في الوقت الذي أكدت فيه الشعوب العربية سعيها نحو الديموقراطية فيما عرف ب (الربيع العربي) دقت ساعة الربيع الفلسطيني ساعة الاستقلال.. كانت هذه الكلمات جزءا من الخطاب التاريخي للرئيس محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي جاء بعد تسليمه طلب عضوية فلسطين رسميًا إلي الأمين العام بان كي مون. »لا تسقط الغصن الأخضر من يدي« كلنا نذكر هذه الجملة الشهيرة التي قالها الرئيس الراحل ياسر عرفات عام 1974 عادت لتتكرر مجددا في نفس القاعة علي لسان أبو مازن الذي قال: لا أعتقد أن أحدا لديه ذرة ضمير ووجدان يمكن أن يرفض حصولنا علي عضوية كاملة بالأممالمتحدة، مشيراً إلي أن الاحتلال الإسرائيلي يسابق الزمن لرسم الحدود في الأراضي الفلسطينية لتغيير الحقائق علي الأرض، وأن السلطة الفلسطينية لن تتراجع عن المقاومة السلمية للحصول علي اعتراف بدولتها. وأضاف عباس بوضوح تام في خطابه الذي وصف في الدوائر السياسية ب »التاريخي« أن الإدارة الأمريكية عملت كل ما في وسعها من أجل أن تعطل مشروعنا ونحن مستمرون فيه مهما كانت الضغوط والعراقيل لأننا طلاب حق ونحن الشعب الوحيد في العالم الذي لا يزال تحت الاحتلال. وعن هذا الخطاب ومستقبل القضية الفلسطينية استطلعت »آخر ساعة« رأي عدد من الخبراء السياسيين فكان رأي الدكتور رفعت سيد أحمد مدير مركز يافا للدراسات والأبحاث بالقاهرة أن هناك مبالغة في موضوع تقديم فلسطين أوراقها للأمم التحدة لذا فلن تغضب إسرائيل لهذه التحركات التي يقوم بها أبو مازن . ولكن بالنسبة للتعزيزات العسكرية الإسرائيلية في المستوطنات وقطاع غزة فيرجع إلي إحساسها أن الشعب الفلسطيني فاض به الكيل . وشدد علي أن أبومازن إسرائيلي الهوي والدور فخلال الفترة التي تولي فيها الإدارة الفلسطينية قدم لإسرائيل العديد من الخدمات لم يقدمها أحد سواه . وأضاف أن الهدف مما يقوم به أبو مازن هو قفل الباب أمام المقاومة وسلب الشعب الفلسطيني حقه فيها، فعلي مدار التاريخ لم يكن لقرارات الأممالمتحدة أي دور في حل القضية الفلسطينية. ويذكر أن مايقوم به أبومازن ما هو إلا إفلاس سياسي بعد أن فشلت المفاوضات. ويختتم كلامه قائلا إن أسباب الثورة الفلسطينية لم تنضج لأن القوي الفلسطينية مازالت تتناحر فيما بينها . من ناحية أخري قال الدكتور أحمد يوسف القرعي المتخصص في الشئون العربية والأفريقية أنه يأمل أن تكون هناك انتفاضة علي المستوي الدولي من أجل استعادة حقوق الفلسطينيين وليس علي المستوي الشعبي. لذا فالمطلوب من الإدارة الفلسطينية أن تتحرك علي المستوي الدولي بمهارة وذكاء حتي تقوم بتعبئة الرأي العام العالمي المساند للحقوق الفلسطينية. وأضاف: فنحن أمام عدو متربص بنا يمتلك لوبي صهيونيا له تأثيره علي كافة الأوساط السياسية العالمية. لذا فعلي الإعلام العربي أن يعطي أهمية كبيرة لهذه المعركة وأن نتخلي عن شعاراتنا التقليدية التي مازلنا نرفعها حتي الآن. أما الدكتور إبراهيم البحراوي أستاذ الأدب العبري المعاصر ونائب رئيس مجلس إدارة مجلس الدراسات الإسرائيلية جامعة الزقازيق فقال من مصلحة فلسطين أن تحافظ علي سلمية مشروعها أمام الأممالمتحدة ،فالمستفيد الوحيد من الانتفاضة الثالثة هم الإسرائيليون وأنا علي يقين أن جميع الفصائل الفلسطينية تدرك أهمية الاحتجاج السلمي. وأضاف: الانتفاضة سوف تصرف الأنظار عن مشروع انضمام فلسطين للأمم المتحدة وتختزلها في معركة علي الأرض تسيل فيها الدماء. وأكد أن إسرائيل ستقوم باستفزاز الجماهير الفلسطينية وتوسيع دائرة الاحتجاجات كما حصل في الانتفاضة الثانية، ولكن هذا مرهون بحكمة الجماهير الفلسطينية وقدرتها علي الحفاظ علي سلمية القضية. وعن جدوي تقدم فلسطين بطلب عضوية الأممالمتحدة.. قال لقد وقعت فلسطين في فخ المفاوضات منذ اتفاقية أوسلو أي منذ ما يقرب من عشرين عاما دون أي تقدم فدائما ما يلوح الإسرائيليون بالجزرة وهي قيام دولة فلسطين ولكن الفلسطينيين غير قادرين علي قضمها. ولكن هذه الخطوة الأخيرة سوف تجعل فلسطين دولة تحت الاحتلال وإسرائيل كدولة محتلة سوف يصبح عليها العديد من الالتزامات القانونية إذا لم تلتزم بها يحق للشعب الفلسطيني وقتها استرجاعها عن طريق الكفاح المسلح .