراشيات ونواب البابا وممثلين للكنائس ذات الصلة بالكنيسة المصرية.
وبعد الاجتماع وإجراء قرعة بين الأسماء المطروحة للاختيار يتم إعلان الأسماء الثلاثة التي حصلت علي أعلي تصويت.
وتضع لائحة الكنيسة الخاصة بانتخاب البابا والتي أقرت عام 1957 شروطا عديدة يجب أن تتوافر فيمن يترشح لشغل المقعد البابوي، أبرزها أن يكون مصريا قبطيا أرثوذكسيا، وأن يكون من الرهبان المتبتلين (غير المتزوجين ولم يسبق لهم الزواج)، ويبلغ من العمر 40 عاما ميلادية علي الأقل عند خلو الكرسي البابوي، وأن يكون قد قضي في الرهبنة مدة لا تقل عن 15 عاما، وألا يكون مسئولا عن أي إبراشية، وهو ما يجعل خلافة البابا محصورة في عدد لا يتجاوز 100 أسقف.
وتحدد اللائحة طريقة اختيار البابا عن طريق ما يسمي "المجمع الانتخابي"، الذي يضم نحو 1500 شخص هم فقط لديهم الحق في التصويت لاختيار البابا، من بين نحو 12 مليون قبطي، هم عدد الأقباط الأرثوذكس بحسب الإحصائية التي أعلنتها الكنيسة نهاية عام 2008 والتي أثارت جدلا واسعا وردت عليها الدولة بشكل غير رسمي بالتأكيد أن عدد الأقباط لا يتجاوز أربعة ملايين من دون أن تعلن عن تفاصيل الإحصائيات الرسمية التي يجريها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
وتقوم لجنة مكونة من ثلاثة من رجال الدين واثنين من أعضاء المجلس الملي بتحرير جداول الناخبين الذين سيمثلون المجمع الانتخابي، ويكون لهم حق التصويت، ويختار القائمقام البطريرك (شخص يتم اختياره لتسيير أمور الكنيسة حتي يتم اختيار بابا جديد) أعضاء اللجنة، وتكون رئاستها لأعلي رجال الدين من أعضائها رتبة أو أقدمهم رسامة. وتجري عملية التصويت في يوم واحد في حضور مندوب من وزارة الداخلية، ويتم إعلان أسماء الثلاثة مرشحين الحاصلين علي أعلي الأصوات بحسب الترتيب، ويتم في "الأحد" التالي اختيار البابا من بين الفائزين الثلاثة عن طريق ما يسمي ب"القرعة الهيكلية"، والتي تجري في الكنيسة المرقسية الكبري بالقاهرة.
ويتم كتابة أسمائهم في ثلاث ورقات، يتم وضعها علي المذبح، وبعد الصلاة الطقسية تجري بعد ذلك القرعة الهيكلية بين أصحاب المراكز الأولي الثلاثة -أعلي الأصوات- بعد صلوات خاصة، يتم علي إثرها اختيار طفل صغير من المتواجدين في القداس لاختيار ورقة من ثلاث ورقات مكتوب عليها أسماء أصحاب المراكز الأولي في التصويت ويكون هو البطريرك رقم 118 في تاريخ الكنيسة القبطية.
وتقرر أن يتولي الأنبا باخوميوس أسقف البحيرة وكنائس شمال أفريقيا منصب القائمقام البابا وبطريرك الكرازة المرقسية لمدة شهرين وذلك لحين إجراء الانتخابات لشغل المنصب , وذلك بعد أن اعتذر الأنبا ميخائيل أسقف أسيوط وأكبر الأساقفة سنا عن المنصب لظروف صحية. جاء ذلك في أعقاب اجتماع المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية لبحث تسيير أمور الكنيسة عقب وفاة قداسة البابا شنودة الثالث.
وتم استدعاء جميع أساقفة الكنيسة القبطية في المهجر لحضور اجتماعات المجمع المقدس المقبلة وسيبدأ توافدهم إلي جانب العديد من الضيوف الأجانب من الرئاسات الدينية والسياسية.
