الحذاء المريح من الأشياء المهمة للحفاظ علي صحة العظام، وخاصة بالنسبة للركبة وفقرات الظهر، وارتفاع كعب الحذاء قد يكون مقبولا في حدود 2 إلي 3 سنتيمترات، لكن أكثر من ذلك عادة يؤدي إلي إضافة أحمال غير طبيعية علي مفاصل القدم التي بالتدريج تتعرض للتشوُّه أو تُصاب بالخشونة المبكرة. كما أن المشي بكعب عالٍ يحتاج إلي اتزان أعلي من المشي الطبيعي، ما يؤدي إلي زيادة احتمالات الإصابة بالجزع في الكاحل أو السقوط نتجة فقدان الاتزان، ولذا يري البعض أن الكعب العالي رغم أنه أحد مظاهر الأناقة لدي المرأة إلا أنه يتحول إلي حماقة كبيرة إذا أصرت المرأة علي ارتدائه رغم تأثيراته السلبية عليها. وفي حالة الاضطرار لاستعمال الكعب العالي، يفضل أن يصاحب هذا ممارسة الرياضة وتقوية العضلات وتقليل الوزن للحفاظ علي الاتزان ومساعدة العظام والمفاصل علي تحمل الضغوط الزائدة الناتجة عن هذا الوضع غير الطبيعي وغير الصحي نتيجة ارتداء هذا النوع من الأحذية. يقول أستاذ جراحة العظام في كلية الطب بجامعة عين شمس، الدكتور خالد عمارة، ل"هي": هناك بعض الأمراض التي تجعل الإنسان يضطر للمشي علي أطراف أصابعه، ويحكي أن أحد ملوك فرنسا كان يعاني من هذا المرض، ولكي يداري هذا العيب كان يلبس حذاء بكعب عالٍ، ومن ثم قلدت الحاشية هذا الحذاء ليتحول إلي موضة ومظهراً للأناقة، بينما في الواقع الحذاء ذو الكعب العالي لا يتناسب مع الطبيعة البشرية. وأظهرت أبحاث عدة أن الأحمال الزائدة علي مفصل الركبة والحوض والظهر تكون أعلي بأربعة أضعافها في حالة استعمال الكعب العالي، وهذا لأن العضلات تكون مضطرة للانقباض في أوضاع غير طبيعية لفترات طويلة. وفي حالة ظهور مشاكل من استعمال الكعب العالي يجب استشارة طبيب العظام وإجراء فحص طبي وإشاعات للتدخل قبل تفاقم الحالة، وأحياناً يكون تغيير نوع الحذاء بالتوازي مع جلسات العلاج الطبيعي كافيه لعلاج المشكلات الناجمة عن ارتداء الكعب العالي، أما الحالات المتأخرة فتحتاج إلي تدخل جراحي لإصلاح التشوُّهات.