كانت شاشات التليفزيون وستاد بورسعيد ولاتزال مصبوغة بدماء جماهير الأهلي والمصري البورسعيدي في واحدة من أبشع الجرائم .. غابت البهجة ونحن نتابع جماهير كرة القدم وهم يموتون ويختنقون من دخان الشماريخ.. ونكتفي بالمشاهدة والتحسر ومصمصة الشفاه.. غابت البهجة ونحن نشاهد أُماً فقدت صغيرها وأبا خطف الغدر ولده في ظل أعمال الشغب الجماهيري التي أصبحت تسيطر علي المدرجات والألتراس في الأندية المختلفة التي فرضت قراراتها علي المسئولين السياسيين والرياضيين. بدأت الجماهير تتسابق في إثارة الفوضي وهو ماجعل الجميع غير متفائل علي الإطلاق خاصة أن من المتوقع أن تكون المنافسة خلال الموسم الحالي ملتهبة جدا سواء في القمة أو القاع. كان كل شئ بأن مباراة المصري والأهلي ستكون فنية ممتعة ومثيرة ستجري علي أرض بورسعيد طرفاها بطل دائم وهو الأهلي في ضيافة مانسميه أبطال بورسعيد.. ماهذا العبث الذي شاهدناه رغم فوز المصري 3/1.. وأين غابت الأخلاق.. ولماذا تحول المصريون لكائنات عدوانية بهذه الصورة.. ولماذا انتشرت الكراهية والأحقاد في مدرجات كرة القدم. ماتابعناه باستاد بورسعيد ومشاهدة النيران بالمدرجات والدماء في الملعب ثم الحرائق التي شبت في ستاد القاهرة بعد إعلان إلغاء مباراة الزمالك والإسماعيلي تضامنا مع جماهير النادي الأهلي ثم تحويل شوارع بورسعيد إلي حرب عصابات وسط صراخ الأطفال والنساء الذي تعالي. هذه المشاهد وغيرها هي أسوأ مشاهد عرفتها الرياضة المصرية عبر التاريخ والذي لاشك فيه أننا نعيش أياما سوداء.. الله وحده الذي يعلم متي ننتهي منها ومن غمتها. والذي لانعلمه ماذا سيحدث بعد هذه الأحداث؟ كانت »آخر ساعة« قد حذرت من حالة الاحتقان التي يعيشها الشعب المصري من السياسة التي تدار بها مصر خاصة القائمين علي الرياضة المصرية بسبب المصالح الشخصية وتمسك مجالس الإدارات في الاتحادات والأندية بالكراسي التي يجلسون عليها. وأن ماحدث في بورسعيد .. وستاد القاهرة بداية لما هو قادم وسيكون أسود مما حدث يوم الأربعاء الماضي رغم حالة الوفيات التي حدثت في ستاد بورسعيد والذي وصل عددهم إلي »67« مصريا مابين أطفال ورجال وشباب واختلاط الدماء بين أبناء مصر ولا نسأل كم عدد الأشخاص الذين توفوا من القاهريين أو البورسعيديين ويجب أن نوجه اتهاما صريحا إلي الإعلام بالتهور وأكثر تعصبا خاصة بعض البرامج السوداء التي يقدمونها رغم أن هؤلاء الإعلاميين المفروض أن يقوموا بتنوير الجماهير والشباب الذين يعتبرون أمل مصر بعد ثورة 52 يناير ولكن للأسف إننا نبني جيلا متهورا لأن بعض الإعلاميين لا يجيدون أو يفهمون الأداء المهني ولذلك فإن ماحدث في ستاد بورسعيد سواء من البورسعيديين أو الأهلاوية سببه أنهم لم يجلسوا مع الفئة المثقفة لتقويم سلوكهم ولكن مجالس إدارات الأندية كانوا يبثون في عقولهم الحماس وتشجيع فرقها. ورغم ذلك يتهمون جماهير الأهلي والمصري بأنهم المسئولون عن الأحداث المؤسفة فقط ولكن في الحقيقة أن اتحاد كرة القدم والأهلي والمصري وحكم المباراة عندما رأي بعينيه الشغب الذي حدث بين شوطي المباراة كان المفروض أن يلغي الشوط الثاني نهائيا..