يعاني أكثر من ربع أطفال العالم النامي من أمراض نقص الوزن وسوء التغذية والعادات السيئة في إعداد وتناول الأطعمة إلي جانب عدم كفاية المرافق الصحية هي أكثر الأسباب التي تؤدي إلي أزمات إنسانية وأطفال يحتاجون إلي التخفيف من معاناتهم كي يبعث الأمل بحياة أفضل في نفوسهم بعد أن وصل معدل انتشار نقص الوزن بين الأطفال في جنوب شرق آسيا لأعلي معدلاته واستقر الوضع بعدم تحقيق أي تقدم أو تحسن في حالة الأطفال ما بين عامي 1995 - 2009. وقد أشار تقرير الألفية الإنمائية لعام 2011 إلي أن نسبة الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون نقص الوزن من بين الأسر المعيشية الأكثر فقرا في العالم عن نظرائهم الذين يعيشون بمستوي معيشي أعلي.. ويتسبب الفقر في عدم حدوث أي تقدم للحد من انتشار المرض.. في حين ارتفعت نسبة محاربة نقص الوزن بين أطفال يمثلون 20٪ من الأسر المعيشية الأكثر غني وهو ما يعادل انخفاض بنسبة الثلث علي وجه التقريب.. وإن كان احتمال إصابة الأطفال الذين يعيشون في أرياف المناطق النامية بنقص الوزن هي ضعف احتمال إصابتهم بالمرض فيما لو كانوا يعيشون في مناطق حضرية.. وأشار معدل انتشار المرض إلي تقارب الوزن بين الفتيات والفتيان. وأظهرت الاتجاهات أن معدل سوء التغذية في جنوب شرق آسيا وشرق آسيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي قد تصل إلي أقصي حد من انتشار الفقر والجوع بحلول عام 2015 مع وجود تفاوت كبير بين بلدان هذه المناطق حيث تشير التقارير إلي رجوع المكاسب الكبيرة التي سجلت في شرق آسيا منذ عام 1990 إلي التقدم الكبير الذي حدث وتحقق في الصين.. في حين أن المستويات التي تحققت في جنوب آسيا تعود إلي الاستفادة من التقدم الذي تحقق في أندونيسيا والفلبين بالمقارنة والاستناد إلي الاتجاهات الحالية.. فإن أفريقيا وجنوب الصحراء الكبري لن تكون قادرة ولن تستطيع تحقيق غاية الحد من الجوع بحلول عام 2015.. وافتقرت النتائج إلي عدم توفر بيانات صحيحة يمكن من خلالها الاستدلال علي مدي انتشار المرض فيها ونسبة التقدم ومكافحته.. لأن أساس التحليل ومعرفة البيانات والاتجاهات تهدف لتسلك كل البلاد بدءا من جنوب شرق آسيا وشمال أفريقيا المسار الصحيح للحد من الأمراض. أوضح التقرير أن الحد من انتشار المرض غير كاف لبلوغ الألفية عام 2015.. لأن معاناة الأطفال من نقص الوزن والجوع يرجع لعوامل كثيرة أهمها عدم توفر الغذاء المناسب والجيد وقد يؤدي الجهل إلي ممارسات تغذية غير صالحة ودون المستوي الأمثل مما يؤدي إلي النوبات المتكررة للأمراض المعدية وتفشي سوء التغذية.. وكما في جنوب شرق آسيا علي سبيل المثال ليس الفقر ونقص الغذاء فقط هما سبب انتشار أمراض الأطفال ولكن السبب الأهم هو عدم توافر مراحيض أو أي من أشكال خدمات الصرف الصحي حيث إن نصف سكان هذه المناطق يمارسون التبرز في العراء ويؤدي هذا إلي نوبات متكررة من مرض الإسهال والقئ عند الأطفال.. كما يساعد في ارتفاع معدل انتشار سوء التغذية.. إضافة إلي أن أكثر من ربع الأطفال من سكان تلك المناطق يبلغ وزنهم أقل من 2500جرام عند الولادة وكثيرون منهم لن يتمكنوا من تعويض النقص الغذائي الذي يعانونه والوصول بأجسادهم للأوزان المثلي لأعمارهم لتضافر هذه العوامل ليصبح معدل انتشار مرض نقص الوزن في هذه المناطق أعلي من معدلاته. التغذية أولاً يوضح التقرير ضرورة إعطاء الأولوية للتغذية في التنمية الوطنية في هذه البلاد لنمو الطفل بداية من الحمل إلي بلوغ الطفل حتي يمكن الحد من سوء التغذية وتشمل هذه الإجراءات تحسين تغذية الأمهات والرضاعة الطبيعية والتغذية التكميلية المناسبة والكافية للأطفال حتي مرور 24شهراً وهي حاجة ماسة وعاجلة لرفع مستوي التغذية. الفقر والوفاة أكد التقرير أن أطفال المناطق الأكثر فقرا عرضة للوفاة قبل سن الخامسة بنسبة ثلاثة أضعاف الأسر الغنية والتفاوت الكبير في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي وشرق وجنوب آسيا (عدا الصين) وأن تعليم الأم هو المفتاح لتحديد ما إذا كان أطفالها سيبقون علي قيد الحياة خلال سنواتهم الأولي لأن الأمهات الحاصلات علي شيء من التعليم أولادهم أقل عرضة للوفاة وتزداد فرص بقائهم علي قيد الحياة.. كما يمكن أيضا تحسين معدلات وزيادة الخدمات الاجتماعية الأخري تجاه تعزيز وضع المرأة المالي والرعاية الصحية وكذلك تشجيع الابتكارات لتوفير الخدمات الأساسية للفقراء وزيادة الاعتماد علي النظم الصحية المحلية المناسبة لمكافحة سوء تغذية الأم وتوسيع نطاق التغطية للتحصين بالحصول علي اللقاحات.. حيث استطاعت حملات التحصين وبفاعلية تطعيم الأطفال الموجودين خارج نطاق الخدمات الصحية وانخفضت نسبة وفيات الأطفال الناجمة عن الحصبة أدي إلي مزيج من تحسين مجالات التغطية وإتاحة الفرص لجرعات ثانية أدت إلي انخفاض نسبة الوفيات الناجمة عن مرض الحصبة بنسبة 78٪ في جميع أنحاء العالم تمثل هذه النسبة ربع الانخفاض في معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة الناتجة عن أي سبب من الأسباب ومع هذا فإن هذا النجاح يواجه بخطر انخفاض تمويل الحملات مما يعني أن عددا من البلدان ذات الأولوية ستقابل نقصا في الموارد المخصصة ولذا عاد مرض الحصبة إلي الارتفاع.. والتمويل الكافي والالتزام السياسي القوي.. والتنفيذ المتقن.. سيعمل علي حفظ وحماية المكاسب التي تحققت وكلها مميزة حتي الآن في توفير الحماية للأطفال أولا والأمهات ثانيا مع التقدم الواضح في خدمات الصرف الصحي قد أفادت بشكل ولكنها في حاجة إلي مزيد من تغطية للصرف في بعض المناطق الريفية والحضارية.. حيث يوجد أكثر من 2.6بليون شخص لا يوجد لديهم مراحيض مما يزيد فرص إصابتهم بالأمراض التي تؤدي للوفاة ويسهل انتقالها من المريض إلي الشخص السليم.