مابين إنجاز الرائعة الصغيرة .. عزة عبدالحميد الفياض الحاصلة علي جائزة الاتحاد الأوروبي لصغار العلماء وبين العاملة »وداد درويش« الحاصلة علي لقب أقوي امرأة علي مستوي العالم تأثيرا وقائدة المرأة في إضرابات 6 إبريل 8002 لعمال مصانع شركة غزل المحلة.. وكلام النائبة عن التيار الإسلامي السياسي الذي يري أن علي المرأة أن تتفوق في التطريز بجانب دراستها العامة. مسافة طويلة.. من الوعي والإدراك والإحساس بقيمة الذات والفخر بإنسانية النساء وقبل كل شئ.. الإيمان الحقيقي.. الأكيد بأن حرية الإنسان هي صفة لايمكن الحياة بدونها.. خاصة لو كنت امرأة في الشرق العربي وتحكمه حبال.. تيار الإسلام السياسي.. فاجأني عيد المرأة العالمي في 8 مارس وأنا غارقة حتي أذني في الحب.. نعم في حب بلدي والخوف عليها من مؤامرات الأشرار.. الذين لايحبون أحدا سوي أنفسهم.. كل أنواع الشر الذي ماتصورت أن أقابله بعد الثورة بتلك العنجهية وهذا الجلد السميك وتلك البلادة السياسية في الإصرار علي تجميد الزمن.. علي أيام راحت ولن تعود مرة أخري.. تحت أي قناع وبأي وسائل إرهاب سواء علي مستوي الأمن الشخصي أو إرهاب لقمة العيش المتجمدة في أروقة الحكم.. ولا قيام مؤامرات الأمن الخفية في خطف النشطاء ولا الهجوم المكثف المنهجي علي وسائل الإعلام.. الحر.. الثوري.. نعم في وسط هذا الزخم من أحداث.. مؤامرية لاغتيال الثورة بكل الوسائل الشريفة (محاولة اختيار رجال ونهج مبارك والمحافظة علي كوادره في مفاصل الدولة الإدارية). إلي الوسائل غير الشريفة في القتل والسحل وهتك الأعراض ومسلسل (soap opere) الساذج في أسابيع أروع لأفلام الأكشن الخايبة التي تخصص أسبوعا لخطف ولاد المشاهير إلي أسبوع الهجوم علي البنوك .. إلي أسبوع الاعتداءات علي المرشحين الرئاسيين. والأكادة يا أخي إنه حتي هؤلاء المرشحين.. طحنوا جلدهم هم الآخرين.. ولا أحد بيخاف ولا ينسحب ولا.. تصوروا يتوافق مع اللي بالي بالكم. هكذا فاجأني (عيد ست الستات) المرأة المصرية الجدعة الشهمة المقاتلة في بيتها وعملها وولادها وتربيتها.. لأولاد مصر وبناتها اللي مطلعين عين كل من تصور إن (مصر) يمكن أن تعود برجالها قبل نسائها لحرم سلطان نظام مبارك.. والعسكر.. أو اللي ورثوهم بالحياة.. هاقولك أغنية شادية في رائعة (نجيب محفوظ) زقاق المدق.. الفاسق في نظر بعض المجانين (لا ياچوني.. نو.. أما قلبي نو) القلب هنا.. هي الثورة التي كانت نساؤها وفتياتها (هن أيقونتها) الحقيقية (هن) اللاتي نزلن بأجسادهن وحناجرهن يهتفن ضد مبارك.. ثم رجاله.. ثم ورثته.. ثم إخوانه.. بلا أدني خوف أو تردد. بعد الخطة الخايبة لهتك العرض علي قارعة الطريق رسالة »خايبة« لم »تخل« علي أي فتاة. وكانت الرسالة القوية منهن ثاني يوم بمسيرة نسائية تقول إن نساء مصر خط أحمر.. ويهتفن لست البنات وقلن لها بكل فخر. ارفعي راسك ارفعي راسك.. إنتي أشرف من اللي داسك ثم يأتي عيدها في 8 مارس ليؤاخي عيد الشهيد في مصادفة جميلة. تقول إن الاثنين يستحقان أن يقفوا لهما تكريما.. الشهيد.. شهيد الوطن والواجب ومعهم شهيدات فخورات بتاء التأنيث ونون النسوة الشهيرة. وهن أيضا شهيدات الظلم الاجتماعي والمنافقين الذين هم إخوان الشياطين. المنافقون الذين ظلموها مرتين وفي عصرين.. ظلموها