استمرارًا للجهود التي تبذلها الدولة لتطوير المناطق العشوائية غير الآمنة، تفقد الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أعمال تنفيذ الوحدات السكنية في مشروع روضة السيدة "تل العقارب" سابقًا بالسيدة زينب. ويُعد مشروع "روضة السيدة" نموذجًا حضاريًا، يعبر عن اهتمام الدولة بالإنسان المصري، فهو يُقام بحي السيدة زينب في القاهرة، علي مساحة 7 أفدنة ونصف، وكانت تعد منطقة تل العقارب من المناطق العشوائية غير الآمنة، وتقع علي مساحة 6 أفدنة تقريبًا، ومقامة بالكامل علي تل من الحجر الجيري، ويبلغ عدد سكانها حوالي 3500 نسمة تقريبًا. وظلت المنطقة طوال السنوات الماضية عبارة عن منطقة عشوائية، حتي قرر الرئيس عبدالفتاح السيسي، تطويرها مصدرًا توجيهات واضحة وصارمة للجهات والوزارات المعنية بإيجاد حلول جادة لها علي أرض الواقع، وسرعان ما بدأ العمل بالمشروع. وخلال تفقد الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، يرافقه اللواء خالد عبدالعال، محافظ القاهرة، والدكتور عاصم الجزار، نائب وزير الإسكان للتنمية العمرانية، والمهندس خالد صديق، مدير صندوق تطوير المناطق العشوائية، أعمال تنفيذ الوحدات السكنية بمشروع "روضة السيدة"، طالب رئيس مجلس الوزراء، الشركة المنفذة للمشروع بسرعة الانتهاء من التنفيذ، خاصة أن جميع المستحقات المالية للشركة تم صرفها، كما تم أيضًا الانتهاء من توصيل جميع المرافق للموقع، من مياه وصرف صحي وكهرباء، وغاز طبيعي، موضحا أن هذا المشروع يعد نموذجا حضاريا يعبر عن اهتمام الدولة بالإنسان المصري، وكذا توفير حياة كريمة لأهالينا سكان المناطق غير الآمنة، مطالبا باستمرار الاهتمام بإدارة الموقع بعد تسليمه للمستحقين، حفاظا علي ما ضخته الدولة من استثمارات. الدكتور عاصم الجزار، نائب وزير الإسكان للتنمية العمرانية، أوضح أن نسبة الإنجاز بالمشروع بلغت نحو 85 ٪، وأنه يوجد 16 بلوكاً سكنياً بنماذج مختلفة بالمشروع، بها 815 وحدة سكنية نموذج غرفتين وصالة، وبه 519 وحدة بمساحة 65م2، و156 وحدة بمساحة 72م2، ونموذج 3 غرف وصالة، وبه 56 وحدة بمساحة 82م2، و84 وحدة بمساحة 90م2، و344 وحدة تجارية، بالإضافة إلي تنسيق الموقع العام، وتوفير المرافق اللازمة، بتكلفة نحو 350 مليون جنيه، مشيرًا إلي أنه تم تسكين قاطني المشروع في وحدات بالإيجار علي نفقة الحكومة، لحين الانتهاء من بناء الوحدات الجديدة وتسكينهم بها. السفير أشرف سلطان، المتحدث باسم مجلس الوزراء، قال إنه تم الانتهاء من حوالي 85٪ من مشروع روضة السيدة زينب حتي الآن، لافتاً إلي أنه سيتم تطوير العشوائيات الخطرة بحيث تكون لائقة ومتناسبة للمواطنين، مشيرًا إلي أن المناطق السكنية الجديدة التي ستكون بديلة عن العشوائيات ستتضمن مناطق خدمات ودور رعاية وعبادة ومنطقة للحرف، وستكون مناطق متكاملة الأغراض. كانت محافظة القاهرة، قد تولت عملية إزالة المباني والمنشآت القديمة، وتم رفع أنقاض نحو 95 ألف متر مربع بخلاف أعمال الحفر، وتم إزالة المنطقة بالكامل وتسوية الأرض وإزالة الهضبة، وتم تسليم أرض المشروع علي عدة مراحل بداية من 7 سبتمبر 2016 وحتي 19 يوليو 2017، ومن المقرر افتتاح المشروع قبل نهاية 2018. وبعد إقناع السكان بخروجهم من المنطقة لتطويرها عرضت عليهم عدة بدائل لحين الانتهاء من تطويرها، وهي.. تخصيص وحدات بديلة بمساكن مدينة بدر، للاستقرار بها وعدم العودة، أو انتقالهم إلي وحدات سكنية بمدينة 6 أكتوبر بشكل مؤقت، أو منحهم قيمة نقدية بدل إيجار بواقع 500 جنيه للأسرة، بمعرفة الحي تمكنهم من استئجار وحدات سكنية قريبة في المنطقة، بعد أن نجحوا في الحصول علي فرصة عمل من مئات الفرص التي وفرها المشروع.. ويشمل المشروع، بناء 16 عمارة سكنية بأربعة مداخل بإجمالي 816 وحدة سكنية، ذات طابع معماري ذي طراز إسلامي بحيث يتوافق مع حي السيدة زينب، و344 محلا تجاريا بالدور الأرضي، سيتم طرحها لجميع السكان وفق آلية سيتم وضعها بعد الانتهاء من المشروع. ومن المقرر أن يتسلم المواطن وحدته كاملة التشطيب الفاخر مفروشة بالكامل، بإيجار بسيط، حيث يتم تسكين سكان المنطقة بالكامل، الذين تم حصرهم قبل إجراءات النقل المؤقتة، وتتكون الجهات المنفذة للمشروع من محافظة القاهرة ووزارة الإسكان متمثلة في صندوق تطوير العشوائيات، وجهاز تعمير القاهرة الكبري، والاستشاريين، وممثلي شركات المرافق، ويبلغ حجم العمالة في مشروع روضة السيدة نحو 1250 عاملا، وأغلب العمال بالمشروع من المنطقة وهو ما يغرس روح الانتماء للمشروع والحفاظ عليه. وقدرت تكلفة المشروع بنحو200 مليون جنيه، وفي ظل فروق الأسعار فإن التكلفة 350 مليون جنيه، بينما يعمل المشروع علي إحياء المنطقة ورفع قيمتها الاستثمارية لما ستكون عليه من طابع تاريخي مميز للقاهرة الفاطمية، حيث ستمثل المنطقة مزارًا سياحيًا مثل شارع المعز، وهو ما يساعد علي تحسين الحالة الاقتصادية للمقيمين بها وتحسين أحوالهم المعيشية.