مرشحو البابوية
ولن تمر عملية اختيار البابا الجديد بسهولة فهناك اكثر من مشكلة قد تواجه اختيار البابا رقم 118، فيذهب المفكر القبطي كمال زاخر إلي أن التوقيت صعب لاختيار بابا جديد في ظل حالة التخبط الذي تعيشه مصر حاليا. كما أن غياب رئيس لمصر قد يعطل اختيار البابا إلي ما بعد انتخاب رئيس للجمهورية إذا لم يوقع رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة المشير طنطاوي باعتباره القائم بمهام رئيس الجمهورية.
من جانبه أكد الكاتب والمفكر مصطفي الفقي أن المجمع المقدس منعقد لاختيار اسم من الأسماء الخمسة المرشحين لخلافة البابا شنودة الأنبا موسي، بيشوي ، بولا ، يوأنس ، أرميا.
والأنبا بيشوي ربما كان قبل ثلاثة أعوام أكثر المرشحين حظا إذ يعد الرجل الثاني في الكنيسة بعد البابا وسكرتير المجمع المقدس منذ عام 85 وقد كان طبيبا، وقبل أن يكمل الثلاثين من العمر رشحه البابا شنودة أسقفا علي مدينتين دفعة واحدة، وهما دمياط وكفر الشيخ في 1979 ليكون أسقفا في نفس العام، وقد وصفه البابا في إحدي عظاته بأنه "الصخرة التي تتحطم عليها مكائد أعداء الكنيسة، وهو المسئول عن تقييم أداء ومتابعة ومحاسبة الكهنة بحكم موقعه في الكنيسة كرئيس للمجلس الإكليريكي، ولكنه معروف بصداميته مع المسلمين وتشدده الديني كان مثار جدل الأوساط السياسية والدينية المصرية بسبب تصريحاته المتتالية التي وصف في أحدها بأن المسلمين ضيوف علي الأقباط و شكك في آيات القرآن التي تناولت المسيح، وهو الأمر الذي قلل من أرصدته علي الأقل في أوساط النخبة السياسية والمثقفة، ولكنه بعد وفاة البابا يتعامل في الكاتدرائية وكأنه الآمر الوحيد، وقد سارعت مواقع إلكترونية إسلامية متشددة لوصفه بانه عدو الإسلام فور إعلان الصحف عن احتمال خلافته للبابا.
ويعد الأنبا موسي أسقف الشباب الأكثر حظا في الوصول إلي كرسي الباباوية فقد كان منتميا للمذهب البروتستانتي وتحول إلي الأرثوذكسية علي يد الأنبا "اثناسيوس" مطران بني سويف ومعروف عنه أنه تلميذ البابا شنودة النجيب وهو محبوب من أوساط المثقفين والسياسيين وقد كان له دور كبير في ربط الكنيسة بقطاعات الشباب وعمل علي التقارب بين الشباب المسيحي والمسلم في الجمع بينهما في لقاءات ثقافية وأدبية وشعرية.. ويعتقد مقربون من الكنيسة أنه الأقرب حاليا لخلافة البابا.
أما الأنبا يؤانس الذي اكتسب شعبية واسعة بين صفوف الأقباط لحلاوة صوته في أداء الترانيم الدينية وهو الأسقف العام للخدمات العامة وسكرتير قداسة البابا، وهو في الأصل يسمي هاني عوني وولد في 23 نوفمبر 1960 في ملوي بالمنيا..لأب محام وله عم كاهن من أشهر أقاويله (لا نأخذ سلامنا من الناس بل من الله) وحصل علي بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة أسيوط عام 1983.. وقد دخل الرهبنة بعد أن أعترف عند الأنبا ساويرس أسقف و رئيس دير المحرق بأسيوط و عندما أخذ قرار الرهبنة ، فضل ان يترهب بدير بعيد تماما عن مسكنه و نشأته و بالفعل ذهب لدير الأنبا بولا في البحر الأحمر و قضي به ما يقرب من 8 سنوات حتي تم اختياره للأسقفية من قبل المكتب البابوي في 6 يونيو 1993، ومن المعروف عن الأنبا يؤانس أنه كان مسئول ملف الأمن في الكنيسة وكانت أغلب تعاملات الكنيسة مع الأجهزة الأمنية تتم من خلاله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.