عندما حاولوا أن يلغوا حقوقها بالقوانين.. والدفاتر دفاترنا والكتب كتبنا.. ومرة ثانية عندما بدأوا في نفاق الإخوان الذين ورثوا البرلمان بتضحيات فتيات قبل الفتيان.. ليخرجوهن من ظلمات السجون والتعذيب وهتك أعراضهن إلي مراكز الحكم والقرار. وكانت آخر خدمة الغز... علقة.. إقصاءها من البرلمان.. ثم تتوالي علينا أخبار عجيبة.. غريبة.. إن علي المرأة أن تلتفت إلي دورها الحقيقي.. الزواج والأمومة وإمتاع الرجل. حتي جاء رجل غريب ليلفت انتباه المجلس الموقر بأنه حان الوقت لتطهير التعليم وليس الداخلية ولا القضاء المدخول به.. عنوة ودون رضي منه.. أحيانا. من الأفكار المستوردة التي تعلم فتياتنا بأنهن مثل الأولاد.. لهن مثل الذي عليهن بالمعروف ولا فارق بينهم والمساواة بينهم تامة. فلا فرق بين عربي علي أعجمي إلا بالتقوي وأضيف أنا العلم والشطارة والكفاءة والمثابرة والاجتهاد في العمل.. الذي يصل بالمرء (رجلا كان أو أنثي) إلي أعلي المراكز. تصوروا جريمة هذا النوع من التعليم الذي يؤلب الفتيات فيعشن دورهن الطبيعي. الكي والمسح والطهي والتنظيف.. وقبل كل شيء إمتاع الرجل الذي خلقها الله لهذا الغرض بالذات تصوروا الجرم؟ ولكن في ظل هذه الهرطقة والهلاوس الفكرية التي تضرب وعي المجتمع ومستقبله ومكانته بين الأمم في مقتل. تأتي الجميلة الصغيرة التي لم تتعد (16سنة) المحجبة الجسد لا الوعي والعلم والفطنة والإحساس بالذات وأنها تربت (حمدا لله) في بيت لم ينظر إليها أنها ناقصة عقل ولا دين إنما أرضعوها الثقة بالنفس وقدرتها علي الفعل (لا أن يفعل بها) من أم عالمة ودارسة علوم سياسية، حماها الله من أمواج التكلس الفكري والوعي الناقص والاستسلام للهلاوس الشبقية لبعض النفوس المريضة التي لا تري إحساسا برجولتها إلا بإنقاص قدرات المرأة الإنسانية. حتي يشعر بالقوة والتحقق. كالحاكم الفاشي الاستبدادي الذي لا يستطيع أن يواجه شعبا حرا متعلما واعيا مدركا لقدراته وحقوقه في اختيار نوع الحكم وشكل حاكمه. لذلك يغرقه في الثالوث غير المقدس (الفقر والجهل والمرض) حتي يستطيع أن يسوقه كالأغنام ويتحكم فيه ويسرقه كما يشاء. إذن.. كلاهما مشترك بالإحساس بالدونية.. فلا يشعران بالأمان إلا بقهر الناس في النظام الاستبدادي. أو قهر المرأة في النظام الذكوري المتخلف.. ثم تأتي تلك الملقبة بعزة بنت عبدالحميد الفياض.. لتصفع تلك العقليات بجهدها الرائع وكلماتها البسيطة.. وهي تقول.. أنا لا أهتم بالسياسة حياتي هي العلم والعقل ولكنني لا أشعر أن أحدا أحسن مني لمجرد أنه مذكر وأنا مؤنثة كلنا سواء كلنا لنا حق الاختيار .. وكلانا لابد أن يعيش في حرية. وتعيش المرأة المصرية.. حرة.. مستقلة.. مبدعة.. دارسة.. عاملة.. تختار ما تريد كيفما تريد.. بالطريقة التي تحبها. أن تعمل.. أن تتفرغ.. أن تؤجل.. أحلامها مؤقتا.. من أجل الاستمتاع بالأمومة.. ثم في الوقت الذي تريده.. وبتوقيتها الذي تختاره.. بمفردها.. تعود للحلم المؤجل لتخدم نفسها ومجتمعها.. بأن تعطي وطنها وتعطي نفسها مجالا أن تكون (هي) متحققة وعاملة ومبدعة وزوجة وأما.. وجدة.. بالطريقة التي تسعدها.. فذلك حقها الرباني.. الإنساني.. أيها النائمون في أوهام عجزكم في أن تكونوا واحد صحيح.. بدون كسر المؤنث في حياتكم.. إلي مربعات صغيرة.. مقهورة.. مقيدة.. محرومة من حق الاختيار تلك كوابيس عصور منحطة لن تعود أبدا.. وكما قالت لكم نساء مصر في مسيرتهن القتالية.. صوت المرأة ليس عورة.. هي يا إخوان.. ثورة.. ثورة.. ❊ ❊ ❊ سُئلت دكتورة عالمة.. من أحد الصحفيين في العالم العربي.. لماذا تريد المرأة أن تعمل؟.. قالت هذا سؤال لا يطرح إلا في الدول المختلفة في الدول المتقدمة.. تعلم الرجل (بالطريق الصعب وبإصرار المرأة وتضحياتها وتمسكها بحقها أن تكون أكثر من مجرد جسد أو مملوكة بحق اللقمة والجدران في بيت الزوجية. لذلك انتصرت وحصلت علي حق إنسانة كاملة الحقوق والأهلية ونساء العرب ومصر.. مازلن يخضن معارك يومية للإجابة علي ذلك السؤال الكريه وأسئلة كثيرة.. تافهة مثله. لماذا تريدين أن تنجحي؟ لماذا تريدين الحصول علي شهادة أكبر أو خبرة أكثر تفتح لك سوق العمل في عالم لايرحم. أو لماذا لا يكفيك (مملكتك الصغيرة لكي تسعدي) أو السؤال الأكثر استفزازا لماذا تريدين العمل وأنا موفر لك كل طلباتك؟ وذلك السؤال يثار في الأوساط الثرية المستريحة التي يتطلب من المرأة أن تكون (رفيقة فراش.. وصالون ومجتمع وسهرات بيزنس) تخدم فيه علي مشاريع زوجها. كأن العمل سببه الوحيد (وهو الأساس بالنسبة لكل الناس). هو الحصول علي الطلبات.. وعلي لقمة العيش في الأوساط الأقل حظا ولن أقول المحتاجة ولا الفقيرة؟ الأقل حظا.. أشيك .. أقل جرحا أو أقل اتهاما لنظام حكم بلداً بلا إحساس ولا إيمان. تجرع الشهوة بكل أصنافها مالا ونساء وطعاما وامتلاكا حتي الثمالة. وترك بقية الناس تعيش في فاقة وظروف حياتية يأباها أحيانا كثير من الحيوانات الراقية. أما نحن الشعب البائس.. ففرض علينا حياة في قذارة حياة الخنازير ومع ذلك.. يسألونك ببلادة.. لماذا ثرتم أو عيال التحرير عايزين إيه؟ عايزين حقوقهم.. كما أرادت نساء الحصول علي حقوقهن. بمنتهي البساطة. (الحرية).. تنبهوا.. الحرية كلمة مؤنثة.. حتي تعرفوا قدر .. ثورة .. نساء مصر. علي حقوقهن البسيطة والأساسية.. وحقوق أوطانهن.. وحرية رجالهن وأبنائهن ففي يديها ورحمها وثدييها.. خلق الجنين والرضيع رجال ونساء الغد. هي التي تشكلهم.. تخلق منهم الأبرار والأحرار والفجار والمستبدين والظلمة والطغاة والعتاة. هي منبع كل هذا فكيف تهان وتحجم. وهي لأنها الأقوي والأطول عمرا والأكثر تحملا في جهازها العصبي. استطاعت أن تقوم بكل أدوار الرجل.. ومعها .. كل أدوار النساء والأمهات بصفة خاصة. بيد ترضع الوليد واليد الأخري تتعلم وتعمل وتبني مجتمعها. وفي وسط كل هذا تشارك في الثورات وتحرك الرجال والهمم. كما فعلتها العاملة .. القوية .. المرأة التي هي بألف رجل وداد درويش العاملة بمصنع الغزل والنسيج. التي شاركت في إضرابات عمال في 6 أبريل 8002 التي مهدت للثورة. وتلك هي الإجابة.. لماذا يستهدف نشطاء (6 أبريل) لأنهم المحرضون والمشجعون والذين ربوا الثورة في أرحماهن.. منذ هذا التاريخ. 6 أبريل 8002. وتعيش المرأة المصرية ثورية.. صامدة.. ولادة للثوار بنات وأولادا. ترضعهن العيش والكرامة والحرية .. بكل أنواعها. ومنصورة.. يا مصر .. بنسائك.. مش .. بسلطة العسكر.. واحنا.. إللي مشينا بدري ولم نستسلم .. مش أكثر واعتذارا للتصرف البسيط التي حكمته تحيتي لنساء مصر لكاتب الشعر الجميل.. تميم البرغوثي.. ❊❊❊ المرأة.. كانت هنا مرت هنا .. أثرت هنا.. من هدي شعراوي .. إلي مي زيادة إلي لطيفة الزياد.. إلي درية شفيق.. إلي شاهندة مقلد.. إلي د.كريمة الحفناوي إلي نوارة نجم .. وإسراء عبدالفتاح وأسماء محفوظ.. إلي ريم ماجد.. ودينا عبدالرحمن.. إلي نجلاء بدير إلي د. مني مينا وغيرهن وغيرهن.. اللاتي لا تسعفني الذاكرة لا.. تذكرتها (سميرة إبراهيم) بالذات الشجاعة الصامدة بنت الجنوب إلي الطبيبات اللاتي قتلن في الميدان .. إلي الثائرات اللاتي ذبحن وانتهكت أعراضهن علي شاشة التلفاز.. وفي الغرف المظلمة في المتحف المصري وأقبية أمن الدولة (أمس واليوم وقطعا لن يحدث بإذن الله والثوار.. غدا.. أبدا.. مرة ثانية. إلي الشهيدة وإلي أم الشهيد.. إلي أخت مينا دانيال وهي حاملة (علم أخيها تتحدي جنود الداخلية ومعهم للأسف جنودنا البواسل في الجيش المصري الملطخ من مجلسه العسكري. إلي إيزيس أمس وسيرتها العطرة في محاربة إله الشر (ست) قاتل الزوج الحبيب. إلي أخت (اللواء البطران.. د. منال.. إيزيس الثورة.. التي لا تزال مطاردة لقاتلي أخيها .. إلي المكافحات في البيوت المصرية لتربية الأولاد وتحمل المسئولية المادية بجانب مسئولية الأمومة. أبطال الأسر المصرية.. الأم المصرية. إلي المرأة المعيلة.. الممثلة ل35٪ من الأسر المصرية.. الصامدة .. المكافحة.. الثائرة بطريقتها الخاصة علي الفقر والجهل والمرض. في مجتمع مازال يسألها السؤال المريض.. لماذا تريدين أن تعملي. وأتذكر إجابة ممثلنا العبقري.. شفيق نور الدين وهو يجادل خطيب ابنته التي خيرها .. بين العمل وإتمام الزواج. أتذكر أنه قال له (بدون عمل .. كانت المرأة.. عندما تجبرها الظروف علي الصرف علي نفسها أو عائلتها الفقيرة لا تجد إلا الشارع وبيع جسدها..!! (سامع الشارع) وتلك هي الإجابة أيها المسافرون إلي عصور الجهالة والفجاجة والضحالة والكفر بكتاب الله. اليوم.. في عيدك أيتها الجميلة .. أيتها الثورية.. الإنسانة .. المقاتلة. سيدات مصر وحقوقهن .. خط أحمر. لن يسلب حق أم بعد طول تعب ونضال. لمجرد .. أنه تحقق في زمن المخلوع. هذه كلمة حق .. يراد بها باطل الاعتداء علي حقوقهن الأصيلة التي لا رجوع فيها أيها (الإخوان والأخوات). لن نرجع إلي عصر الحرملك وجواري السلطان.. أيا كان هذا السلطان وقد قالتها نساء مصر. سنظل رافعات الرأس .. ننطلق إلي أعلي الآفاق.. بعقولنا الكاملة.. المكتملة. سنخترع ونتفوق وننال الجوائز العالمية. بيد سنهدهد الرضع. وباليد الأخري نعمل .. نخترع .. نثور. ونضع كل إنسان أو ظروف في المكان الذي يستحقه وعلي .. علي .. وعلي .. الصوت. اللي بيهتف مش حايموت. وما بين أمينة سي السيد وأمينة السعيد الفرق ما بين اختيار العقل وفرض القهر ما بين صورة المرأة الأنثي عند إخواننا وسلفيينا وصورتها الرائعة في الحضارة المصرية هو الفرق ما بين العقل والتحضر والفرق بين إقصاء الآخر. أيوه بنهتف ضد العسكر .. الذين حموا الثورة المضادة.. أيوه بنهتف ضد الإخوان الذين خذلونا في البرلمان. أيوه بنهتف ضد حكومة النعم والنعمين.. علي وزن محمد ومحمدين. أيوه بنهتف ضد عاقدي الصفقات. ضد محيكي المؤامرات.. ضد موظفي البلطجية .. كل أنواع البلطجية. وتذكروا .. نساء مصر .. قادمات. وهن .. فعلا .. خط أحمر.